ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بمناسبة مرور عدة أعوام على اِغتيال الشهيد صدام حسين، رئيس جمهورية العراق، وقائد نهج المواجهة ضد الغزو والاِحتلال الأجنبي. مقالات كُتبت أثناء العدوان. وبمناسبة إقدام الأمريكيين على تغييبه بأيدي عملاء الفرس. ودلالات مبادرات سنواته الأخيرة حول خيارات المقاوم

اذهب الى الأسفل

iraq بمناسبة مرور عدة أعوام على اِغتيال الشهيد صدام حسين، رئيس جمهورية العراق، وقائد نهج المواجهة ضد الغزو والاِحتلال الأجنبي. مقالات كُتبت أثناء العدوان. وبمناسبة إقدام الأمريكيين على تغييبه بأيدي عملاء الفرس. ودلالات مبادرات سنواته الأخيرة حول خيارات المقاوم

مُساهمة من طرف النسر الإثنين ديسمبر 27, 2010 11:04 am


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بمناسبة مرور عدة أعوام على اِغتيال الشهيد صدام حسين، رئيس جمهورية العراق،
وقائد نهج المواجهة ضد الغزو والاِحتلال الأجنبي.

مقالات كُتبت أثناء العدوان.
وبمناسبة إقدام الأمريكيين على تغييبه بأيدي عملاء الفرس. ودلالات مبادرات

سنواته الأخيرة حول خيارات المقاومة


باقر الصراف

كاتب عراقي مقيم في هولندا

26/12/2010

الحلقة الرابعة

الرئيس الشهيد صدام حسين والمقاومة الوطنية العراقية



- 1 -


الحديث عن المقاومة الوطنية العراقية التي أصبحت، اليوم، الرقم الصعب في المعادلة السياسية العراقية وإلى حدٍ ما : العربية والدولية، يصبح حديثاً ناقصاً ومبتوراً من دون وضع تصور شامل لمقدماتها وبِنيتها وتأسيسها، وفي اِعتقادنا أنها نمت في أحشاء الظاهرة العسكرية العراقية التي شملت مجموع الشعب العراقي، سواء في القطاعات المختلفة للجيش العراقي الرسمي : الجوي والبري والبحري، أو الجيش الشعبي المتعدد التشكيلات القتالية، والدورات التي جرى تنظيمها للنخب المدنية.

ما صارت إليه الولاءات الأيديولوجية للمقاومين العراقيين الوطنيين لاحقاً، لم
تكن هي العامل الأساس الكامن وراء بدايات ونمو الظاهرة الوطنية المسلحة المقاومة للغزو الأجنبي، وإنما كانت الاِستجابة لمباديء التجييش والعسكرة عامة - سواء عن اِقتناع أو إرغام - لمنهج سياسي شكل محتوى مسيرة عامة دخلتها الدولة العراقية جرّاء العدوان الأجنبي على أراضيها : الغربي البعيد المسافة عن العراق أو الشرقي المحادد للوطن العراقي، وما يدخل في خدمتهما العملية هم من الأتباع أو العملاء.

وكان الرمز السياسي العراقي القائد لهذا النهج الوطني المتصادم مع الغزو الأجنبي والرمز السياسي للدولة في التعبئة الشاملة وتوظيفها في سياق المجابهة المباشرة واليومية هو الرئيس الشهيد صدام حسين.


والحديث عن الرئيس الشهيد واسع وكبير ومتعدد الزوايا، لأنه عاش حياةً عريضة في المعنى والمبنى، ومن الطبيعي أنْ يخلو من العناصر الملائكية،
إذ أنَّ العمل السياسي سواء في الجوهر أو التفاصيل يحمل في طياته عنصري الروح الإيجابية والسلبية... النجاح والفشل، ذلك هو مضمون التجربة العملية في الإدارة والقيادة عند كل القادة السياسيين العظماء منهم، وغير العظماء فيهم.
قد يشعر بعض الأفراد بالغبن والظلم والاِضطهاد
، ولكن الطبقات ككل، وكذلك المجتمع - في النهاية - هو مقياس القراءة الموضوعية، لذا سيتناول حديثنا الراهن عن دوره الريادي في تفجير المقاومة الوطنية
العراقية،
وهو المعيار الأساسي في تفسير الدور للفرد في التاريخ في الجغرافية والتاريخ العراقيين وآلية الصراع التاريخي بين القوة الأجنبية، من ناحية، والقوة العراقية الوطنية، من ناحية أخرى، في قراءة التجربة الوطنية
العراقية المسلحة التي جابهت أكبر قوة غاشمة في التاريخ على الإطلاق، ليس من قبيل النوعية التقنية فقط، بل من حيث الكمية في الحشد أيضاً،
نأمل أنْ لا يتطفل أحدٌ ما لإعطائنا تفسيرات مخاتلة عبر خلط الرئيسي والجوهري والتاريخي بما هو واهم وعرضي وغير جوهري.

ومن خلال دوره المركزي في صياغة تلك المقاومة الوطنية العراقية تحول الرئيس العراقي الشهيد إلى رمز سياسي عند عموم جماهير الأمة العربية.


لقد كان هذا الرمز يعبـِّر عن
تصور سياسي يشمل كل الدولة والشعب والنظام السياسي، تلك هي حقيقة سياسية موضوعية إذا أتيح لهذه الظاهرة الخضوع لوصف سياسي معين، ونحن نتعامل مع هذه الحقيقة الحياتية الملموسة بعيداً عن حصر الرئيس في نطاق تصور حزبي معين واِصطفائه رمزاً لمجموعة من الشعب مهما كان عددها وتضخم تكوينها الاِجتماعي، إذ أنه رئيس كل العراق : الدولة والوطن والشعب خلال مرحلة تاريخية محددة.
تقول إستخلاصات التجربة الحياتية المعاشة : إنَّ الشعب قد
يجمع على رمز سياسي لنهج وطني عام باِعتباره رائداً لهذا النهج وقائداً لمعركة التصادم معَ الغزاة، ولكن هذا الشعب - وعلى وجه التأكيد - لن يجمع على عقيدة سياسية وفكرية واحدة، بحكم طبيعة تركيبته الاِجتماعية والقومية، من ناحية، ومن ناحية أخرى، طبعة الطبقات المتراكبة في المجتمع التي لها مصالح معينة في كل فترة من فترات التطور الموضوعي على المستوى السياسي.

وذلك بسبب اِختلاف المهام اليومية والتكتيكية وكذلك المرحلية التي تمّس أوضاع هذه الطبقة أو الفئة أو تلك الطبقات والفئات بالفائدة المادية أو الضرر المادي، وتعدد الأساليب التنظيمية ونوعية الأوامر اليومية المنبثقة عن البرنامج السياسي لكل منهما : أي للمجموعة الجزئية من الشعب حتى لو كانت محكومة بمفهوم الطليعة
أو لمجموع الشعب كله : جراء طبيعة البناء العامة للبلاد أو محتوى السياسة الدفاعية التي تهم كل الشعب، لذا كانت إحدى إفرازات التصور السياسي الذي طبع تفكير هذا الرمز عند الاِختيار بين عناصر الصراع المفروضة على أي زعيم سياسي لشعب معين،
هو المقاومة الوطنية العراقية ضد أولئك الأعداء المعتدين الغزاة الذين يخططون لاِحتلال الوطن والهيمنة على الشعب.

لقد ركز الرئيس الشهيد صدام حسين خلال ممارسته العملية إبّان قيادته للدولة والمجتمع على بديهية أساسية قوامها
ضرورة مواجهة القوات الأجنبية الغازية مهما كانت الظروف الموضوعية أو الذاتية عبر سلاح الجيش والشعب، بغض النظر عن معايير النصر أو الخسارة في تلك المواجهة، بالرغم من إدراكه أنَّ "النصر له ألف أب"، وأنَّ "الخسارة العسكرية يتيمة"، وسيتحمل هو بالذات مسؤوليتها المعنوية مباشرة، وهي مهمة أساسية عند كل قائد مخلص للشعب الذي أجمع على رئاسته عن اِقتناع أو إرغام، طالما بدأ الشر يغرز أنيابه في الجسد العراقي كمجتمع ودولة، إذ كرس حياته وعمله وفكره خلال السنوات الثلاث عشرة الأخيرة من حياته في سبيل

اِنجاز المتطلبات العملية لهذه الفكرة الجوهرية في رؤيته السياسية
، وكانت سنواته التي أعقبت أيام العدوان المسمى بعاصفة الصحراء في بداية العام 1991، وما تلاها، من حصار وقصف وتدمير، إلخ، والتي اِنتهت بأسره وهو في الميدان القتالي والتحريض السياسي، ومن ثم محاكمته أمام هيئة تحكمت في إنشائها قوى
الاِحتلال الأجنبية : الإمبريالية والصهيونية،
ووضعت معايير إجراءاتها "القانونية" بحكم كونها العنصر الأساس في قيادة الوضع السياسي العراقي.



ألم تهرِّب السلطة العسكرية الأمريكية عميلها الموثوق المدعو : أيهم السامرائي المسؤول
عن سرقات كثيرة والمطلوب للقضاء؟. ألم تهرب السلطة العسكرية الأمريكية محمد الشهواني رئيس ما يسمى بالمخابرات
العراقية في عهد الاِحتلال الأمريكي


المطلوب لسلطة المالكي
؟.


ألم تحتفظ بالعلماء العراقيين الكبار والمبدعين في سجونها
؟!،
إذاً كان بمقدورها اِتخاذ القرار السياسي في الحفاظ على حياته أو إعطاء المثال
الملموس على الثمن الذي ينبغي أنْ يدفعه كل مَنْ يقاومها على كل المستويات.




كانت مواقفه السياسية الصلبة وهو في عرينه الذي تجري محاكمته فيه : مارداً
عملاقاً، وهو في الآن نفسه : عنوان أساسي لنهج وطني باسل متساوق ويتسق مع النهج
الوطني في المقاومة، وبذلك توج بها مسيرة قناعاته الفكرية والسياسية في
الممارسة العملية، وليس النظرية فقط. وفي ذلك النهج والموقف تميز الرئيس الشهيد
عن مجموع القيادات السياسية للدول المماثلة التي واجهت وضعاً شبيهاً لما واجهه
للعراق، فلم يتجرع السم وينقلب على منطقه السياسي والفكري وبالتالي يستسلم! ولم
يضَّحِِ بمساحة من أجزاء وطنه لقاء الحفاظ على سلطته وحكمه تحت ذرائع
العقلانية، ولم يهرب من الميدان ويرضى بالحلول الزائفة المطروحة عليه من قبل
أنظمة "عربية" اِدعَت الحرص عليه وقّدمت له الرشوات المالية!..




لقد تصور المجرمون الغزاة المحتلون وأتباعهم


أنهم وقد ضعوه في سجون التعذيب المشين والهمجي وبالتالي سيقيدون إرادته الوطنية
في قفص رغباتهم المريضة وتصوراتهم المغـَّفـَّلـَة التي تنشقـّوها من
الأيديولوجيات المعادية للحضارة العربية الإسلامية
،
أو وضعوه في قفص الإذلال السياسي، إنه سيمارس "
قناعاته
الفكرية والسياسية
"
من موقع التخاذل الذليل وبالاِنطلاق من موقف التنازل المقيت، ولكن هؤلاء
المجرمين وعملاءهم لم يحصدوا من تصوراتهم السياسية المريضة


تلك، سوى الخيبة ولم يقبضوا من خطط نواياهم الفكرية الشريرة غير الريح
،
وكان الرئيس الشهيد في أرقى حالات تألقه حتى لحظة تساميه سائراً نحو ذرا المجد
والخلود :


لحظات إعدامه على يد الغدر الأمريكي الصهيوني الفارسي
،
اِنطلاقاً من روحية التقويم الكلي وفق المعايير التاريخية لطبيعة المعارك
الفاصلة بين الذات الوطنية، من ناحية، وقوات الغزو الأجنبي، من ناحية أخرى،
والتوجهات الفكرية الوطنية والقومية والدينية التي نشأ عليها وآمن بها ودعا
إليها.




كانت القناعات الفكرية والسياسية التي تولدَّت عن "
الحملة
الإيمانية
"
كخط سياسي اِلتزم به فكر القيادة السياسية للدولة والمجتمع خلال مراحل حياته
الأخيرة من حياة الشهيد، وفي المقدمة منهم الرئيس،


تتقدم عناوين سرائره التربوية وتسجل مسكوكاته اللغوية
،
مثلما كانت تنشر عطور مناقشاته الفكرية والسياسية لما يسمى بالقضاة والشهود عبر
الاِستشهاد بالآيات القرآنية الجهادية التي تحض على مواجهة العدوان الأجنبي
والشر الإمبريالي في الأفاق الأربعة.




كان الشهيد صدام حسين في تلك الملاحم من الصراع الشامل قد وضع مفهوم "أمة عرب
المستقبل" أمام بصيرته التاريخية وباصرته السياسية المستشرفة
،
لقد تجسدت كل مواقفه السياسية الباسلة خلال وقوفه أمام الجلادين العملاء ممن
اِرتضوا لأنفسهم أنْ يلعبوا دور الأدوات الرخيصة لتنفيذ الأدوار التي صنعتها
لهم، القواتُ الغازية المحتلة في "محاكمة قانونية" سقيمة وهزلية لا تراعى فيها
أبسط فرص العدالة :


هيئة رجل يملؤه الإباء حتى المسامات الأخيرة من تكوينه الفكري، فتسلق المجد
التاريخي العالي الفياض، وتبوأ الخلود الأنفس والأبهى، واِعتلى أرجوحة الموت
جريئاً غير هياب وأرجله المقيدة تتأرجح فوق رؤوس الخفافيش الحاقدين الموتورين،

وذلك في سبيل تقدم الأمة العربية والعراق من ضمنها، فيما كان القتلة الأقزام


قد عتموا على صورهم الشخصية مثلما أضمروا أفكارهم المريضة في تلافيف نقابهم
المشبوه
.



إذاً، كانت حياة الشهيد التي اِستغرقتها سنوات ما بعد عدوان عاصفة الصحراء...
ذلك العدوان الذي شارك فيها بعض الأعراب وأقسام واسعة من الأعاجم المتأسلمين


تحت قيادة
الرؤية الصليبية الأمريكية ممثلة بالقائد العسكري الأمريكي المجرم نورمان
شوارزكوف وهو العدوان الواسع الذي جرى تسمية كوده السري :
المجد للعذراء،


والذي جسّد فعلاً قيادة الحملة الصليبية الأخيرة على العراق والحرب الصهيونية
الشاملة على ذلك الوطن التاريخي لتصفية آثار ناجمة عن السبي البابلي وتهدئة الرعب

من تكرار تلك الأمثولة التاريخية - ونحن نستخدم هذه المفاهيم : الصليبية
والصهيونية بالمعنى الحضاري والتاريخي طبعاً وليست المفاهيم الدينية قطعاً - هي
التي سنركز عليها، لأنها تشكل معيار الموقف السياسي الوطني، الفعلي والحقيقي
السديد، كون تلك المفاهيم التاريخية قد تجلت وقائعها الفذة في أبهى صورها :
فكلما حشد الباطل أدوات جرائمه


زاده التاريخ والخالق إيماناً في الخيار السياسي القويم في إطار المواجهة العامة
.



لقد شحذت تلك الوقائع التاريخية التي لن تتكرر، غالباً، خلال قرون عديدة في
المستقبل، أسنانها المتوحشة وبرزت أمامه تشتهي مناظر الدماء جلية، فكانت
المواجهة الشاملة ضياءً وهاجاً في العتمة التي نثرها الأعداء، ودرساً في
التاريخ الواقعي المعاش تتخلل فصوله صفحتان ملموستان من وقائع الهزيمة والنصر،
وكذلك تجسد أفعاله صفحة من التفكير والإرادة، وتوشيها معالم البطولة في تقحّم
المعلوم والمجهول بآن واحد،


وكانت أخلاقية الموقف الوطني السياسي للرمز السياسي المعبر عن نهج التصادم مع
الغزاة تأبى التسبب في خذلان العراقيين والعرب والمسلمين وخصوصاً من أفراد
الشعب العراقي المؤمنين برؤية تاريخية تنسجم مع حيثيات أفكار حضارية عربية
إسلامية وسَمَتْ تاريخها السري أو المكشوف كلَ تلاوين العقول الفكرية السياسية
العراقية خلال 15 قرناً من الثراء الروحي والزاد الديني
.



وعندما اِنتهى الرجل خلال السنوات الأخيرة التي أعقبت عدوان عاصفة الصحراء في
العام 1991 - على وجه الخصوص -
إلى قناعات متماسكة سادت منطقه السياسي والتربوي كونها اِزدانت بضياء المعاني الإسلامية المشرقة، رأى معايير ممارساته السابقة قد اِعتراها التغيير الشخصي في سياق القناعات السياسية العامة والمستجدة، إذ لجأ فيها إلى التفيء بقدرة ذي الجلالة الكلية
والمفاهيم الحقيقية للرؤية العربية الإسلامية التي جاء بها النبي العربي
الهاشمي : محمد بن عبد الله، ص، لذ نطق بجملته الشهيرة قائلاً : "
أرجو
ألا تحاسبونا أو تقيسونا منذ سبع سنين على ما سبق، فإنَّ ثمة اِختلافاً جذرياً في إيماننا

[ص 152 وبهذا الصدد يُرجى مراجعة الفصل المعنون صدام وأسلمة البعث على الصفحات 139 - 153 من الكتاب المعنون باِسم
صدام حسين : بطل في زمن الهوان].



فهل لقائد سياسي أنْ يقول مثل هذه الجملة ويطرح مثل هذا المفهوم أمام الملأ؟


لو لم يكن معدن هذا الإيمان نابعاً من واقعية الفرد الباحث عن الحقيقة واليقين عبر فيض حيوي متدفق
؟!.


وعلى ضوء تلك الحقيقة يستخلص البعض المتابع من الناقدين اللماحين أنَّ توجهه الإيماني "
كان
توجهاً إستراتيجياً حقيقياً، بل عقيدياً

[الصفحة ذاتها]، لقد تحول ذلك الإيمان الشخصي في عقل القائد للنهج السياسي
المتصادم مع العدوان الأجنبي : الصليبي الصهيوني إلى


خطوط سياسية وفكرية تسرَّبت في ثنايا مشيئته التربوية الكبرى
،
وعبرّت عن توجه عملي واضح للعيان وجد طريقه إلى أغلب الخلايا المجتمعية
العراقية عن طريق الدراسة اليومية في المناهج المدرسية والممارسة السياسية لدى
التكوين القيادي والحزبي...




ومن بين ذلك كله، تلك الحقيقة التي جرى رصدها من قبل البعض


حول التناقض بين الرؤية السياسية الوطنية العراقية، من جهة، ومتطلبات الرؤية
السياسية الأمريكية، من جهة أخرى،

وبعض تلك المتطلبات السياسية للإمبريالية الأمريكية قررت التدخل المباشر في
المناهج التربوية والدراسية المتبعة عند بعض الأنظمة العربية والإسلامية بذريعة
اِحتوائها على المعين الفكري الذي يزود حامليه من أبناء شعوب تلك الدول التي
تسود فيها سلطات تلك الأنظمة بمفاهيم "التطرف الذي يقود للإرهاب" وفق ألفاظها
السياسية الدعائية، فما كان من تلك الأنظمة المرعوبة والمتخاذلة أو العميلة
التي تتحرك وفق مؤشر عقارب الزمن الأمريكي إلا أنْ توافق على التعليمات
الأمريكية المفروضة :


"
فوافقت جميع الدول صراحة أو ضمناً على [المطالب الأمريكية]، فحذفت الآيات التي تدرس في
مادة التفسير ولها علاقة باليهود، ومثلها بالحروب الصليبية التي تم حذفها من
مناهج التاريخ، وألغيت حقيقة كليات شريعة بحيث أضيف لها الذي يُذهب حقيقتها
كإدخال كليات الطب والهندسة والرياضيات وغيرها على الكليات الشرعية
".



ولكن "
يجب أنْ نعترف أنَّ العراق كان على خلاف هذا التوجه بالكامل فهو كان منطلِقاً على
خلاف التوجهات الأمريكية
"، [... لذا وجد فريق "مفكرة الإسلام" أنَّ خوف أمريكا كان منبعه نشوء] "جيل
جديد يشعر باِنتمائه وهويته، ويزداد خوفها عندما تعلم أنَّ هذا الجيل سيظهر في
بلد له تاريخه العظيم في حكم العالم وتسييره... إنها أرض الخلافة الإسلامية

[ص 143 من ذلك الفصل والذي تم فيه
حضور الأسماء المجتهدة دينياً التالية كونها شهدت
له بتصرفاته اِنطلاقاً من الاِلتزام بالمعايير الدينية الإسلامية : الدكتور عبد
اللطيف الهميم. الشيخ عبد الكريم المدرس. الشيخ سعيد حوى. الدكتور الشيخ أحمد الكبيسي].




ولذا أيضاً كانت جملته الأخيرة في الحياة تكثف قناعاته الكلية في عمره العريض
الطيب العطاء في المراحل الأخيرة من حياته، وهو ما
يدفعنا للاِستشهاد بحادثة تاريخية
كان بطلها الأول الرسول العربي الهاشمي الصادق الأمين محمد - ص - فيما كان
بطلها الثاني الحب بن الحب، إذ يقول أسامة بن زيد "... وذكرت له أنه لما اِنهزم
القوم أدركتُ رجلاً وأهويت إليه بالرمح، فقال :


لا إله إلا الله فطعنته وقتلته
.
فتغير وجه رسول الله، ص، وقال : "
ويحك
يا أسامة، فكيف لك بلا إله إلا الله؟، ويحك يا أسامة، فكيف لك بلا إله إلا الله
؟؟.
فلم يزل يرددها عليَّ حتى وددتُ أني اِنسلختُ من كل عمل عملته، واِستقبلت
الإسلام يومئذٍ من جديد.


فكيف فعلها الطائفيون الصفويون المجرمون عندما نطق الرئيس



بالشهادتين وهم يرتكبون جريمتهم الشنيعة وهم يتظاهرون تشفياً وغِلاً عبر هتافات
طائفية مقيتة
؟!.

اِستذكار
هذه الواقعة التاريخية من الموروث الحضاري العربي الإسلامي : التي قال فيها
الرسول العظيم : هل شققت قلبه لكي تعرف نواياه، رداً على قول أسامة بأنَّ
القتيل قالها كاذباً ومدعياً...


اِستذكار
تلك الواقعة التاريخية التي أصبحت حقيقة مستمدة من كونها أصبحت معياراً وفيصلاً
عند المؤمنين بالمفاهيم الحضارية العربية الإسلامية
،
ولكن
مَنْ كانوا يدعون الإيمان بمفاهيم أهل البيت
ضربوا بالمثال الذي تركه الرسول العربي الكريم، ص،


عرض الحائط لم يحترموا الإنسان المسلم
، وتبينَ أنهم حقاً من أنصار "أهل البيت الأبيض الأمريكي"،
وكانت الأحقاد السياسية الخبيثة تحركهم كيف ما يشاء الحقد الفارسي الصفوي تحت
سيوف الجلادين الغربيين الصهاينة، والدليل المادي الملموس هو عدد عـُقـَد "حبل
مشنقة الإعدام"
التي بلغت تسعة وثلاثين عُقدة، والتي كانت رمزاً لعدد الصواريخ العراقية التي
اِنطلقت نحو قلب كيان الاِغتصاب الصهيوني في العام 1991
،
الأمر الذي يشير إلى روحية الثأر المتوحشة دوماً عند اليهود الذي زادتها
الصهيونية السياسية قباحاتها الإجرامية!.


يتبع


النسر

عدد الرسائل : 1
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 27/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى