تحرير رهائن أرعن ويوم جراح مثخن ووثائق تطعن
صفحة 1 من اصل 1
تحرير رهائن أرعن ويوم جراح مثخن ووثائق تطعن
تحرير رهائن أرعن ويوم جراح مثخن ووثائق تطعن
الجمعة 12 نوفمبر 2010
في ظل العملية السياسية الخرقاء والسلطة الزائفة الجوفاء وفي وضح النهار وأوج الضياء ووسط بغداد العاصمة الشماء، تجول عصابات الارهاب باسلحتها ومتفجراتها الشنعاء، وبزي جيش العملاء وآليات المنطقة الخضراء، وبمنتهى اجواء التبختر والهيمنة تدخل العصابة في مزاد الأسهم ثم تنتهي في كنيسة النجاة الكلداء، وهي بيت من بيوت الله للصلاة والدعاء لتعبث وتفجر وتقتل من تشاء، فيما ترد قوات التحرك السريع ردة فعل عشواء تستهدف الرهائن والفاعلين وتوقع البلاء وتستعجل الموت والفناء. وبلا خجل او استحياء يعلن وزير الدفاع بخطاب فخر واستعلاء ان عملية قتل الرهائن تمت بحكمة ودهاء وبتخطيط لا يرحم ولا يبالي بالخسائر والشهداء، وفيما تتوالى مواكب التشييع والدفن والعزاء تطمس أعداد واجساد وهويات الجناة القادمين من منطقة عربية لينطلق خطاب الاتهام والجفاء على العرب والأصدقاء، فيما يعلن عن تنظيم القاعدة لتمرير الجريمة بغطاء. ولتطمس ما اثير حول وثائق ويكيليكس من إعلام وأنباء، كمحاولة لفت أنظار وإخفاء ولتتعالى الأصوات بضرورة التعجيل بتنصيب المالكي رئيسا للوزراء. استشهد خلال عملية تحرير الرهائن ثمانية وخمسون وجرح اكثر من سبعين شخصا، ومن المؤكد ان هذا العدد يمثل ضعف ما أعلن عنه رسميا حول عدد الرهائن قبل بدء الهجوم، وبينما كانت مصادر دولية توصي القوات الأمنية العراقية بالتأني والحكمة، كانت هذه القوات قد اتمت وانجزت مهمتها الاقتحامية لتنتهي بمجزرة دموية حسبها قدوري انها من إنجازات الفرقة الذهبية ومن انتصاراته الوردية في جيش الرتب الفخرية والميليشيات الطائفية في زمن المسيرات التطبيرية والمواكب العزائية والمزايدات العلنية لتقاسم المناصب السيادية والمقاعد الوزارية، والشروط الكردية للتحالف مع من يمنحها من القوائم العلاوية او المالكية او الصدرية امتيازات فيدرالية، وصلاحيات عقود تصديرية للمنتجات النفطية، وهيمنة إدارية على مناطق جغرافية مجهولة الهوية. من المؤكد ان هذه العصابة الإرهابية، وفقا لمصادر حكومة المالكي الاستخبارية والمخابراتية، جاءت من سورية والسعودية بتشكيلات تكفيرية تساندها تنظيمات بعثية تنفذ مجزرة بجالية مسيحية، لتكون ورقة ضغط سياسية تدعم المبادرة الملكية التي تسعى الى تشكيل حكومة توافقية من اجل ان لا تتكرر الجرائم والمذابح الدموية والمجازر البشرية والحفلات التعذيبية، التي شهدتها سجون ابو غريب والمثنى والجادرية. تحدثت وثائق ويكيليكس، التي نشرت مؤخرا، عن تورط المالكي أو تسببه مع حزبه وقواته وفرق الميليشيات التي تسنده في قتل ما لا يقل عن مئة وخمسين الف عراقي، إضافة الى ما لا يقل عن خمسة عشر الف شخص مجهولي المصير، ناهيك عن انتهاكات خطيرة وكارثية لحقوق الإنسان العراقي، لم يسلم منها النساء والاطفال والعلماء والأطباء والنساء والشيوخ والعديد من الساسة المنخرطين داخل العملية السياسية نفسها، من قادة كتل ووزراء ونواب وضباط وشيوخ وتجار، وكل هذه المعلومات موثقة بمستندات وصور وتسجيلات صوتية وفيدوية. الوثائق العراقية التي تمتلكها جهات عراقية متابعة للوضع ووثائق النائب الدايني، التي اكتسبت قرارات برلمانية وقضائية دولية وبيانات هيئة علماء المسلمين وتقارير منظمات الامم المتحدة والعفو الدولية وحقوق الانسان والصليب الاحمر، وحجم الجرائم والانتهاكات التي لم توثق بعد، لا تقل اهمية بحجمها او مصداقيتها عن وثائق ويكيليكس التي نشرت والتي لم تنشر بعد لاسباب خارج إرادة الموقع او بإرادته، والتي من المؤكد انها ستطال قادة وساسة عراقيين وايرانيين وعربا وصهاينة وامريكان ومخابرات دولية لعبت دورا كبيرا في غزو العراق واحداثه المدمرة والدامية التي ارتكبتها الادارة الامريكية وحكومات الاحتلال المتعاقبة ما حدث في بغداد بعد واقعة كنيسة سيدة النجاة الدامية وبعد أقل من اربع وعشرين ساعة، وما شهدته معظم أحيائها ومناطقها بشكل متزامن ومتعاقب من تفجيرات ومواجهات طالت ارواح واجساد اعداد كبيرة من العراقيين، تجاوزت الخمسمئة شهيد وجريح، يعكس بوضوح تصعيدا في أزمة الوضع العراقي ومستجدا دمويا خطيرا مخططا له في طبيعة الصراع على السلطة فيه، يستوجب الانتباهة الوطنية والوقفة الحازمة لجماهير العراقيين، كي لا تنزلق في مخططات الاحتلال الى مزيد من التضحيات التي لن تسهم في معركة التحرير، بل تخطف الجهود والقدرات والطاقات الى منعطفات جانبية تكثف الخسائر وتستهلك الزمن لصالح الاحتلال ومشروعه السياسي المتأرجح، في وقت اصبح فيه مشروع المقاومة والتحرير من الاحتلال وذيوله هو الحل الأمثل والأقصر والأوفر في الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وتنميته. لغرض الإيجاز يمكن وصف وتحليل الواقع العراقي ومجرياته بالعناوين الثلاثة التالية: أولا: هشاشة السلطة الحاكمة وعدم مبالاتها بما يطال العراق والعراقيين من دمار وتخريب وعنف وموت، فعلى الرغم من الضعف الواضح في اداء الاجهزة الامنية والقوات العسكرية التي تجاوزت المليون بالعَدَد، وصرف لتجهيزها بالعُدَد بلايين الدولارات، سواء من خلال تدخلها الدامي في الكنيسة او من خلال انسحابها وتركها نقاط التفتيش ومراكز وجودهان إبان موجة انفجارات الثلاثاء المروعة واستخدامها العشوائي للنار، تناول الساسة الحاكمون سواء الجعفري او الاعرجي خطابات تحريضية وإرهاصية طائفية بمثابة شيفرات إنذارية لإثارة الصراع الطائفي من جديد، فيما كان الخطاب الأمني خطابا ترويعيا للشعب واستهتارا بوحدته وأرواحه ومصيره 2. عدم اكتراث الساسة العراقيين المنصبين والمنتخبين بالزور بالواقع العراقي ومعاناة العراقيين، وتمسك وتشبث كل منهم بمناصبه وامتيازاته. المالكي الذي كثر الحديث عن تشبثه واستفراده بالسلطة والتشبث بالكرسي، ليس هو النموذج الوحيد من أزلام العملية السياسية الخرقاء، فبعد مرور ثمانية أشهر من المفاوضات والتحالفات بين الكتل واعتراف الجميع بان التأخر في تشكيل الحكومة يعني المزيد من اراقة الدماء والدمار والعنف، نجدهم جميعا شركاء في ارتكاب هذه الجرائم والأحداث والتصعيد بكثافتها وحجمها كلما طال أمد التشكيل ولم نلمس موقفا حقيقيا واحدا من نائب او سياسي يعكس عمق المسؤولية والارتقاء للموقف المطلوب، ولم نسمع عن استقالة وزير اخفقت وزارته ولا رئيس حكومة تنازل حين عدت حكومته الأفشل والأفسد في العالم، ولا نائب استقال بمجزرته. وزير التجارة فخور بسرقته ورئيس الحكومة مسرور بما اعلن عن افعاله ونشر من وثائق تدينه، بل زاده ذلك إصراراً وتمكينا على بقائه وعودته يقينا منه بانه الأجدر والأصلح والأقدر على الايفاء بمهمته 3. يتصور ساسة المنطقة الخضراء ومن بيده السلطة اليوم، ان التصعيد والتأزيم في الوضع الراهن سيسرع الفرج ويلفت الانظار الى تشكيل حكومة تبقيهم في السلطة مثلما ضمن لهم اسلوب اللف والدوران على الدستور والعرف واصول الحكم البقاء في السلطة طيلة الأشهر الثمانية المنصرمة، التي اسهمت بتصعيد سمة العنف والتفرد والمعاناة، ويخيل لهم انهم اليوم أقرب لتشكيل الحكومة من أي فترة مضت بسبب ما ابتدعوا من أحداث وارتكبوا من جرائم وتجاوزات ومن هذا المنطلق تجدهم يتسابقون لاسترضاء الأطراف وتوزيع المناصب وعقد الاتفاقيات ومنح التسهيلات والعقود والوعود لهذه الدولة او تلك، ولهذه الكتلة او ذاك الطرف، والرضوخ لضمانات من يضمن لهم المنصب حتى وإن تقاطعت مثل هذه الشروط والمعاهدات والاتفاقيات مع مصلحة العراق ومع ما كتبوا من دستور، وفي حين يتشبث المالكي بهذا الرئيس او ذاك وبهذه الدولة او تلك يوزع عليهم اتفاقياته الاقتصادية والنفطية، في وقت ليس له تخويل بعقد هذه الاتفاقيات، نجده يرفض اكثر المبادرات موضوعية ورصانة طرحها ملك السعودية لاستضافة جميع الساسة العراقيين للوصول بهم الى منفذ يمكنهم من تشكيل حكومة، من دون ان يكون للسعودية طمع في مال او نفوذ سوى اتاحة اجواء اقليمية عربية لتسهيل مهمة التشكيل وبناء حالة استقرار في المنطقة، طبعا وفق وجهة نظر السعودية التي من المؤكد انه لا تتوافق مع ما يتطلع له المقاومون والمناهضون للاحتلال الذين لا يجدون من سبيل للخلاص الا بإزاحة الاحتلال وحكوماته العميلة، ومع ذلك لم تسلم السعودية او ملكها ومبادرته من كيل التهم والاعتراضات، في حين لا يكل المالكي ولا يمل من زياراته ولقاءاته مع اركان النظام في إيران منزوع الرباط مكتوف الايادي في ظل راية وعلم ايراني فقط. احداث الموت في كنيسة دار النجاة وشوارع بغداد ليست الا نمطا من الضغوط السياسية المفتعلة ومشهدا من مشاهد الصراع بين الساسة في حلبة توزيع المناصب والمقاعد، أما حجم ما تسببه هذه الأحداث المفتعلة من خسائر بشرية ومعنوية ومادية، مهما عظمت، فسوف لن تذكر الا في إطار من سيحكم ليحسب ايام توليه إنجازا أمنيا إذا ما قورنت بهذه الأحداث. قادة الكتل مهتمون بمداولاتهم لتحقيق ما يصبون اليه من امتيازات، والنواب المنتخبون الجدد يتمتعون بإجازة يستثمرون فيها ما استلموا من منح ورواتب في عمان والشام وبيروت وطهران، ناهيك عمن وجد في فوزه بمقعد نيابي توفيقا ربانيا يستحق أداء فريضة الحج وتقديم الشكر إذ بلغ حجاج هذا العام منهم لغاية اليوم اكثر من ربع مجمل المقاعد، ومن المؤكد ان احداث بغداد والكنيسة الدامية وأزمة التشكيل الوزاري وغيرها لم تعد تهز شواربهم، سواء انعقدت جلسة البرلمان او لم تنعقد. يعتقد الكثير من المحللين السياسيين ان مهمة تشكيل حكومة هذا العام في ظل أجواء الصراع القائم تكاد تكون معدومة، فيما يتحدث آخرون عن تمخض الصراع بحصول المالكي على قبول مزدوج امريكي وإيراني لرئاسة الحكومة القادمة، بعد حصول التوافق على ضرورة استمرار مرحلة الدمار والتشظي والعنف لدورة حكومية قادمة تهدف الى ترويع جماعي افظع وتهجير قسري وطوعي أكبر يستهدف إفراغ العراق من امكانياته وكفاءاته والإبقاء على عناصر الفساد والنهب والعنف لفترة أطول واضح إذاً نحن العراقيين نعيش اليوم منكوبين ومعذبين ومشردين بسبب غياب الدولة والسلطة والدستور، فهولاء الساسة الذين يتربعون في المنطقة الخضراء ليسوا رجال حكم وليسوا أهلا للمسؤولية التي نصبهم لها الاحتلال، مع ان المحتلين يدركون انهم ليسوا أهلا لها وان العراقيين أهلٌ لأن يحكمهم ويعبر بهم الى شاطئ الأمن والسلام من هو أفضل وانقى وأجدر وأصدق منهم، لأن ما فعلوه وارتكبوه في العراق ليس إلا سلسلة من أخطاء وممارسات وجرائم موثقة الحقت الدمار بالبلاد والعباد. إن حقيقة الصراع والمجابهة يجب ان تستهدف الاحتلال الذي هو صلب القضية وجوهر الصراع، وهذا الأمل الجماهيري لن يتحقق إلا بالفعل المقاوم الحاسم والمشروع الجبهوي الوطني الواسع، الذي تثبت الأحداث المتعاقبة ضرورة انطلاقته العاجلة لتحقيق التحرير الشامل وبناء العراق الموحد الآمن.
الجمعة 12 نوفمبر 2010
في ظل العملية السياسية الخرقاء والسلطة الزائفة الجوفاء وفي وضح النهار وأوج الضياء ووسط بغداد العاصمة الشماء، تجول عصابات الارهاب باسلحتها ومتفجراتها الشنعاء، وبزي جيش العملاء وآليات المنطقة الخضراء، وبمنتهى اجواء التبختر والهيمنة تدخل العصابة في مزاد الأسهم ثم تنتهي في كنيسة النجاة الكلداء، وهي بيت من بيوت الله للصلاة والدعاء لتعبث وتفجر وتقتل من تشاء، فيما ترد قوات التحرك السريع ردة فعل عشواء تستهدف الرهائن والفاعلين وتوقع البلاء وتستعجل الموت والفناء. وبلا خجل او استحياء يعلن وزير الدفاع بخطاب فخر واستعلاء ان عملية قتل الرهائن تمت بحكمة ودهاء وبتخطيط لا يرحم ولا يبالي بالخسائر والشهداء، وفيما تتوالى مواكب التشييع والدفن والعزاء تطمس أعداد واجساد وهويات الجناة القادمين من منطقة عربية لينطلق خطاب الاتهام والجفاء على العرب والأصدقاء، فيما يعلن عن تنظيم القاعدة لتمرير الجريمة بغطاء. ولتطمس ما اثير حول وثائق ويكيليكس من إعلام وأنباء، كمحاولة لفت أنظار وإخفاء ولتتعالى الأصوات بضرورة التعجيل بتنصيب المالكي رئيسا للوزراء. استشهد خلال عملية تحرير الرهائن ثمانية وخمسون وجرح اكثر من سبعين شخصا، ومن المؤكد ان هذا العدد يمثل ضعف ما أعلن عنه رسميا حول عدد الرهائن قبل بدء الهجوم، وبينما كانت مصادر دولية توصي القوات الأمنية العراقية بالتأني والحكمة، كانت هذه القوات قد اتمت وانجزت مهمتها الاقتحامية لتنتهي بمجزرة دموية حسبها قدوري انها من إنجازات الفرقة الذهبية ومن انتصاراته الوردية في جيش الرتب الفخرية والميليشيات الطائفية في زمن المسيرات التطبيرية والمواكب العزائية والمزايدات العلنية لتقاسم المناصب السيادية والمقاعد الوزارية، والشروط الكردية للتحالف مع من يمنحها من القوائم العلاوية او المالكية او الصدرية امتيازات فيدرالية، وصلاحيات عقود تصديرية للمنتجات النفطية، وهيمنة إدارية على مناطق جغرافية مجهولة الهوية. من المؤكد ان هذه العصابة الإرهابية، وفقا لمصادر حكومة المالكي الاستخبارية والمخابراتية، جاءت من سورية والسعودية بتشكيلات تكفيرية تساندها تنظيمات بعثية تنفذ مجزرة بجالية مسيحية، لتكون ورقة ضغط سياسية تدعم المبادرة الملكية التي تسعى الى تشكيل حكومة توافقية من اجل ان لا تتكرر الجرائم والمذابح الدموية والمجازر البشرية والحفلات التعذيبية، التي شهدتها سجون ابو غريب والمثنى والجادرية. تحدثت وثائق ويكيليكس، التي نشرت مؤخرا، عن تورط المالكي أو تسببه مع حزبه وقواته وفرق الميليشيات التي تسنده في قتل ما لا يقل عن مئة وخمسين الف عراقي، إضافة الى ما لا يقل عن خمسة عشر الف شخص مجهولي المصير، ناهيك عن انتهاكات خطيرة وكارثية لحقوق الإنسان العراقي، لم يسلم منها النساء والاطفال والعلماء والأطباء والنساء والشيوخ والعديد من الساسة المنخرطين داخل العملية السياسية نفسها، من قادة كتل ووزراء ونواب وضباط وشيوخ وتجار، وكل هذه المعلومات موثقة بمستندات وصور وتسجيلات صوتية وفيدوية. الوثائق العراقية التي تمتلكها جهات عراقية متابعة للوضع ووثائق النائب الدايني، التي اكتسبت قرارات برلمانية وقضائية دولية وبيانات هيئة علماء المسلمين وتقارير منظمات الامم المتحدة والعفو الدولية وحقوق الانسان والصليب الاحمر، وحجم الجرائم والانتهاكات التي لم توثق بعد، لا تقل اهمية بحجمها او مصداقيتها عن وثائق ويكيليكس التي نشرت والتي لم تنشر بعد لاسباب خارج إرادة الموقع او بإرادته، والتي من المؤكد انها ستطال قادة وساسة عراقيين وايرانيين وعربا وصهاينة وامريكان ومخابرات دولية لعبت دورا كبيرا في غزو العراق واحداثه المدمرة والدامية التي ارتكبتها الادارة الامريكية وحكومات الاحتلال المتعاقبة ما حدث في بغداد بعد واقعة كنيسة سيدة النجاة الدامية وبعد أقل من اربع وعشرين ساعة، وما شهدته معظم أحيائها ومناطقها بشكل متزامن ومتعاقب من تفجيرات ومواجهات طالت ارواح واجساد اعداد كبيرة من العراقيين، تجاوزت الخمسمئة شهيد وجريح، يعكس بوضوح تصعيدا في أزمة الوضع العراقي ومستجدا دمويا خطيرا مخططا له في طبيعة الصراع على السلطة فيه، يستوجب الانتباهة الوطنية والوقفة الحازمة لجماهير العراقيين، كي لا تنزلق في مخططات الاحتلال الى مزيد من التضحيات التي لن تسهم في معركة التحرير، بل تخطف الجهود والقدرات والطاقات الى منعطفات جانبية تكثف الخسائر وتستهلك الزمن لصالح الاحتلال ومشروعه السياسي المتأرجح، في وقت اصبح فيه مشروع المقاومة والتحرير من الاحتلال وذيوله هو الحل الأمثل والأقصر والأوفر في الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وتنميته. لغرض الإيجاز يمكن وصف وتحليل الواقع العراقي ومجرياته بالعناوين الثلاثة التالية: أولا: هشاشة السلطة الحاكمة وعدم مبالاتها بما يطال العراق والعراقيين من دمار وتخريب وعنف وموت، فعلى الرغم من الضعف الواضح في اداء الاجهزة الامنية والقوات العسكرية التي تجاوزت المليون بالعَدَد، وصرف لتجهيزها بالعُدَد بلايين الدولارات، سواء من خلال تدخلها الدامي في الكنيسة او من خلال انسحابها وتركها نقاط التفتيش ومراكز وجودهان إبان موجة انفجارات الثلاثاء المروعة واستخدامها العشوائي للنار، تناول الساسة الحاكمون سواء الجعفري او الاعرجي خطابات تحريضية وإرهاصية طائفية بمثابة شيفرات إنذارية لإثارة الصراع الطائفي من جديد، فيما كان الخطاب الأمني خطابا ترويعيا للشعب واستهتارا بوحدته وأرواحه ومصيره 2. عدم اكتراث الساسة العراقيين المنصبين والمنتخبين بالزور بالواقع العراقي ومعاناة العراقيين، وتمسك وتشبث كل منهم بمناصبه وامتيازاته. المالكي الذي كثر الحديث عن تشبثه واستفراده بالسلطة والتشبث بالكرسي، ليس هو النموذج الوحيد من أزلام العملية السياسية الخرقاء، فبعد مرور ثمانية أشهر من المفاوضات والتحالفات بين الكتل واعتراف الجميع بان التأخر في تشكيل الحكومة يعني المزيد من اراقة الدماء والدمار والعنف، نجدهم جميعا شركاء في ارتكاب هذه الجرائم والأحداث والتصعيد بكثافتها وحجمها كلما طال أمد التشكيل ولم نلمس موقفا حقيقيا واحدا من نائب او سياسي يعكس عمق المسؤولية والارتقاء للموقف المطلوب، ولم نسمع عن استقالة وزير اخفقت وزارته ولا رئيس حكومة تنازل حين عدت حكومته الأفشل والأفسد في العالم، ولا نائب استقال بمجزرته. وزير التجارة فخور بسرقته ورئيس الحكومة مسرور بما اعلن عن افعاله ونشر من وثائق تدينه، بل زاده ذلك إصراراً وتمكينا على بقائه وعودته يقينا منه بانه الأجدر والأصلح والأقدر على الايفاء بمهمته 3. يتصور ساسة المنطقة الخضراء ومن بيده السلطة اليوم، ان التصعيد والتأزيم في الوضع الراهن سيسرع الفرج ويلفت الانظار الى تشكيل حكومة تبقيهم في السلطة مثلما ضمن لهم اسلوب اللف والدوران على الدستور والعرف واصول الحكم البقاء في السلطة طيلة الأشهر الثمانية المنصرمة، التي اسهمت بتصعيد سمة العنف والتفرد والمعاناة، ويخيل لهم انهم اليوم أقرب لتشكيل الحكومة من أي فترة مضت بسبب ما ابتدعوا من أحداث وارتكبوا من جرائم وتجاوزات ومن هذا المنطلق تجدهم يتسابقون لاسترضاء الأطراف وتوزيع المناصب وعقد الاتفاقيات ومنح التسهيلات والعقود والوعود لهذه الدولة او تلك، ولهذه الكتلة او ذاك الطرف، والرضوخ لضمانات من يضمن لهم المنصب حتى وإن تقاطعت مثل هذه الشروط والمعاهدات والاتفاقيات مع مصلحة العراق ومع ما كتبوا من دستور، وفي حين يتشبث المالكي بهذا الرئيس او ذاك وبهذه الدولة او تلك يوزع عليهم اتفاقياته الاقتصادية والنفطية، في وقت ليس له تخويل بعقد هذه الاتفاقيات، نجده يرفض اكثر المبادرات موضوعية ورصانة طرحها ملك السعودية لاستضافة جميع الساسة العراقيين للوصول بهم الى منفذ يمكنهم من تشكيل حكومة، من دون ان يكون للسعودية طمع في مال او نفوذ سوى اتاحة اجواء اقليمية عربية لتسهيل مهمة التشكيل وبناء حالة استقرار في المنطقة، طبعا وفق وجهة نظر السعودية التي من المؤكد انه لا تتوافق مع ما يتطلع له المقاومون والمناهضون للاحتلال الذين لا يجدون من سبيل للخلاص الا بإزاحة الاحتلال وحكوماته العميلة، ومع ذلك لم تسلم السعودية او ملكها ومبادرته من كيل التهم والاعتراضات، في حين لا يكل المالكي ولا يمل من زياراته ولقاءاته مع اركان النظام في إيران منزوع الرباط مكتوف الايادي في ظل راية وعلم ايراني فقط. احداث الموت في كنيسة دار النجاة وشوارع بغداد ليست الا نمطا من الضغوط السياسية المفتعلة ومشهدا من مشاهد الصراع بين الساسة في حلبة توزيع المناصب والمقاعد، أما حجم ما تسببه هذه الأحداث المفتعلة من خسائر بشرية ومعنوية ومادية، مهما عظمت، فسوف لن تذكر الا في إطار من سيحكم ليحسب ايام توليه إنجازا أمنيا إذا ما قورنت بهذه الأحداث. قادة الكتل مهتمون بمداولاتهم لتحقيق ما يصبون اليه من امتيازات، والنواب المنتخبون الجدد يتمتعون بإجازة يستثمرون فيها ما استلموا من منح ورواتب في عمان والشام وبيروت وطهران، ناهيك عمن وجد في فوزه بمقعد نيابي توفيقا ربانيا يستحق أداء فريضة الحج وتقديم الشكر إذ بلغ حجاج هذا العام منهم لغاية اليوم اكثر من ربع مجمل المقاعد، ومن المؤكد ان احداث بغداد والكنيسة الدامية وأزمة التشكيل الوزاري وغيرها لم تعد تهز شواربهم، سواء انعقدت جلسة البرلمان او لم تنعقد. يعتقد الكثير من المحللين السياسيين ان مهمة تشكيل حكومة هذا العام في ظل أجواء الصراع القائم تكاد تكون معدومة، فيما يتحدث آخرون عن تمخض الصراع بحصول المالكي على قبول مزدوج امريكي وإيراني لرئاسة الحكومة القادمة، بعد حصول التوافق على ضرورة استمرار مرحلة الدمار والتشظي والعنف لدورة حكومية قادمة تهدف الى ترويع جماعي افظع وتهجير قسري وطوعي أكبر يستهدف إفراغ العراق من امكانياته وكفاءاته والإبقاء على عناصر الفساد والنهب والعنف لفترة أطول واضح إذاً نحن العراقيين نعيش اليوم منكوبين ومعذبين ومشردين بسبب غياب الدولة والسلطة والدستور، فهولاء الساسة الذين يتربعون في المنطقة الخضراء ليسوا رجال حكم وليسوا أهلا للمسؤولية التي نصبهم لها الاحتلال، مع ان المحتلين يدركون انهم ليسوا أهلا لها وان العراقيين أهلٌ لأن يحكمهم ويعبر بهم الى شاطئ الأمن والسلام من هو أفضل وانقى وأجدر وأصدق منهم، لأن ما فعلوه وارتكبوه في العراق ليس إلا سلسلة من أخطاء وممارسات وجرائم موثقة الحقت الدمار بالبلاد والعباد. إن حقيقة الصراع والمجابهة يجب ان تستهدف الاحتلال الذي هو صلب القضية وجوهر الصراع، وهذا الأمل الجماهيري لن يتحقق إلا بالفعل المقاوم الحاسم والمشروع الجبهوي الوطني الواسع، الذي تثبت الأحداث المتعاقبة ضرورة انطلاقته العاجلة لتحقيق التحرير الشامل وبناء العراق الموحد الآمن.
جهينة الزبيدي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 117
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» 12مفكر يهودي يوقعون على عريضة لدعم النضال الفلسطيني في الشيخ جراح
» قال إن "الزعيم الليبي في حالة صحية سيئة هذه الأيام"جراح برازيلي: معمر القذافي أوقف جراحة تجميل ليتناول الهامبورغر
» مشعل: لا تحرير ولا قدس ولا عودة ولا دولة بلا مقاومة وبندقية
» صدّام حسين يتحدّث : خطّة تحرير فلسطين
» الوحدة العربية ومعركة تحرير فلسطين د. عصمت سيف الدولة
» قال إن "الزعيم الليبي في حالة صحية سيئة هذه الأيام"جراح برازيلي: معمر القذافي أوقف جراحة تجميل ليتناول الهامبورغر
» مشعل: لا تحرير ولا قدس ولا عودة ولا دولة بلا مقاومة وبندقية
» صدّام حسين يتحدّث : خطّة تحرير فلسطين
» الوحدة العربية ومعركة تحرير فلسطين د. عصمت سيف الدولة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى