ورقة مقدمة من حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إلى الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة
صفحة 1 من اصل 1
ورقة مقدمة من حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إلى الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة
ورقة مقدمة من حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي إلى الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة
في هذا العصر الذي لا تزال تتصاعد فيه أطماع قوى الهيمنة على العالم واستعماره تبقى استراتيجية المقاومة الحق الشرعي والإنساني للشعوب المستهدفة في مواجهة تلك القوى.
ولأن تلك الأطماع ذات أهداف عالمية عامة، وقومية عربية خاصة، ووطنية تشمل شعب وطن واحد بأكمله، تبقى استراتيجية المقاومة، عالمياً وقومياً ووطنياً، واجباً على شعوب العالم أن تمارسه في خندق واحد.
لكل ذلك ينظر حزبنا بتقدير إلى هذا الملتقى، ويعتبره ضرورة وواجباً، ويعمل على الإسهام في إنجاحه، لذلك يقدم ورقة العمل المرفقة موضحاً رؤيته لتطوير واقع المقاومة العربية الراهن، كما يوضح تصوره لمستقبلها، فكراً وممارسة.
في مفهوم الحزب للتناقض الرئيسي للأمة العربية:
يرى الحزب أن التناقض الرئيسي الذي تواجهه الأمة العربية يشمل كل القوى الطامعة التي لا تعترف بمصلحة هذه الأمة وتمنعها من الوحدة وتعيق تقدمها وتزرع فيها بذور التفتيت الطائفي والعرقي وتساعد على تجزئتها إلى كيانات طائفية وعرقية، بقصد إخضاعها وإلحاقها بعجلة مصالحها، ومحاولة إلغاء دورها الحضاري، لا سيما وأن هذا الدور يتناقض أساساً مع فكرة الاستعمار.
لذلك يحصر حزبنا التناقض الرئيسي بالتحالف الاستعماري الصهيوني استناداً إلى أطماعه باحتلال أمتنا وتسخيرها، أرضاً وشعباً، لمصالحه. وهذا الحصر سيستمر طالما استمرت تلك الأطماع ويزول بزوالها. لكن هذا الحصر لن يستثني أية قوة أخرى تتبنى، الآن أو في المستقبل، استراتيجية مشابهة لاستراتيجية هذا التحالف.
فالتناقض الرئيسي، في مفهوم حزبنا، مبني على مضمون الأهداف الاستراتيجية للقوى الاستعمارية وطبيعة مواقفها السلبية من قضايا أمتنا، لذا فهو يقاوم من يهدف إلى الاستيلاء على مقدرات أمتنا ويصنفه في دائرة الأعداء، ويتصالح مع من يقلع عن تلك الأهداف ويصنفه في دائرة الأصدقاء.
في مفهوم الحزب للمقاومة:
وإذا كان من أهداف الغزاة مصادرة قرار الأمة العربية بالسيادة على أرضها وثرواتها على مراحل، أي أن الغزو ينجز أهدافه في احتلال جزء منها تلو الآخر، فإن حزبنا يعتبر احتلال أي جزء، ومن أي طرف كان، كأنه احتلال للأمة العربية كلها، ويرى بأنه من حق الأمة وواجبها أن تقاوم كل محاولاته في الهيمنة السياسية أو الاحتلال المباشر لأي جزء منها. ويعتقد حزبنا بأن الأمة العربية لا تؤمن بهذا الحق فحسب بل هي تمارسه أيضاً منذ عقود عديدة. وإنها بهذه المقاومة إنما تسطر لنفسها تاريخاً يشرِّفها وتعتز به بين شعوب الأرض.
إن الأمة العربية تتعرَّض منذ قرن من الزمن، ولا تزال، إلى موجات من العدوانية المتعددة المواقع والمشارب، بأشكالها المقنَّعة والسافرة، وفي سياقها جاء الغزو الصهيوني الاستيطاني لأرض فلسطين، وهو الغزو الذي مثَّل الأرضية التي انطلق منها إلى غزو تدريجي لكل أرض الوطن العربي. فكان اغتصاب فلسطين، في العام 1948، مقدمة لاحتلال لبنان في العام 1982، ومقدمة لاحتلال العراق في العام 2003.
هوية المقاومة وطنية وقومية عربية وإنسانية:
ولأن من أهداف تحالف الاستعمار والصهيونية وكل من يتقاطع معهما في المصالح، تجزئة الهيمنة على العالم، يعتبر حزبنا أيضاً أن الاستيلاء على الوطن العربي يمثل مرحلة أساسية في مشروعه العالمي الخبيث.
استناداً إلى مفاهيمه المذكورة، يعتبر حزبنا أن المقاومة الدائرة الآن على مساحة الوطن العربي تكتسب أعماقاً وآفاقاً وطنية وقومية وعالمية. ومن هذه الأعماق والآفاق يكتسب المؤتمر المنعقد الآن شرعيته. فيصبح واجباً وضرورة، يجب أن تتكامل فيه كل الجهود من أجل المشاركة في كل عمل مقاوم في كل من لبنان وفلسطين والعراق، التي وإن كان يصح فيها أنها مقاومات وطنية إلاَّ أنها في الوقت ذاته مقاومة عربية لأن نضالها وإن كان قطرياً إلاَّ أنه في أهدافه ونتائجه يصب في مصلحة الأمة العربية.
وإن حزبنا يعتبر أن كل مقاومة ضد التحالف المذكور تصب في مصلحة كل شعوب العالم التي تكافح من أجل التحرر من عوامل الهيمنة عليها الآن، أو لدرء مخاطرها في المستقبل. فالمقاومة، بهذا المعنى، هجومية ودفاعية في آن معاً: هجومية لأنها تقاوم مباشرة أي احتلال قائم، وهي دفاعية لأنها تدرأ خطر احتلال أي دولة من دول العالم في المستقبل.
مركزيات المقاومة المرحلية:
وإذا كان من المنطقي اعتبار أن نتائج مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان ستصب في مصلحة المقاومة العراقية، والعكس صحيح أيضاً، فالمقاومة أينما كانت تتساوى في النوع لأنها تتساوى في أهداف تحرير الأرض العربية في الأقطار الثلاثة. ولكنه من الواقعي أيضاً أن نصنِّف درجة خطورة الاحتلال في الساحات الثلاث قياساً على درجة خطورة القوة المحتلة. ففي مقاييس مدى خطورة كل من القوة الأميركية وقوة الصهيونية، فإننا نعتبر أن إضعاف الأولى هو الأكثر إلحاحاً في المرحلة الراهنة لأنها تشكل رأس الأفعى الذي إذا ما تم سحقه فإنه ينعكس ضعفاً على الثانية.
واستناداً إلى ذلك يدعو حزبنا إلى دعم الفعل المقاوم أينما كان، وأن لا تسود الانتقائية في مبدأية هذا الدعم، على أن يكون احتضان المقاومة هو الأساس في كل موقف صادر عن أي ملتقى أو تجمع أو جهة تقدمية.
تصحيح الموقف من تجهيل دور المقاومة العراقية:
وقياساً على ذلك، كانت القضية الفلسطينية تشكل القضية المركزية للاهتمام العربي والدولي، فكانت حماية المقاومة الفلسطينية تكتسب الاهتمام الأول في نضالنا العربي والدولي، ولما احتُل لبنان انتقلت الأولوية بالاهتمام إلى حماية المقاومة اللبنانية، والآن انتقل رأس التحالف الاستعماري -الصهيوني إلى العراق، فيجب أن ينتقل ثقل الاهتمام إلى حماية المقاومة العراقية لأن إسقاط هذا الرأس يشكل مدخلاً أساسياً في حماية المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.
فإننا بناء على هذا القياس نعتبر أن إسقاط المشروع الأم في العراق يأتي في الدرجة الأولى من الاهتمام، ففي إسقاطه إضعاف لتأثيرات مركز القرار الاستعماري والصهيوني في كل من فلسطين ولبنان.
إن تركيزنا على هذا الجانب إنما ينبع مما نراه ونلمسه من تجاهل لدور المقاومة العراقية، هذا إضافة إلى السعي لمحاصرتها والتعتيم عليها، ليس من قبل القوى العدوة فحسب، بل من قبل القوى التي يُفترَض أن تكون صديقة أيضاً. ولهذا السبب ندعو هذا الملتقى وغيره إلى تصحيح هذا الواقع حتى وإن جاء التصحيح متأخراً. فالمقاومة التي قضت على خطر حكم العالم بقطبية واحدة، من حقها على كل قوى التحرر أن تقوم بواجب إسنادها، ووضعها في المكان الصحيح الذي تحتله في حركة تحرير العالم من شرور الأطماع الاستعمارية.
اعتبار المقاومة العربية بديلاً شعبياً في إحباط مشاريع الاحتلال:
دلَّت كل التجارب في تاريخنا المعاصر أنه لا يمكن الوصول إلى هدف التوازن العسكري النظامي مع التحالف الاستعماري – الصهيوني، فكانت حرب التحرير الشعبية بديلاً استراتيجياً في ظل غياب توفير التوازن المذكور. وبالفعل أكَّدت هذه الاستراتيجية نجاحها، وقد أتت بنتائج ملموسة ليس أكثرها دلالة من أن المقاومة الفلسطينية قد أعاقت نجاح المشروع التوراتي للصهيونية، والمقاومة اللبنانية قد ألحقت الهزيمة بالعدو الصهيوني الذي كان يحتل جزءاً كبير من الأراضي اللبنانية، والمقاومة العراقية التي دفنت مشروع بناء قرن أميركي جديد، وأرغمت الاحتلال الأميركي على برمجة انسحابه من العراق.
اعتبار المقاومة الشعبية عاملاً استراتيجياً في حماية سيادة الدولة الوطنية:
وإذا كانت المقاومة الشعبية قد حققت كل تلك النجاحات، فعليها أن تحافظ عليها وتحميها، على أن تستمر في فضح الأنظمة الرسمية المستسلمة، والضغط عليها للقيام بواجباتها في حماية سيادة دولها، وأن تستفيد من استراتيجية الكفاح الشعبي المسلح لتوظيفها في استراتيجياتها الدفاعية على قاعدة شمولية العمل المقاوم لكل طاقات أبناء الوطن. وإذا كانت دعوة الأنظمة الرسمية للقيام بواجباتها في حماية أراضيها وثرواتها الوطنية بعيد المنال في ظل وجود نظام عربي رسمي مستسلم لإملاءات القوى الاستعمارية، إلاَّ أن هذا لا يجيز تبرئتها من المساءلة والمحاسبة على تقصيرها، بل الضغط عليها للاعتراف بأهمية العمل المقاوم على شتى وسائله وأساليبه العسكرية والسياسية والاقتصادية.
اعتبار المقاومة وطنية وقومية وعالمية:
إن مفهومنا المستند إلى تعاضد قوى التحرر الوطنية والقومية والعالمية يوجب أن يشارك في معارك التحرير كل أبناء الوطن على أن لا يحول دون قيامهم بهذا الواجب أي اعتبار للانتماء السياسي أو العرقي أو الديني.
توحيد المقاومات في فلسطين ولبنان والعراق
والبدء في بناء أسس جبهوية للمقاومة العربية:
وانطلاقاً من كل ذلك، نضع على عاتق هذا الملتقى مهمة المتابعة الجدية من أجل بذل الجهد النظري والعملي لبناء جبهة قومية للتنسيق بين فصائل المقاومة في كل من لبنان وفلسطين والعراق، بالعمل على تذليل كل الأسباب التي تحول دون انخراطها في جبهة واحدة والتي تحول دون الوصول إلى هذا الهدف.
حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في هذا العصر الذي لا تزال تتصاعد فيه أطماع قوى الهيمنة على العالم واستعماره تبقى استراتيجية المقاومة الحق الشرعي والإنساني للشعوب المستهدفة في مواجهة تلك القوى.
ولأن تلك الأطماع ذات أهداف عالمية عامة، وقومية عربية خاصة، ووطنية تشمل شعب وطن واحد بأكمله، تبقى استراتيجية المقاومة، عالمياً وقومياً ووطنياً، واجباً على شعوب العالم أن تمارسه في خندق واحد.
لكل ذلك ينظر حزبنا بتقدير إلى هذا الملتقى، ويعتبره ضرورة وواجباً، ويعمل على الإسهام في إنجاحه، لذلك يقدم ورقة العمل المرفقة موضحاً رؤيته لتطوير واقع المقاومة العربية الراهن، كما يوضح تصوره لمستقبلها، فكراً وممارسة.
في مفهوم الحزب للتناقض الرئيسي للأمة العربية:
يرى الحزب أن التناقض الرئيسي الذي تواجهه الأمة العربية يشمل كل القوى الطامعة التي لا تعترف بمصلحة هذه الأمة وتمنعها من الوحدة وتعيق تقدمها وتزرع فيها بذور التفتيت الطائفي والعرقي وتساعد على تجزئتها إلى كيانات طائفية وعرقية، بقصد إخضاعها وإلحاقها بعجلة مصالحها، ومحاولة إلغاء دورها الحضاري، لا سيما وأن هذا الدور يتناقض أساساً مع فكرة الاستعمار.
لذلك يحصر حزبنا التناقض الرئيسي بالتحالف الاستعماري الصهيوني استناداً إلى أطماعه باحتلال أمتنا وتسخيرها، أرضاً وشعباً، لمصالحه. وهذا الحصر سيستمر طالما استمرت تلك الأطماع ويزول بزوالها. لكن هذا الحصر لن يستثني أية قوة أخرى تتبنى، الآن أو في المستقبل، استراتيجية مشابهة لاستراتيجية هذا التحالف.
فالتناقض الرئيسي، في مفهوم حزبنا، مبني على مضمون الأهداف الاستراتيجية للقوى الاستعمارية وطبيعة مواقفها السلبية من قضايا أمتنا، لذا فهو يقاوم من يهدف إلى الاستيلاء على مقدرات أمتنا ويصنفه في دائرة الأعداء، ويتصالح مع من يقلع عن تلك الأهداف ويصنفه في دائرة الأصدقاء.
في مفهوم الحزب للمقاومة:
وإذا كان من أهداف الغزاة مصادرة قرار الأمة العربية بالسيادة على أرضها وثرواتها على مراحل، أي أن الغزو ينجز أهدافه في احتلال جزء منها تلو الآخر، فإن حزبنا يعتبر احتلال أي جزء، ومن أي طرف كان، كأنه احتلال للأمة العربية كلها، ويرى بأنه من حق الأمة وواجبها أن تقاوم كل محاولاته في الهيمنة السياسية أو الاحتلال المباشر لأي جزء منها. ويعتقد حزبنا بأن الأمة العربية لا تؤمن بهذا الحق فحسب بل هي تمارسه أيضاً منذ عقود عديدة. وإنها بهذه المقاومة إنما تسطر لنفسها تاريخاً يشرِّفها وتعتز به بين شعوب الأرض.
إن الأمة العربية تتعرَّض منذ قرن من الزمن، ولا تزال، إلى موجات من العدوانية المتعددة المواقع والمشارب، بأشكالها المقنَّعة والسافرة، وفي سياقها جاء الغزو الصهيوني الاستيطاني لأرض فلسطين، وهو الغزو الذي مثَّل الأرضية التي انطلق منها إلى غزو تدريجي لكل أرض الوطن العربي. فكان اغتصاب فلسطين، في العام 1948، مقدمة لاحتلال لبنان في العام 1982، ومقدمة لاحتلال العراق في العام 2003.
هوية المقاومة وطنية وقومية عربية وإنسانية:
ولأن من أهداف تحالف الاستعمار والصهيونية وكل من يتقاطع معهما في المصالح، تجزئة الهيمنة على العالم، يعتبر حزبنا أيضاً أن الاستيلاء على الوطن العربي يمثل مرحلة أساسية في مشروعه العالمي الخبيث.
استناداً إلى مفاهيمه المذكورة، يعتبر حزبنا أن المقاومة الدائرة الآن على مساحة الوطن العربي تكتسب أعماقاً وآفاقاً وطنية وقومية وعالمية. ومن هذه الأعماق والآفاق يكتسب المؤتمر المنعقد الآن شرعيته. فيصبح واجباً وضرورة، يجب أن تتكامل فيه كل الجهود من أجل المشاركة في كل عمل مقاوم في كل من لبنان وفلسطين والعراق، التي وإن كان يصح فيها أنها مقاومات وطنية إلاَّ أنها في الوقت ذاته مقاومة عربية لأن نضالها وإن كان قطرياً إلاَّ أنه في أهدافه ونتائجه يصب في مصلحة الأمة العربية.
وإن حزبنا يعتبر أن كل مقاومة ضد التحالف المذكور تصب في مصلحة كل شعوب العالم التي تكافح من أجل التحرر من عوامل الهيمنة عليها الآن، أو لدرء مخاطرها في المستقبل. فالمقاومة، بهذا المعنى، هجومية ودفاعية في آن معاً: هجومية لأنها تقاوم مباشرة أي احتلال قائم، وهي دفاعية لأنها تدرأ خطر احتلال أي دولة من دول العالم في المستقبل.
مركزيات المقاومة المرحلية:
وإذا كان من المنطقي اعتبار أن نتائج مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان ستصب في مصلحة المقاومة العراقية، والعكس صحيح أيضاً، فالمقاومة أينما كانت تتساوى في النوع لأنها تتساوى في أهداف تحرير الأرض العربية في الأقطار الثلاثة. ولكنه من الواقعي أيضاً أن نصنِّف درجة خطورة الاحتلال في الساحات الثلاث قياساً على درجة خطورة القوة المحتلة. ففي مقاييس مدى خطورة كل من القوة الأميركية وقوة الصهيونية، فإننا نعتبر أن إضعاف الأولى هو الأكثر إلحاحاً في المرحلة الراهنة لأنها تشكل رأس الأفعى الذي إذا ما تم سحقه فإنه ينعكس ضعفاً على الثانية.
واستناداً إلى ذلك يدعو حزبنا إلى دعم الفعل المقاوم أينما كان، وأن لا تسود الانتقائية في مبدأية هذا الدعم، على أن يكون احتضان المقاومة هو الأساس في كل موقف صادر عن أي ملتقى أو تجمع أو جهة تقدمية.
تصحيح الموقف من تجهيل دور المقاومة العراقية:
وقياساً على ذلك، كانت القضية الفلسطينية تشكل القضية المركزية للاهتمام العربي والدولي، فكانت حماية المقاومة الفلسطينية تكتسب الاهتمام الأول في نضالنا العربي والدولي، ولما احتُل لبنان انتقلت الأولوية بالاهتمام إلى حماية المقاومة اللبنانية، والآن انتقل رأس التحالف الاستعماري -الصهيوني إلى العراق، فيجب أن ينتقل ثقل الاهتمام إلى حماية المقاومة العراقية لأن إسقاط هذا الرأس يشكل مدخلاً أساسياً في حماية المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.
فإننا بناء على هذا القياس نعتبر أن إسقاط المشروع الأم في العراق يأتي في الدرجة الأولى من الاهتمام، ففي إسقاطه إضعاف لتأثيرات مركز القرار الاستعماري والصهيوني في كل من فلسطين ولبنان.
إن تركيزنا على هذا الجانب إنما ينبع مما نراه ونلمسه من تجاهل لدور المقاومة العراقية، هذا إضافة إلى السعي لمحاصرتها والتعتيم عليها، ليس من قبل القوى العدوة فحسب، بل من قبل القوى التي يُفترَض أن تكون صديقة أيضاً. ولهذا السبب ندعو هذا الملتقى وغيره إلى تصحيح هذا الواقع حتى وإن جاء التصحيح متأخراً. فالمقاومة التي قضت على خطر حكم العالم بقطبية واحدة، من حقها على كل قوى التحرر أن تقوم بواجب إسنادها، ووضعها في المكان الصحيح الذي تحتله في حركة تحرير العالم من شرور الأطماع الاستعمارية.
اعتبار المقاومة العربية بديلاً شعبياً في إحباط مشاريع الاحتلال:
دلَّت كل التجارب في تاريخنا المعاصر أنه لا يمكن الوصول إلى هدف التوازن العسكري النظامي مع التحالف الاستعماري – الصهيوني، فكانت حرب التحرير الشعبية بديلاً استراتيجياً في ظل غياب توفير التوازن المذكور. وبالفعل أكَّدت هذه الاستراتيجية نجاحها، وقد أتت بنتائج ملموسة ليس أكثرها دلالة من أن المقاومة الفلسطينية قد أعاقت نجاح المشروع التوراتي للصهيونية، والمقاومة اللبنانية قد ألحقت الهزيمة بالعدو الصهيوني الذي كان يحتل جزءاً كبير من الأراضي اللبنانية، والمقاومة العراقية التي دفنت مشروع بناء قرن أميركي جديد، وأرغمت الاحتلال الأميركي على برمجة انسحابه من العراق.
اعتبار المقاومة الشعبية عاملاً استراتيجياً في حماية سيادة الدولة الوطنية:
وإذا كانت المقاومة الشعبية قد حققت كل تلك النجاحات، فعليها أن تحافظ عليها وتحميها، على أن تستمر في فضح الأنظمة الرسمية المستسلمة، والضغط عليها للقيام بواجباتها في حماية سيادة دولها، وأن تستفيد من استراتيجية الكفاح الشعبي المسلح لتوظيفها في استراتيجياتها الدفاعية على قاعدة شمولية العمل المقاوم لكل طاقات أبناء الوطن. وإذا كانت دعوة الأنظمة الرسمية للقيام بواجباتها في حماية أراضيها وثرواتها الوطنية بعيد المنال في ظل وجود نظام عربي رسمي مستسلم لإملاءات القوى الاستعمارية، إلاَّ أن هذا لا يجيز تبرئتها من المساءلة والمحاسبة على تقصيرها، بل الضغط عليها للاعتراف بأهمية العمل المقاوم على شتى وسائله وأساليبه العسكرية والسياسية والاقتصادية.
اعتبار المقاومة وطنية وقومية وعالمية:
إن مفهومنا المستند إلى تعاضد قوى التحرر الوطنية والقومية والعالمية يوجب أن يشارك في معارك التحرير كل أبناء الوطن على أن لا يحول دون قيامهم بهذا الواجب أي اعتبار للانتماء السياسي أو العرقي أو الديني.
توحيد المقاومات في فلسطين ولبنان والعراق
والبدء في بناء أسس جبهوية للمقاومة العربية:
وانطلاقاً من كل ذلك، نضع على عاتق هذا الملتقى مهمة المتابعة الجدية من أجل بذل الجهد النظري والعملي لبناء جبهة قومية للتنسيق بين فصائل المقاومة في كل من لبنان وفلسطين والعراق، بالعمل على تذليل كل الأسباب التي تحول دون انخراطها في جبهة واحدة والتي تحول دون الوصول إلى هذا الهدف.
حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بشير الغزاوي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
مواضيع مماثلة
» حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي: ثورتا تونس ومصر طليعة الثورة العربية الشعبية ضد الفساد والطبقية وامتهان الكرامة القومية
» نص كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي :
» تقرير عن وقائع المهرجان المركزي الذي أحياه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي بمناسبة
» حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي- بيان بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس القائد صدام حسين
» طليعة لبنان: لمواجهة المخطط الصهيوني الاستيطاني ورفض مشاريع التسوية بتوحيد الموقف واستنهاض الفعل العربي المقاوم
» نص كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي :
» تقرير عن وقائع المهرجان المركزي الذي أحياه حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي بمناسبة
» حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي- بيان بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس القائد صدام حسين
» طليعة لبنان: لمواجهة المخطط الصهيوني الاستيطاني ورفض مشاريع التسوية بتوحيد الموقف واستنهاض الفعل العربي المقاوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى