رسالة حماس الى فياض عبر وكالة الانروا

أمد/ تحليل إخباري / تشن حركة حماس هذه الأيام العديد من الغارات الأرضية على
مخازن ومستودعات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ،
وينقض عناصر الحركة كالأسود على أكياس الدقيق والمواد الغذائية ومستلزمات
الإيواء من بطاطين وفرشات ، وينقلونها بعملية خاطفة الى سيارات كبيرة ومن
ثم الى مخازن ومستودعات و 'حواصل ' حركة حماس ، لتدار بطريقة معينة
وبكشوفات لا تخطيء المنتمين الى الحركة 'المنتصرة' على الانروا.

الحادثة الأولى اعلاميا والتي لم تكن الأولى واقعيا فمنذ أن انتهت الحرب ودخول
اوائل قوافل المساعدات كانت عيون القساميون والتنفيذيون عليها من شوطها
الأول في معبر رفح وغيره من المعابر الى الشوط السابع في افواه
الحمساويين ، ولكن لكبر وضخامة الحادثة الاولى اعلاميا ، خرج الناطق
الرسمي للوكالة المستهدفة عدنان ابو حسنة وعبر شاشة فضائية العربية ،
ليدين ويستنكر فعل عناصر من حركة حماس الذين هاجموا مستودعا في مخيم
الشاطيء تابع للوكالة الانسانية ، واستولوا على ما فيه ، وطالب المتحدث
بأن تعاد الطرود والمواد الغذائية المسروقة بدون وجه حق .

حركة حماس لم تخجل من الرد على ابو حسنة والتي اتهمت وكالته بأنها تتعامل وفق
منهج سياسي مرفوض يعزز الانقسام والفرقة على حد تعبير ناطقها فوزي برهوم ،
والذي قال أن وكالة الانروا متهمة اليوم بأنها تعمل وفق مخطط سياسي موجه
من قبل حكومة رام الله ، ولكن ابو حسنة ناطق الوكالة ، استهجن ادعاءات
حماس بل رد على قول ناطق وزارة حماس الداخلية ايهاب الغصين ، باستغراب
كبير وقال له كيف تتهمون الوكالة بانحياز سياسي وهي متهمة من قبل امريكا
واسرائيل بأنها تخضع لحركة حماس ؟!! هذا الرد لم يعني شيئا لحركة حماس بل
كانت القرصنة على المراكز الخدماتية والتي تقف مع المشردين والمنكوبين
اليوم بأقل القليل مما يحصلون عليه ، دون أي اعذار تذكر او توجهات واضحة ،
فواحدة من الجمعيات في بيت حانون استطاع رئيسها أن يحضر تبرعات بقيمة
100000 دولار هي عبارة عن اغطية وفرشات نوم وطرود غذائية ، وهمت الجمعية
بترصيص الطرود وتحديد مناطق الضرر كمقدمة لتوزيعها وتخفيف معاناة سكان هذه
المناطق ولكن عيون حماس رصدت الداخل والخارج من مخازن هذه الجمعية ،
فاقتحم عناصرها وبقبضة واحدة اصبحت جميع محتويات هذه المخازن في حوزة حركة
حماس صاحبة 'العدالة الربانية' رئيس الجمعية سكت على ألم يعصر قلبه ولكنه
سكت حفاظا على ساقه او رأسه .

ويوم الجمعة لم يمر عاديا على الانروا المستهدفة بل قامت عشرات الجيبات التابعة
لقوة حماس 'المظفرة' بمهاجمة عشر شاحنات اغاثة محملة بالأف الاطنان من
المواد الغذائية والاغاثية للمنكوبين ، ورغم تهديد الوكالة في قطاع غزة
بقطع امداداتها الانسانية لسكان القطاع ووقف جميع نشاطاتها اذا لم ترجع
حركة حماس هذه الشاحنات ، نطق متحدث حماس فوزي برهوم الذي خرج من قسم
الولادة في مستشفى الشفاء حيث كان مختفيا فيه اثناء الحرب ليواجه الانروا
ويوقفها عند حدها!!! فهي مخطئة جدا واثمة لأنها تقوم بتوزيع الاغاثات على
السكان جميعا دون تصنيف وتمييز بين من 'قاوم' ومن 'تخاذل' فبرهوم اتهم
الوكالة الدولية انها تداهن حكومة رام الله وتوزع الاعانات لإبناء حركة
فتح وتستثني ابناء 'المقاومة الاسلامية' ، وتمهد لتنفيذ سياسة حكومة
الدكتور سلام فياض في القطاع المنكوب .

حماس بشنها وغاراتها وهجومها الكاسح هذه الأيام على مستودعات وكالة الغوث
والاستيلاء على محتوياتها انما تريد ايصال رسالة واضحة الى 'ملايين' حكومة
سلام فياض والتي اعلن عنها قبل يومين بأنها بقيمة 672 مليون دولار ، مخطط
لها ومن خلال برامج عديدة أن تكون جزءاً من عملية اعمار القطاع ، الامر
الذي يثبت أن حكومة فياض فاعلة في أرض المعركة وقادرة على اعمار ما دمره
الاحتلال في قطاع غزة ، وأن غزة مازالت جزء لا يتجزأ من الوطن فلسطين ،
وهذا ما لا تريده حركة حماس بعد أن 'قاومت' وجلست على دمار البيوت ، تنتظر
شيكات الاعمار، رسالة ارادت أن تبعثها حركة حماس الى الدكتور وحكومته في
رام الله ، عبر الانروا ، مفادها أن الدولار الواحد واليورو الواحد لا
يمكن أن يمشي في شوارع قطاع غزة اذا لم يحصل على تصريح رسمي للمشي من مكتب
أمن داخلي حركة حماس ، وعلى الدكتور فياض أن يفهم بأن حركة حماس تعرف جيدا
أنه ينوي ارسال بعض الملايين او ارسل بالفعل بعض الملايين عبر وكالة الغوث
لتوزع على المشردين ، والمنكوبين ، وفي عرف حماس وعقيدتها مفهوم واحد
لهذه الملايين لا يزاحمه أي مفهوم أخر وهو أن هذه الاموال هي ' فيئ ' (
والفيء لمن لا يعرفه هو ما أخذ من الأعداء من غير قتال ) منَّ الله عليهم
به، وليبقى المنكوب في قطاع غزة فوق ركام منزله وفي شديد البرد يغني
الليل يا ليلى ...