التارتوفيون في العراق - السياسي والسادن والواعظ.. نماذجًا
صفحة 1 من اصل 1
التارتوفيون في العراق - السياسي والسادن والواعظ.. نماذجًا
التارتوفيون في العراق - السياسي والسادن والواعظ.. نماذجًا
الاثنين, 11 أكتوبر 2010
ذكرني الزميل العزيز الكاتب المصري طبيب الاسنان علاء الاسواني، وهو يعلق على التناقض الرهيب بين كون المصريين الشعب الاول في العالم تدينا، والشعب الاكثر فسادا وانحرافا عن القيم الدينية في الوقت نفسه، بواحدة من اشهر مسرحيات الكاتب الفرنسي الساخر موليير التي كتبها عام 1664، والمسرحية تحمل اسم ((تارتوف)) وتتحدث عن رجل دين فاسد فاسق فاجر يسعى على الدوام وفي كل ظرف لاشباع شهواته وتلبية نزواته، والمروق على القيم الدينية وفي الوقت نفسه يتظاهر بالتقوى والخشوع وخوف الله!!وتارتوف هذا هو الذي عممت اسمه كصفة وتوصيف على كثيرين ممن تعج بهم الساحة العراقية اليوم بل هم نسخ متطابقة من تارتوف هذا، كما ان (التارتوفية) صارت ظاهرة اتمنى ان تفرد لها جامعاتنا بعضا من وقتها لدراستها وبيان سلبياتها وايجبياتها كما تفعل جامعات العالم مع الظواهر التي تبرز في مجتمعاتها بروز الفطر في الدمن!! على علمي بكثرة انشغالها بالتفنن في عمليات تعليب الوقت وتوضيبه ليكفي دراسات فلسفات ومعطيات ونظريات وعلوم المجدي واللامجدي في زمن الغيبة والحضور، وانتظار جودو والذي ياتي ولا ياتي، واعتذر لصمويل بيكيت اذا لم اكن موفقا في استعارة اسم مسرحيته وفكرتها هنا، ولا اعتذر لجوني ماني عبد الحسين الاستاذ الدكتور في فقه (السنطه) لاني تكلمت على جامعاته.. الوليدة.. فجامعاتنا العتيدة باتت في خبر قم..،
.. المهم حين تم عرض مسرحية تارتوف على احد مسارح باريس ثارت ثائرة تارتوفية فرنسا وعلى راسهم الكنيسة الفرنسية التي منعت عرض المسرحية مدة خمس سنوات، (حفاظا على اعتبارات الدين العظيم من ان تمس كما قال كهنتها!!) ومن المؤكد عزيزي القاريء انك ستلجأ الى المقارنة بين منع تلك المسرحية من قبل كهنة الكنيسة الفرنسية الذين رسموا انفسهم قيمين على الاعتبارات والقيم الدينية والاخلاقية ومنع الكهنة التارتوفيين الحلاويين الجدد بنسختهم (ساخت قم)!! فعاليات مهرجان بابل الفنية لاعتبارات دينية (...) ولان الحله مدينة ذات طابع اسلامي؟؟ فقد تمت بحمد الله تسمية المشاركين من اصحاب الفعاليات الفنية من عراقيين وعرب واجانب بالزنادقة؟؟!! وكفى الله المؤمنين شر المهرجان!! وكم كنت اود ان اذكر هؤلاء المتظاهرين بعدم المعرفة او النسيان!! وان اؤشر امامهم وفي وجوههم مدى صفاقتهم ونفاقهم وهم يطلقون هذه التوصيفات والتصريحات، بينما هم يعرفون اي ماخور تحولت اليه بغداد لجنود القوات الاميركية والمتعاقدين الامنيين وموظفي السفارة الاميركية والموظفين الاداريين الملحقين ببقية المؤسسات المدنية الاميركية المرافقة، ما ينسف كل الاعتبارات والقيم الدينية والاخلاقية الموضوعة التي يرسمون انفسهم قيمين عليها وينسف القول ان بغداد مدينة اسلامية اللهم الا اذا كانوا يتفقون معي ان بغداد لم تعد مدينة اسلامية على ايديهم هم انفسهم الان، وما من اشارة منهم تنبيء برفضهم ذلك الواقع والعمل على تغييره او في الاقل ادانته!!، بينما العالم كله يعرف وياسى وياسف لحال بغداد وبقية مدن العراق مهدورة الشرف والقيم،ويرفض ويدين ماحل ويحل بها برغم ان اغلب ناسه ليسوا مسلمين!! وهو على بينة يقينية من فضائح وفضائع شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية التي تمارس القتل والتهريب والتخريب وتجارة التهتك والفجور في العراق حتى الان باسم اخر، وبمعرفة الحكومة العراقية وموافقتها ما يشركها في كل تجارات الشركة التي لحقت بها في ظل هذا الصمت التارتوفي العام، شركات عديدة من مختلف ارجاء العالم تخصصت في تجارة التهتك والموبقات، ويمكن للتارتوفيين الحلاويين، ان كانوا ينكرون انهم يعلمون، سؤال ساسة العراق المقيمين منهم والمتواجدين والكثيري التواجد في المنطقة الخضراء والمترددين عليها بحكم اعمالهم والبرلمان الذي تقع بنايته فيها، بنسائه ورجاله، عن حقيقة ما نشرته الباحثة الاميركية ديبرا ما كنات، حول الدعارة وتوريد البنات من دول الجوارتحت بند الاستمتاع المباح شرعا!!والساقطات اجتماعيا من العراقيات لجنود الاحتلال في قواعدهم (انظر ما نقلته الكاتبة العراقية هيفاء زنكنه عن مقال ديبرا ماكنات المعنون - الدعارة العسكرية واحتلال العراق – المنشور في 11 تموز يوليو 2007على موقع كاونتر بانش المعروف - تحت عنوان - تجارة الجنس بين القواعد الاميركية ودول الجوار - على عدد من المواقع الالكترونية) حتى بات مشهورا قول احد الجنود الاميركان الذي اوردته الباحثة انه يستمتع بالعراقية او الاسيوية او بالايرانية القادمة لتزور العتبات المقدسة في العراق بدولار واحد للساعة؟؟ ويمكن ان يخبر الساسة والبرلمانيون هؤلاء التارتوفيين وهم بعض لبعض رديف، يحمل نفس الهوية وينتمي الى نفس الطائفة التارتوفية، ان مكاتبهم تلاصق صالونات التجميل و قريبة من الكافتيريات والمسابح والاسواق والشوارع والحدائق والكراجات و..التي هي في الحقيقة واجهات لمكاتب السمسرة والدعارة واماكن عقد صفقات الفجور، وكذلك مكاتب التعيينات التي تشغل المترجمات والموظفات الاداريات والمنظفات والطاهيات وبنات الهاوس كيبر والنادلات والمفتشات في نقاط الحراسة من العراقيات والاسيويات واللاتينيات والاوربيات والاميركيات، وهن لسن سوى عاهرات يرتدين ثياب الوظيفة للتغطية فضلا على العاهرات العلنيات اللواتي لا يتسترن بشيء .. والجميع يعرف والجميع يصمت لان الجميع يقبض.. ولان الكل منافقون ولان النفاق هو الهوية الحالية لعموم نشاطات هؤلاء التارتوفيين في العهد التارتوفي القائم.
وقد صارت فيما بعد عهد موليير وحتى الان مفردة تارتوف في اللغتين الانجليزية والفرنسية تعني وتشير الى رجل الدين المنافق..وهذه الشخصية تقرب كثيرا من شخصية سي السيد التي التقطها من المجتمع المصري الذي يدين زميلنا الاسواني سلوكياته التارتوفية، وبرع في تصويرها الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ،في ثلاثيته التاريخية، والشخصية الازدواجية المنافقة التي تحدث عنها الدكتور علي الوردي، في كتابه الشهير (وعاظ السلاطين) الذي انتقم منه التارتوفيون البراثيون (نسبة الى جامع براثا) فنسوا حرمة القبور وزاحموا قبره ورفعوا رفاته الطاهرة من مكانها الى مكان اخر، انتقاما لوعاظ السلاطين وحماة البرجعاجية المسكونين بثقافة (البراني) الذين يحملون ارثهم وشريطهم الجيني وهويتهم التي فضحها الراحل الوردي.
وموليير ينتمي وفقا لظرفه وبشكل ما الى عائلة اولئك المجانين والحمقى الذين ملأوا شوارع العواصم الاسلامية ابان المد الثقافي الحضاري الاسلامي الذي بنى واحدا من اكبر هياكل السموق الحضاري والفكري الانساني الحقيقي في تاريخ البشرية، على سمة استبداد حكامه الذين وجدوها حلا لضمان استمرارهم واقفين في وجه مد الحرية العاتي والانعتاق والنمو الفكري وكثرة المفكرين والفلاسفة ورواد الحقيقة الذين لا يخشون في الحق لومة لائم،والذين يعدون السلطة وسيلة خدمة لا وسيلة تسلط، ولا يجدون تعارضا بين فكرهم ومعطيات الاسلام الفكرية والعقائدية واحكامه الديناميكية، بل على العكس يعدون انفسهم المعبرين الحقيقيين عن الاسلام المحمدي، وقد كانت هذه السمة هي الرحم الذي انجب شخصيات المجانين والحمقى الحكماء الذين قيل فيهم (خذوا الحكمة من افواه المجانين) لفضح هذا الاستبداد والوقوف بوجهه وبوجه نفاق وعاظ السلاطين وسدنة الاخلاق والقيم والاعتبارات الدينية الموضوعة والزائفة، بعد ان انكفات الحريات العامة والشخصية لصالح اسوأ انواع الاستبداد وفلسفته التي سادت وتحكمت وتجذرت حتى، وانقل هنا قول المفكر الاسلامي البارز نائيني (ان اسوأ انواع الاستبداد هو الاستبداد الديني) الذي وفره لهؤلاء الحكام وعاظهم ومحللو مخالفاتهم وموبقاتهم وجرائمهم من الفقهاء الموظفين الذين يتقاضون اجر فتاواهم الباطلة من السلطان المستبد،وهو القول الذي ما زال بالامكان تكراره الان توصيفا لما يدور في عراقنا وبجوارنا في ايران ، فكان هناك امثال جحا واشعب والبهلول وسواهم وهم شخصيات على كثرة ما قيل انها لم تكن حقيقية وانما كانت ادواة اعلامية للمعارضة والفكر المناهض للاستبداد والنفاق، تمثل وجودا اعتباريا لا يفرق كثيرا عن الوجود الواقعي للفكر والاعلام المعارض لانه يؤدي الغرض نفسه، وهي اشبه بالاسماء المستعارة التي يلجأ اليها الكتاب والصحفيون والاعلاميون العراقيون اليوم، حماية لانفسهم، ويثبتونها في الوقت ذاته دليل ادانة للعهد التارتوفي القائم يؤشر مدى استبداد السياسي وسادن القيم ووعاظ السلاطين العراقيين راهنا، والذين ينهلون من مباءة محاكم تفتيش العقائد التي بثتها ونشرت ثقافتها واحكمت سلطاتها الكنيسة الاوربية في القرون الوسطى، ويحملون ارثها المسخم الذي جددته قم بعد قيام نظام ولاية الفقيه، بموازاة ارث النفاق وشريطه الجيني الذي يحملون.. حيث.. يتقدم السياسي العراقي اليوم مسنودا بالواعظ والسادن كشركاء وابناء جلدة وطائفة واحدة (الطائفة التارتوفية) بشعارات الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الاخر ويمارس الخداع بكل اشكاله ليحصل على صوتك، وبالمناسبة فان السياسيين قطاع غير منتج لولا تفعيله بالقبول العام الغالب (عبر الاقتراع او الانتخاب) لادارة شؤون الحكومة ووضع وتنفيذ سياستها وبرامجها وتسيير الة الدولة، والقطاعات غير المنتجة لا حيلة لها للعيش الا الغش والخداع والنفاق وتقاليد الطفيلي والعليق وما يتبع، ويدخل هذا الاطار ايضا الى جانب الساسة والسدنة والوعاظ، المتسولون والجلادون وموظفوالرقابة، ومنهم كتاب التقارير والمخبرون السريون، والسجانون، وبمجرد حصول هذا السياسي وفريقه التارتوفي، على ما يريد يغادرك على قارعة احلامك واوهامك، هذه هي قاعدة العصر التارتوفي القائم الان اللهم الا استثناءات لا انكر وجودها فلكل قاعدة استثناء،كما ان السياسي العراقي الان.. وعلى وفق ما شهدنا ووثقنا، يمارس ما يمكنني ان اسميه (التسول السياسي) وهو يشبه عمل المتسول العادي حين يلجأ الى بتر قدمه او يده او الحاق ضرر ما بجسده ليستجلب الشفقة، او يستاجر رضيعا مشوها ليعرضه على الناس اثارة للشفقة ، واستجلابا للصدقه!!اي انه يمارس تدليسا وتزويرا مكشوفا ومغطى التاريخه وحاضره وما يعد به مستقبلا، ولا يخجل منه على وفق مقولة (حشر مع الناس عيد) وان الجميع يفعل ذلك ويتسابق اليه!! ولا عجب ولا استغراب فمفهوم الشرف بات لدى التارتوفين بمعان غير التي نعرف، لذا فهو ينسب لنفسه ما ليس لها و يعد ذلك بطريقة ما فذلكة وشطارة.
ويمكننا هنا التذكير بشركات الدعاية الاميركية والاوربية التي استاجرها عدد من كبار الساسة العراقيين باموال مدفوعة من جهات معلومة الغرض تجاه العراق والعراقيين!! قبل واثناء انتخابات اذار الماضي وحتى الان لتسويقهم ليس عراقيا وحسب وانما امام الكونغرس الاميركي باعتباره السيد الذي يخرج مشهد الانتخابات ويحدد نتائجها!!
وهو يمارس ايضًا عملاً اشبه بعمل السادن في الاضرحة الذي يعتاش على النذور والعطايا متوسلاً انواع الادعية وطقوس الكذب والوعد والوعيد للاستحواذ على النذر الذي يفترض انه واجب التقديم لصاحب الضريح او للرب الذي استجاب لدعاء المؤمن وتشفعه لديه بصاحب الضريح، فكنت ترى هؤلاء السدنة لا يكتفون بالوقوف داخل الاضرحة وتصيد اصحاب النذور وانما يحجزون مواقعهم في الشوارع المؤدية اليه كي يسبقوا سواهم بالادعاء انهم النواب الحقيقيون لصاحب الضريح وانه جدهم الاعلى وانهم احق من سواهم به وبالنذور المقدمة له وان وضع النذر في قفص الضريح المسور والمحصن لا يصل الى جدهم هذا وانما يذهب الى الحكومة الكافرة – كان هذا هو قول السدنة السائد زمن سيطرة وزارة الاوقاف على مقدرات ومبالغ النذور والعطايا والهدايا العينية التي يتبرع بها المؤمنون لهذه الاضرحة – والتي حلت محلها الان امانة العتبة المقدسة او الوقف المذهبي – حيث لم يتغير شيء سوى قول السدنة ان النذر لا يصل الى صاحب الضريح بل الى اشخاص لا يقربون منه وليسوا نوابا عنه كما هو حالهم،وكلنا نعرف اين تنفق مبالغ النذور من قبل هؤلاء السدنة التي حصلوا عليها نهارا في ساعات الليل،واين تذهب العطايا والهدايا العينية ، فالذي يتوسل الكذب لا يتورع عن ارتكاب المعاصي الاخرى، وادعاء السادن ان صاحب الضريح جده وانه ينوب عنه في استلام النذور والعطايا، اخذ صيغة اخرى اكبر واعم واشد خطورة واذى وسلبا لمقدرات الناس على يد النظام الذي افرزته قم في البلاد الايرانية، حيث برز هنا نائب الامام المعصوم الغائب حاكما مطلقا يتصرف بكل مقدرات الشعوب الايرانية التي يعد نفسه وصيا عليها وصاية البالغ المدرك العارف على القاصر الجاهل!! وليس لمن يعترض سوى الموت اعداما بتهمة (الحرابة وهي مادة قانونية مشرعة في الدستور الايراني الذي وضعه خميني) اي محاربة الله عبر محاربة الامام ونائبه ونظامهما الحاكم؟؟ وهناتشهد بوضوح جلي تداخل او تماهي شخصية السادن والسياسي والحاكم وواعظ السلطان في شخصية واحدة متلونة الاوجه وتلك لعمري اعلى درجات النفاق العام والخاص واخطرها واكثرها ايذاءا وضررا، فضلا على كونها نكوصا حضاريا مرعبا، وهذا التماهي حركة مخالفة للمسار التاريخي لوجود المؤسسة الدينية كرديف للحكم والحاكم او مسند وتابع له في مرحلة انتهت في اغلب مناطق العالم واهمها تاثيرا في المسار الانساني، بتحول المؤسسات الدينية الى مؤسسات مدنية شعبية لا علاقة لها بالحكم والحاكم وذات مهام ارشادية و اعتبارية واخلاقية وفولكلورية احتفالية لا غير، كما هو حال الفاتيكان، وهو ما لم يحدث في بلداننا وللاسف بل حدثت ثورة بنتائج متخلفة عبر مماهاة الكاهن والسادن بالسياسي والحاكم او تقديم السادن والكاهن على السياسي والحاكم كما هو الحال في نظام العلاقات بين المرشد الاعلى وبقية مؤسسات الدولة والحكومة في ايران، وهو ما يراد ان يقاد العراق والعراقيون اليه، وقد شهدنا العديد من الخطى على هذا النهج، والساحة مكشوفة وتعج بالامثلة،والسياسي العراقي على هذا ميكافيللي يؤمن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وقد برز هذا بوضوح جلي بعد قدومه بركاب دبابة المحتل وبعد ان دخل رجال الدين المشهورون بذرائعيتهم مستغلين فرصة الفلتان العام وكون الكيان العراقي بعد الاحتلال مجرد كيان هلامي او اميبي لا شكل له ويسمح بكل التشكيلات، ميدان السياسة، حيث شهدنا اسوأ تلون ميكافيللي عرفه تاريخ السياسة في العراق، مثلته احدى الجهات التي تحمل هذه الهوية حيث ثقفت ضد جهة سياسية اخرى بقوة وشراسة مدة تقرب من اربع سنوات لكنها في اللحظات المصيرية انضمت اليها بذريعة ان السياسة (اخذ وعطاء!!) و لقاء اغراءات وصفقة ترضية او استجابة لضغط مؤسسة قم التارتوفية، ويتثقف السياسي العراقي التارتوفي جينيا، ثقافة التسقيط بحكم وجوده سياسيا في الظرف العراقي الاني بمؤثراته المعروفة التي لا يستطيع الخروج عليها او السباحة ضد تيارها فهو ومؤسسته السياسية لا قيمة اعتبارية ومادية لهما بحسب تلك الثقافة الا بمقدار قوتهما في تسقيط الاخر، والسياسي العراقي لا يفهم نظام مجتمع النحلة الذي تتحول فيه مهمة الملكة او الحاكم الى خدمة اجتماعية عامة، فالملكة هنا.. وهي الامر الناهي المطاع المطلق المفترض.. ليس لها الا وظيفة بايولوجية على خصوصيتها لا تعد وظيفة شخصية بل خدمة عامة هي استمرار وديمومة النسل وتاتي عموميتها من كون اية نحلة اخرى لا تستطيع بايولوجيا تاديتها وهي محكومة بنظام ترسخ في جين النحلة .. بينما يعيش السياسي العراقي تقاليد المجتمع الذكوري التي لا تبعد كثيرا عن تقاليد مجتمع الغاب برغم تمظهرها الديمقراطي الشكلي، وثقافة التسقيط هي المسؤولة عن تاجيل تشكيل الحكومة العراقية حتى الان.. اذ لم يفهم الساسة بعد ان مهمتهم ليست في الحصول على مركز السلطة الاعلى لتنفيذ برنامجهم او بعضه وانما حتى في المعارضة الايجابية او السلبية لبرنامج الاخر،وبمقدار ما يتمكنون من تقديمه لتنفيذ هذا البرنامج، ولذا فهم لا يفهمون معنى لمفهوم حكومة الظل،او للنسبة الضئيلة من التمثيل والعمل على تنميتها، ولا اي معنى لاليات الحوار المتمدن المسالم ولا اي معنى لاحترام وجود الاخر وبالتالي الراي الاخر ومن ثم فهم يؤمنون كتحصيل حاصل بالقسر وقمع الاخر وقمع حقوق الانسان وحرية التعبير ورفض مبدأ التداول السلمي للسلطة، لا بل انهم لا يؤمنون حتى بالراي الثالث.
ومفهوم اذا لم تكن معي فانت ضدي هو المفهوم السائد بينهم، فقد تربوا عليه قرونا عديدة وهم يحتاجون قرونا اطول منها ليتفهموا ان السلطة خدمة وتكليف لا تشريف،وان السكماتزم لا يلغي تدرج الالوان ووجود الوان اخرى غير الابيض والاسود، وان ما اخذته انت، من حق الاخر ان ياخذه اذا توفرت فيه اشتراطات الاخذ واشغال المكان على وفق معيار ما نسميه تكافؤ الفرص، وهم يدعون ان فيهم كل المواصفات التي ذكرنا لتولي السلطة نفاقا وكذبا وتزييفا لانهم تارتوفيون حتى النخاع.
الاثنين, 11 أكتوبر 2010
ذكرني الزميل العزيز الكاتب المصري طبيب الاسنان علاء الاسواني، وهو يعلق على التناقض الرهيب بين كون المصريين الشعب الاول في العالم تدينا، والشعب الاكثر فسادا وانحرافا عن القيم الدينية في الوقت نفسه، بواحدة من اشهر مسرحيات الكاتب الفرنسي الساخر موليير التي كتبها عام 1664، والمسرحية تحمل اسم ((تارتوف)) وتتحدث عن رجل دين فاسد فاسق فاجر يسعى على الدوام وفي كل ظرف لاشباع شهواته وتلبية نزواته، والمروق على القيم الدينية وفي الوقت نفسه يتظاهر بالتقوى والخشوع وخوف الله!!وتارتوف هذا هو الذي عممت اسمه كصفة وتوصيف على كثيرين ممن تعج بهم الساحة العراقية اليوم بل هم نسخ متطابقة من تارتوف هذا، كما ان (التارتوفية) صارت ظاهرة اتمنى ان تفرد لها جامعاتنا بعضا من وقتها لدراستها وبيان سلبياتها وايجبياتها كما تفعل جامعات العالم مع الظواهر التي تبرز في مجتمعاتها بروز الفطر في الدمن!! على علمي بكثرة انشغالها بالتفنن في عمليات تعليب الوقت وتوضيبه ليكفي دراسات فلسفات ومعطيات ونظريات وعلوم المجدي واللامجدي في زمن الغيبة والحضور، وانتظار جودو والذي ياتي ولا ياتي، واعتذر لصمويل بيكيت اذا لم اكن موفقا في استعارة اسم مسرحيته وفكرتها هنا، ولا اعتذر لجوني ماني عبد الحسين الاستاذ الدكتور في فقه (السنطه) لاني تكلمت على جامعاته.. الوليدة.. فجامعاتنا العتيدة باتت في خبر قم..،
.. المهم حين تم عرض مسرحية تارتوف على احد مسارح باريس ثارت ثائرة تارتوفية فرنسا وعلى راسهم الكنيسة الفرنسية التي منعت عرض المسرحية مدة خمس سنوات، (حفاظا على اعتبارات الدين العظيم من ان تمس كما قال كهنتها!!) ومن المؤكد عزيزي القاريء انك ستلجأ الى المقارنة بين منع تلك المسرحية من قبل كهنة الكنيسة الفرنسية الذين رسموا انفسهم قيمين على الاعتبارات والقيم الدينية والاخلاقية ومنع الكهنة التارتوفيين الحلاويين الجدد بنسختهم (ساخت قم)!! فعاليات مهرجان بابل الفنية لاعتبارات دينية (...) ولان الحله مدينة ذات طابع اسلامي؟؟ فقد تمت بحمد الله تسمية المشاركين من اصحاب الفعاليات الفنية من عراقيين وعرب واجانب بالزنادقة؟؟!! وكفى الله المؤمنين شر المهرجان!! وكم كنت اود ان اذكر هؤلاء المتظاهرين بعدم المعرفة او النسيان!! وان اؤشر امامهم وفي وجوههم مدى صفاقتهم ونفاقهم وهم يطلقون هذه التوصيفات والتصريحات، بينما هم يعرفون اي ماخور تحولت اليه بغداد لجنود القوات الاميركية والمتعاقدين الامنيين وموظفي السفارة الاميركية والموظفين الاداريين الملحقين ببقية المؤسسات المدنية الاميركية المرافقة، ما ينسف كل الاعتبارات والقيم الدينية والاخلاقية الموضوعة التي يرسمون انفسهم قيمين عليها وينسف القول ان بغداد مدينة اسلامية اللهم الا اذا كانوا يتفقون معي ان بغداد لم تعد مدينة اسلامية على ايديهم هم انفسهم الان، وما من اشارة منهم تنبيء برفضهم ذلك الواقع والعمل على تغييره او في الاقل ادانته!!، بينما العالم كله يعرف وياسى وياسف لحال بغداد وبقية مدن العراق مهدورة الشرف والقيم،ويرفض ويدين ماحل ويحل بها برغم ان اغلب ناسه ليسوا مسلمين!! وهو على بينة يقينية من فضائح وفضائع شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية التي تمارس القتل والتهريب والتخريب وتجارة التهتك والفجور في العراق حتى الان باسم اخر، وبمعرفة الحكومة العراقية وموافقتها ما يشركها في كل تجارات الشركة التي لحقت بها في ظل هذا الصمت التارتوفي العام، شركات عديدة من مختلف ارجاء العالم تخصصت في تجارة التهتك والموبقات، ويمكن للتارتوفيين الحلاويين، ان كانوا ينكرون انهم يعلمون، سؤال ساسة العراق المقيمين منهم والمتواجدين والكثيري التواجد في المنطقة الخضراء والمترددين عليها بحكم اعمالهم والبرلمان الذي تقع بنايته فيها، بنسائه ورجاله، عن حقيقة ما نشرته الباحثة الاميركية ديبرا ما كنات، حول الدعارة وتوريد البنات من دول الجوارتحت بند الاستمتاع المباح شرعا!!والساقطات اجتماعيا من العراقيات لجنود الاحتلال في قواعدهم (انظر ما نقلته الكاتبة العراقية هيفاء زنكنه عن مقال ديبرا ماكنات المعنون - الدعارة العسكرية واحتلال العراق – المنشور في 11 تموز يوليو 2007على موقع كاونتر بانش المعروف - تحت عنوان - تجارة الجنس بين القواعد الاميركية ودول الجوار - على عدد من المواقع الالكترونية) حتى بات مشهورا قول احد الجنود الاميركان الذي اوردته الباحثة انه يستمتع بالعراقية او الاسيوية او بالايرانية القادمة لتزور العتبات المقدسة في العراق بدولار واحد للساعة؟؟ ويمكن ان يخبر الساسة والبرلمانيون هؤلاء التارتوفيين وهم بعض لبعض رديف، يحمل نفس الهوية وينتمي الى نفس الطائفة التارتوفية، ان مكاتبهم تلاصق صالونات التجميل و قريبة من الكافتيريات والمسابح والاسواق والشوارع والحدائق والكراجات و..التي هي في الحقيقة واجهات لمكاتب السمسرة والدعارة واماكن عقد صفقات الفجور، وكذلك مكاتب التعيينات التي تشغل المترجمات والموظفات الاداريات والمنظفات والطاهيات وبنات الهاوس كيبر والنادلات والمفتشات في نقاط الحراسة من العراقيات والاسيويات واللاتينيات والاوربيات والاميركيات، وهن لسن سوى عاهرات يرتدين ثياب الوظيفة للتغطية فضلا على العاهرات العلنيات اللواتي لا يتسترن بشيء .. والجميع يعرف والجميع يصمت لان الجميع يقبض.. ولان الكل منافقون ولان النفاق هو الهوية الحالية لعموم نشاطات هؤلاء التارتوفيين في العهد التارتوفي القائم.
وقد صارت فيما بعد عهد موليير وحتى الان مفردة تارتوف في اللغتين الانجليزية والفرنسية تعني وتشير الى رجل الدين المنافق..وهذه الشخصية تقرب كثيرا من شخصية سي السيد التي التقطها من المجتمع المصري الذي يدين زميلنا الاسواني سلوكياته التارتوفية، وبرع في تصويرها الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ،في ثلاثيته التاريخية، والشخصية الازدواجية المنافقة التي تحدث عنها الدكتور علي الوردي، في كتابه الشهير (وعاظ السلاطين) الذي انتقم منه التارتوفيون البراثيون (نسبة الى جامع براثا) فنسوا حرمة القبور وزاحموا قبره ورفعوا رفاته الطاهرة من مكانها الى مكان اخر، انتقاما لوعاظ السلاطين وحماة البرجعاجية المسكونين بثقافة (البراني) الذين يحملون ارثهم وشريطهم الجيني وهويتهم التي فضحها الراحل الوردي.
وموليير ينتمي وفقا لظرفه وبشكل ما الى عائلة اولئك المجانين والحمقى الذين ملأوا شوارع العواصم الاسلامية ابان المد الثقافي الحضاري الاسلامي الذي بنى واحدا من اكبر هياكل السموق الحضاري والفكري الانساني الحقيقي في تاريخ البشرية، على سمة استبداد حكامه الذين وجدوها حلا لضمان استمرارهم واقفين في وجه مد الحرية العاتي والانعتاق والنمو الفكري وكثرة المفكرين والفلاسفة ورواد الحقيقة الذين لا يخشون في الحق لومة لائم،والذين يعدون السلطة وسيلة خدمة لا وسيلة تسلط، ولا يجدون تعارضا بين فكرهم ومعطيات الاسلام الفكرية والعقائدية واحكامه الديناميكية، بل على العكس يعدون انفسهم المعبرين الحقيقيين عن الاسلام المحمدي، وقد كانت هذه السمة هي الرحم الذي انجب شخصيات المجانين والحمقى الحكماء الذين قيل فيهم (خذوا الحكمة من افواه المجانين) لفضح هذا الاستبداد والوقوف بوجهه وبوجه نفاق وعاظ السلاطين وسدنة الاخلاق والقيم والاعتبارات الدينية الموضوعة والزائفة، بعد ان انكفات الحريات العامة والشخصية لصالح اسوأ انواع الاستبداد وفلسفته التي سادت وتحكمت وتجذرت حتى، وانقل هنا قول المفكر الاسلامي البارز نائيني (ان اسوأ انواع الاستبداد هو الاستبداد الديني) الذي وفره لهؤلاء الحكام وعاظهم ومحللو مخالفاتهم وموبقاتهم وجرائمهم من الفقهاء الموظفين الذين يتقاضون اجر فتاواهم الباطلة من السلطان المستبد،وهو القول الذي ما زال بالامكان تكراره الان توصيفا لما يدور في عراقنا وبجوارنا في ايران ، فكان هناك امثال جحا واشعب والبهلول وسواهم وهم شخصيات على كثرة ما قيل انها لم تكن حقيقية وانما كانت ادواة اعلامية للمعارضة والفكر المناهض للاستبداد والنفاق، تمثل وجودا اعتباريا لا يفرق كثيرا عن الوجود الواقعي للفكر والاعلام المعارض لانه يؤدي الغرض نفسه، وهي اشبه بالاسماء المستعارة التي يلجأ اليها الكتاب والصحفيون والاعلاميون العراقيون اليوم، حماية لانفسهم، ويثبتونها في الوقت ذاته دليل ادانة للعهد التارتوفي القائم يؤشر مدى استبداد السياسي وسادن القيم ووعاظ السلاطين العراقيين راهنا، والذين ينهلون من مباءة محاكم تفتيش العقائد التي بثتها ونشرت ثقافتها واحكمت سلطاتها الكنيسة الاوربية في القرون الوسطى، ويحملون ارثها المسخم الذي جددته قم بعد قيام نظام ولاية الفقيه، بموازاة ارث النفاق وشريطه الجيني الذي يحملون.. حيث.. يتقدم السياسي العراقي اليوم مسنودا بالواعظ والسادن كشركاء وابناء جلدة وطائفة واحدة (الطائفة التارتوفية) بشعارات الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الاخر ويمارس الخداع بكل اشكاله ليحصل على صوتك، وبالمناسبة فان السياسيين قطاع غير منتج لولا تفعيله بالقبول العام الغالب (عبر الاقتراع او الانتخاب) لادارة شؤون الحكومة ووضع وتنفيذ سياستها وبرامجها وتسيير الة الدولة، والقطاعات غير المنتجة لا حيلة لها للعيش الا الغش والخداع والنفاق وتقاليد الطفيلي والعليق وما يتبع، ويدخل هذا الاطار ايضا الى جانب الساسة والسدنة والوعاظ، المتسولون والجلادون وموظفوالرقابة، ومنهم كتاب التقارير والمخبرون السريون، والسجانون، وبمجرد حصول هذا السياسي وفريقه التارتوفي، على ما يريد يغادرك على قارعة احلامك واوهامك، هذه هي قاعدة العصر التارتوفي القائم الان اللهم الا استثناءات لا انكر وجودها فلكل قاعدة استثناء،كما ان السياسي العراقي الان.. وعلى وفق ما شهدنا ووثقنا، يمارس ما يمكنني ان اسميه (التسول السياسي) وهو يشبه عمل المتسول العادي حين يلجأ الى بتر قدمه او يده او الحاق ضرر ما بجسده ليستجلب الشفقة، او يستاجر رضيعا مشوها ليعرضه على الناس اثارة للشفقة ، واستجلابا للصدقه!!اي انه يمارس تدليسا وتزويرا مكشوفا ومغطى التاريخه وحاضره وما يعد به مستقبلا، ولا يخجل منه على وفق مقولة (حشر مع الناس عيد) وان الجميع يفعل ذلك ويتسابق اليه!! ولا عجب ولا استغراب فمفهوم الشرف بات لدى التارتوفين بمعان غير التي نعرف، لذا فهو ينسب لنفسه ما ليس لها و يعد ذلك بطريقة ما فذلكة وشطارة.
ويمكننا هنا التذكير بشركات الدعاية الاميركية والاوربية التي استاجرها عدد من كبار الساسة العراقيين باموال مدفوعة من جهات معلومة الغرض تجاه العراق والعراقيين!! قبل واثناء انتخابات اذار الماضي وحتى الان لتسويقهم ليس عراقيا وحسب وانما امام الكونغرس الاميركي باعتباره السيد الذي يخرج مشهد الانتخابات ويحدد نتائجها!!
وهو يمارس ايضًا عملاً اشبه بعمل السادن في الاضرحة الذي يعتاش على النذور والعطايا متوسلاً انواع الادعية وطقوس الكذب والوعد والوعيد للاستحواذ على النذر الذي يفترض انه واجب التقديم لصاحب الضريح او للرب الذي استجاب لدعاء المؤمن وتشفعه لديه بصاحب الضريح، فكنت ترى هؤلاء السدنة لا يكتفون بالوقوف داخل الاضرحة وتصيد اصحاب النذور وانما يحجزون مواقعهم في الشوارع المؤدية اليه كي يسبقوا سواهم بالادعاء انهم النواب الحقيقيون لصاحب الضريح وانه جدهم الاعلى وانهم احق من سواهم به وبالنذور المقدمة له وان وضع النذر في قفص الضريح المسور والمحصن لا يصل الى جدهم هذا وانما يذهب الى الحكومة الكافرة – كان هذا هو قول السدنة السائد زمن سيطرة وزارة الاوقاف على مقدرات ومبالغ النذور والعطايا والهدايا العينية التي يتبرع بها المؤمنون لهذه الاضرحة – والتي حلت محلها الان امانة العتبة المقدسة او الوقف المذهبي – حيث لم يتغير شيء سوى قول السدنة ان النذر لا يصل الى صاحب الضريح بل الى اشخاص لا يقربون منه وليسوا نوابا عنه كما هو حالهم،وكلنا نعرف اين تنفق مبالغ النذور من قبل هؤلاء السدنة التي حصلوا عليها نهارا في ساعات الليل،واين تذهب العطايا والهدايا العينية ، فالذي يتوسل الكذب لا يتورع عن ارتكاب المعاصي الاخرى، وادعاء السادن ان صاحب الضريح جده وانه ينوب عنه في استلام النذور والعطايا، اخذ صيغة اخرى اكبر واعم واشد خطورة واذى وسلبا لمقدرات الناس على يد النظام الذي افرزته قم في البلاد الايرانية، حيث برز هنا نائب الامام المعصوم الغائب حاكما مطلقا يتصرف بكل مقدرات الشعوب الايرانية التي يعد نفسه وصيا عليها وصاية البالغ المدرك العارف على القاصر الجاهل!! وليس لمن يعترض سوى الموت اعداما بتهمة (الحرابة وهي مادة قانونية مشرعة في الدستور الايراني الذي وضعه خميني) اي محاربة الله عبر محاربة الامام ونائبه ونظامهما الحاكم؟؟ وهناتشهد بوضوح جلي تداخل او تماهي شخصية السادن والسياسي والحاكم وواعظ السلطان في شخصية واحدة متلونة الاوجه وتلك لعمري اعلى درجات النفاق العام والخاص واخطرها واكثرها ايذاءا وضررا، فضلا على كونها نكوصا حضاريا مرعبا، وهذا التماهي حركة مخالفة للمسار التاريخي لوجود المؤسسة الدينية كرديف للحكم والحاكم او مسند وتابع له في مرحلة انتهت في اغلب مناطق العالم واهمها تاثيرا في المسار الانساني، بتحول المؤسسات الدينية الى مؤسسات مدنية شعبية لا علاقة لها بالحكم والحاكم وذات مهام ارشادية و اعتبارية واخلاقية وفولكلورية احتفالية لا غير، كما هو حال الفاتيكان، وهو ما لم يحدث في بلداننا وللاسف بل حدثت ثورة بنتائج متخلفة عبر مماهاة الكاهن والسادن بالسياسي والحاكم او تقديم السادن والكاهن على السياسي والحاكم كما هو الحال في نظام العلاقات بين المرشد الاعلى وبقية مؤسسات الدولة والحكومة في ايران، وهو ما يراد ان يقاد العراق والعراقيون اليه، وقد شهدنا العديد من الخطى على هذا النهج، والساحة مكشوفة وتعج بالامثلة،والسياسي العراقي على هذا ميكافيللي يؤمن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وقد برز هذا بوضوح جلي بعد قدومه بركاب دبابة المحتل وبعد ان دخل رجال الدين المشهورون بذرائعيتهم مستغلين فرصة الفلتان العام وكون الكيان العراقي بعد الاحتلال مجرد كيان هلامي او اميبي لا شكل له ويسمح بكل التشكيلات، ميدان السياسة، حيث شهدنا اسوأ تلون ميكافيللي عرفه تاريخ السياسة في العراق، مثلته احدى الجهات التي تحمل هذه الهوية حيث ثقفت ضد جهة سياسية اخرى بقوة وشراسة مدة تقرب من اربع سنوات لكنها في اللحظات المصيرية انضمت اليها بذريعة ان السياسة (اخذ وعطاء!!) و لقاء اغراءات وصفقة ترضية او استجابة لضغط مؤسسة قم التارتوفية، ويتثقف السياسي العراقي التارتوفي جينيا، ثقافة التسقيط بحكم وجوده سياسيا في الظرف العراقي الاني بمؤثراته المعروفة التي لا يستطيع الخروج عليها او السباحة ضد تيارها فهو ومؤسسته السياسية لا قيمة اعتبارية ومادية لهما بحسب تلك الثقافة الا بمقدار قوتهما في تسقيط الاخر، والسياسي العراقي لا يفهم نظام مجتمع النحلة الذي تتحول فيه مهمة الملكة او الحاكم الى خدمة اجتماعية عامة، فالملكة هنا.. وهي الامر الناهي المطاع المطلق المفترض.. ليس لها الا وظيفة بايولوجية على خصوصيتها لا تعد وظيفة شخصية بل خدمة عامة هي استمرار وديمومة النسل وتاتي عموميتها من كون اية نحلة اخرى لا تستطيع بايولوجيا تاديتها وهي محكومة بنظام ترسخ في جين النحلة .. بينما يعيش السياسي العراقي تقاليد المجتمع الذكوري التي لا تبعد كثيرا عن تقاليد مجتمع الغاب برغم تمظهرها الديمقراطي الشكلي، وثقافة التسقيط هي المسؤولة عن تاجيل تشكيل الحكومة العراقية حتى الان.. اذ لم يفهم الساسة بعد ان مهمتهم ليست في الحصول على مركز السلطة الاعلى لتنفيذ برنامجهم او بعضه وانما حتى في المعارضة الايجابية او السلبية لبرنامج الاخر،وبمقدار ما يتمكنون من تقديمه لتنفيذ هذا البرنامج، ولذا فهم لا يفهمون معنى لمفهوم حكومة الظل،او للنسبة الضئيلة من التمثيل والعمل على تنميتها، ولا اي معنى لاليات الحوار المتمدن المسالم ولا اي معنى لاحترام وجود الاخر وبالتالي الراي الاخر ومن ثم فهم يؤمنون كتحصيل حاصل بالقسر وقمع الاخر وقمع حقوق الانسان وحرية التعبير ورفض مبدأ التداول السلمي للسلطة، لا بل انهم لا يؤمنون حتى بالراي الثالث.
ومفهوم اذا لم تكن معي فانت ضدي هو المفهوم السائد بينهم، فقد تربوا عليه قرونا عديدة وهم يحتاجون قرونا اطول منها ليتفهموا ان السلطة خدمة وتكليف لا تشريف،وان السكماتزم لا يلغي تدرج الالوان ووجود الوان اخرى غير الابيض والاسود، وان ما اخذته انت، من حق الاخر ان ياخذه اذا توفرت فيه اشتراطات الاخذ واشغال المكان على وفق معيار ما نسميه تكافؤ الفرص، وهم يدعون ان فيهم كل المواصفات التي ذكرنا لتولي السلطة نفاقا وكذبا وتزييفا لانهم تارتوفيون حتى النخاع.
ابو حق- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 14
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» معضلة الكيان السياسي في العراق
» ائتلاف ثورة 25 شباط يدعو شباب العراق إلى تظاهرة جمعة الشهداء في أنحاء العراق
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
» الوعي السياسي
» ائتلاف ثورة 25 شباط يدعو شباب العراق إلى تظاهرة جمعة الشهداء في أنحاء العراق
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
» الوعي السياسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى