علامات تعجب على اجتماع وكالة الغوث"الأنروا" " رسالة للسيد جون كينج"بقلم عبد الرحيم نتيل

علامات تعجب على اجتماع وكالة الغوث"الأنروا" " رسالة للسيد جون كينج"بقلم عبد الرحيم نتيل
علامات تعجب على اجتماع وكالة الغوث"الأنروا"
" رسالة للسيد جون كينج"
وجهت لي دعوة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في مدينة غزة لحضور اجتماع يوم الأربعاء الموافق 27/10/2010 الهادف لمناقشة الخدمات والبرامج التي تقدمها الوكالة في المجالات المختلفة .. ليكون حواراً مفتوحاً مع المسئولين في المجالات المختلفة الشاملة التعليم والصحة والإسكان والإعاشة والبيئة والخدمات الطارئة لعلاج البطالة والفقر وضحايا الحرب..
كنت أتصور أن الاجتماع سيكون شاملاً شخصيات قيادية ومسئولة واعتبارية ومؤسسات مجتمع مدني ولجان شعبية على اعتبار أنها الأطر الممثلة للمخيمات وتجمعات اللجوء التي تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من أجلهم..إلا أن المشهد كان سوداوياً للغاية..لا قيادات سياسية ولا مدنية .. ولا حتى أي من رؤساء اللجان الشعبية التي كان يجب على وكالة الغوث فعلاً خدمة هؤلاء اللاجئين..
الحضور في معظمه كان حالات خاصة تبحث عن حلول فردية وإما عن عمل في برنامج البطالة أو إعاشة أو مساعدة معاق.. وبعض المتذمرين من تفشي الواسطة والانتقائية في وظائف الوكالة..
استغربت في البداية عدم حضور السيد جون كينج إلا أنني أدركت أخيراً ..أن سكرتيرته حضرت لتسجيل الثناء والمديح من قبل الموظفين المستعرضين خدمات الوكالة.. والتشكرات على ما تقدمه للاجئين .. فتذكرت أن المديح في وجه الممدوح نفاق .. ولهذا غاب عن الحضور ..
نسي أبناء جلدتنا أنهم من طائفة اللاجئين .. فأخذوا يستعرضون كرم وكالة الغوث ..ولم يتساءل أي منهم لماذا تأسست وكالة الغوث ..
فوقفت لأذكرهم ..بأن وكالة الغوث أنشأت بقرار أممي يحمل رقم 302 وأنها وجدت لتوفير الحياة الكريمة للاجئين إلى أن يطبق قرار 194 القاضي بحق العودة للاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها في العالم 1948..
فأي حياة كريمة هذه التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في مخيمات ومناطق اللجوء؟؟؟
أولاً: في المسكن :-
لم تتوفر الحياة الكريمة ..فالمنزل الذي أعطي لخمسة أفراد ومساحته لا تتعدى الخمسين متراً..يعيش فيه الآن عشر أضعاف مستلميه.. وعدد أبناء المخيم تزايد عشرات المرات خلال أكثر من ستين عام ولم تتغير مساحة المخيم ..ولا أماكن فيه لخدمة وترفيه الأطفال مما استدعى السيد جون كينج للترفيه عن الأطفال في المخيمات الصيفية أسبوعين كل عام.. فهل هذه تكفي؟
ثانياً: في التعليم :-
ستقوم وكالة الغوث ببناء المدارس ولكن علينا أن نوفر المكان .. لان فصول الدراسة مكتظة وثلاث أطفال يجلسون على المقعد المعد لاثنين فقط.. والمدارس أكثرها تعمل بنظام الدورتين ..صباحاً ومساءً وبعض المدارس فصول متنقلة "نظام الكونتينر"..
وأما العملية التعليمية ..غير مستوفاة ..لا في سنوات الدراسة حيث اقتصرت سنوات التدريس على تسع سنوات ونفضت يدها الوكالة من إكمال مراحل التعليم باستثناء مدارس التدريب المهني ومعهد معلمين يعد المدرسين للمراحل الابتدائية ..
وفي الأداء التربوي .. الكثير من الملاحظات .. وعلى رأسها عدم الرقابة على المدارس المسائية مما يضطر المعلمين الرسمين إلى الاعتماد على معلمين البطالة أو المساندة .. ويتركون الفصول لهم ..ليتوه الطالب بين أساليب متعددة و مزاجات مختلفة في المعاملة ..ناهيك عن صعوبة المنهاج ..وعدم قدرة مدرس الفصول لأداء حصة العربي والرياضيات والعلوم للثلاث سنوات الأولى في التعليم الأساسي .. ويراهن السيد جون كينج على تقدم الطلبة في مادتي الرياضيات والعربي ..كيف ؟
ثالثاً:في مجال الصحة:-
تحدث الأخوة المسئولين عن التقدم في الوعي الصحي وبناء عيادات جديدة وكأن الوعي الصحي والتطعيمات للأطفال ترحمهم في الكبر من الأمراض القاتلة أو الفشل الكلوي ونوبات القلب .. أو أن الطبيب العام يستطيع أن يرحم اللاجئ من عملية لا يستطيع دفع تكلفتها في المستشفيات الحكومية أو إجرائها في الخارج إن تطلب الأمر..
والسؤال لماذا لا يكون في العيادات أطباء أخصائيين .. هل يعلم السيد جون كينج أن الأطباء في العيادات يسألوا المرضى ليكتبوا لهم العلاج حسب مزاجاتهم علماً بأن هناك أطباء يستحقوا الشكر و لديهم ضمير ولكنهم قلة لا تذكر..
رابعاً: في مجال الإعاشة:-
في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت المواد الغذائية والوقود" الكاز" تصرف لكل العائلات اللاجئة مرتين في الشهر .. بالإضافة إلى الملبوسات مرة في السنة..وتقلصت في السبعينات " لا أريد أن أذكر أسماء المدراء اللذين ساهموا في التقليص" وأما في العام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان خرج المدير الذي أعتبره اللاجئون وطنياً ليعلمهم بأن حصتهم من التمويل والإعاشة ستحول لأهلنا في لبنان.. فتقبل الجميع الأمر على أنه لمدة أشهر معدودة..إلا أنها سنوات جرت سنوات.. وشكل هذا الشخص حالة تستحق المكافئة من قبل الوكالة على حساب اللاجئين .. والآن وبعد الحصار والفقر المدقع وارتفاع نسبة البطالة حتى أصبح الموظف الذي يتقاضى في عداد الفقراء لارتفاع نسبة الغلاء .. فالسؤال لجون كينج كيف حل مشكلة هؤلاء ما لم توفر لهم أساسيات الحياة وفق الحياة الكريمة التي كفلتها لنا الأمم المتحدة؟؟
خامساً: في مجال البيئة والنظافة :-
لا شك في أن النظافة في المخيمات تطورت وتسير بشكل أفضل من ذي قبل.. إلا أن محطات تحويل المجاري تصب في البحر وتعرض الشواطئ والحياة المائية وشريحة كبيرة من السكان على الشواطئ لكوارث بيئية.. بالإضافة للمياه الملوثة والمالحة التي تضخ للمخيمات..علماً بأن الآبار التي حفرتها وكالة الغوث لتوفير المياه للمخيمات.. تسيطر عليها البلديات..وفوق هذا وذاك .. تقوم وكالة الغوث بالتمويل .. وتوفير الموظفين للنظافة وإمداد المخيمات بالمياه.. إلا أن البلديات تقوم بفرض ضريبة شهرية على منازل اللاجئين في المخيمات تحت مسميات عدة .. منها ضريبة المجاري والنظافة ومكافحة الفئران وجبي ثمن المياه.. وخير مثال على ذلك بلدية غزة ومخيم الشاطئ ..أي أن البلدية تسرق اللاجئين تحت سمع وبصر وكالة الغوث .. وخاطبنا وكالة الغوث والسيد جون كينج عدة مرات من خلال اللجنة الشعبية لمحافظة غزة.
سادساً : التوظيف:-
الحق يقال: سمعنا عن مديرات ومدراء في أقسام التعليم والمشاريع والتوظيف سرقوا حقوق عمال البطالة ارتشوا لتوظيف وسطائهم وعاقبتهم الوكالة بإقصائهم عن طريق الاستقالة الطوعية ولم تطردهم أو تحاكمهم ليكونوا عبرة لغيرهم.. وهذا لأننا نعيش في العالم الثالث .. ولا يختلف اثنان على أن الوساطة والمحسوبية والرشوة وانعدام العدالة سمة من سمات العالم الثالث ..
كنا نأمل أن يعلمنا السيد جون كينج ويحث موظفيه على النزاهة في تطبيق العدل والمساواة بين أبناء اللاجئين..
أ‌. عمال البطالة متذمرون ..هناك أشخاص يحصلون على عدة فرص للعمل ..وبعضهم لا يداوم..وعمال لا يحصلون إلى على فرصة واحدة..وآخرون لم تتح لهم أي فرصة..
ب‌. في مجالات التوظيف حسب إعلانات احتياج الوكالة للموظفين .. تعلن وكالة الغوث عن احتياجها لموظف بمواصفات معينة .. ويتقدم للوظيفة مئات الخريجين ومنهم أساتذة جامعة.. والكل ينتظر امتحان المفاضلة والمقابلة ..إلا أن هؤلاء يفاجئوا بأن الوكالة قامت بتوظيف فتاة حاصلة على تخصص ليس له علاقة بالوظيفة وتم تشغيلها دون عمل امتحان أو مقابلة ..إلا إذا كانت شخصية "دكاكيني" .. وهذا العمل أوجد حالة من الاستياء واتهام الوكالة.. فهل هذا جزء من روح الديمقراطية والعدالة والمساواة يتعلمها أطفالنا وشبابنا في مناهج التعليم التي أقرتها لنا الأمم المتحدة سيد جون كينج؟؟
عذراً إن كنت قد أطلت في رسالتي..إلا أنني لم أفتري على أحد ..ولم أطالب بأكثر مما كفلته لي المواثيق والقرارات الأممية ...علماً بأن الممول الأكبر لوكالة الغوث .. مجموعة الدول العربية بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبعض الدول الأوربية .

المسئول الإعلامي السابق
للجنة الشعبية للاجئين بمحافظة غزة
عبد الرحيم نتيل
abed_nateel@hotmail.com