مساحة لواء الاسكندرونة

من طرف **admin** الثلاثاء مارس 01, 2011 1:41 pm

لواء أو سنجق
الإسكندرون مساحته حوالي 500 كم مربع وهو آخر ما استولى عليه كمال أتاتورك
من الأراضي العربية السورية... وكان قبل ذلك قد استولى على عدد كبير من
الألوية العربية التابعة لولاية حلب ومنها:
-لواء مرعش
-لواء عينتاب
-لواء كلس

بالإضافة إلى ألوية أضنة ومرسين العربية التي كانت من ضمن سورية حسب معاهدة سيفر عام 1920....

المؤسف
أن سكان ولاية حلب من العرب حاربوا مع كمال أتاتورك ضد فرنسا في الحرب
التي استولى فيها على تلك المناطق في عام 1920 وذلك عن طيب خاطر منهم حيث
أنهم كانوا يعتبرون فرنسا عدوا مستعمرا بينما الأتراك إخوان مسلمين...
ومثلهم كان الأكراد الذين حاربوا أيضا إلى جانب أتاتورك عن طيب خاطر وكانت
مكافأتهم أن احتلهم اتاتورك واعتبرهم اتراك وليسوا أكراد.

أما لواء
الإسكندرون فإن الاستيلاء عليه تم ضمن مؤامرة بين فرنسا وتركيا في نهاية
الثلاثينات... حيث أن فرنسا كانت في وضع ضعيف قبيل اندلاع الحرب العالمية
الثانية وأرادت أن ترضي تركيا حتى لا تنحاز إلى جانب ألمانيا كما في الحرب
العالمية الأولى... ولذلك تنازلت لتركيا عن الإسكندرون بعد إجراء استفتاء
مزور ظهر فيه أن غالبية السكان يريدون الانضمام لتركيا رغم أن الأتراك
كانوا أقلية في الإقليم كما أظهرت الاحصاءات والاستفتاءت السابقة التي
أظهرت بوضوح أن غالبية سكان الإقليم من العرب ويرفضون التدخل التركي في
شؤون إقليمهم... وبذلك ضربت فرنسا بعرض الحائط القوانين الدولية التي
تمنعها بوصفها سلطة انتداب من أن تتنازل عن الأراضي السورية لأي بلد آخر لا
باجراء استفتاء ولا بغيره... وقد أحدث الإجراء الفرنسي استنكارا دوليا في
حينه وأشارت عصبة الأمم إلى عدم قانونيته في قرار صدر عنها...

والإسكندرون
يعتبر من أهم المناطق السورية وهو أكبر من الجولان وفيه ثروات أكبر ويمر
فيه نهر العاصي قبل أن يصب في البحر المتوسط... كما أن الإسكندرون له أهمية
تاريخية ومعنوية كبرى بالنسبة لسورية لأن فيه مدينة أنطاكية عاصمة سورية
في العصور قبل الإسلامية... وما زالت مقرات الكنائس السورية إلى اليوم تقع
في مدينة أنطاكية باعتبارها العاصمة السورية في العصور المسيحية...

لم
تعترف سورية أبدا باستيلاء تركيا على الإسكندرون ويطلق على هذه المنطقة في
سورية اسم "اللواء السليب"... وقد انتهجت سورية سياسة العداء مع تركيا
طوال القرن الماضي بسبب هذه القضية وبسبب تصرفات تركيا العدوانية تجاه
العرب خاصة قيامها ببناء السدود التي أدت إلى جفاف عشرات الانهار السورية
ومنها على سبيل المثال نهر قويق الذي يمر في مدينة حلب والذي جف تماما...
كما أن تركيا تحالفت مع إسرائيل عدو العرب وسورية اللدود... وقد ردت سورية
بالتحالف مع أعداء تركيا وخاصة اليونان وقبرص كما قامت بدعم الأكراد
الأتراك... وتوترت الأمور بين سورية وتركية عدة مرات خلال القرن الماضي
وعزمت تركية أكثر من مرة على غزو سورية... وهذا ما اضعف موقف سورية
الاستراتيجي في وجه إسرائيل حيث أن سورية كانت مضطرة لوضع جزء من قواتها
على الجبهة التركية باستمرار...

في اواخر التسعينات كانت تركيا تنوي
غزو سورية بسبب دعمها للأكراد... ولتفادي هذا الأمر وقع حافظ الأسد اتفاق
سلام وتطبيع يقضي بأن توقف سورية عدائها لتركية وان تنسى موضوع الاسكندرون
دون أن تتخلى عنه رسميا... وهو أمر يعتبر بمثابة الاعتراف بالسيادة التركية
على الاسكندرون للأسف... ولكن سورية كانت وما تزال في موضع ضعف ولا تستطيع
أن تحارب على جبهتين في وقت واحد... خاصة وأن العدويين أقوى من سورية
بكثير...