مميزات التربية البعثية العقائدية-نبيل إبراهيم
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: قسم البحوث والدراسات الحزبية
صفحة 1 من اصل 1
مميزات التربية البعثية العقائدية-نبيل إبراهيم
مميزات التربية البعثية العقائدية
نبيل إبراهيم
تميز البعث الخلاق بأنه واضح الرؤية والهوية والإرادة والإستراتيجية النضالية، فهو حزب العروبة والجماهير وحزب القضايا المصيرية لذلك كانت فلسطين القضية المركزية لنضاله التي سخر لها كل الإمكانيات والطاقات. إن البعث يتفاعل اليوم كما كان دائماً مع مسيرة التطوير والتحديث التي تعيشها الأمة العربية وهو الآن أصبح حزب الجهاد وحزب المقاومة ويقود اشرف مقاومة على مر التاريخ وما زالت أمامه مهام كبيرة وكثيرة تقتضيها المرحلة الراهنة من تاريخنا الوطني والقومي ما يتطلب جهوداً كبيرة من المناضلين البعثيين قبل غيرهم وامتلاك العزيمة والإرادة والإيمان الصادق بمبادئ البعث وقيمه.
إن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استمد قوته واستمراره على مدى كل العقود الماضية، من ارتباطه بالواقع العربي، ومن قدرته على حمل أمنيات وتطلعات جماهير الأمة، ونضاله الدءوب في مواجهة مشاريع الاستسلام والتطبيع والتفكيك، ومن خلال اعتباره القضية الفلسطينية قضية مركزية للعرب جميعا، ومن خلال دعوته إلى وحدة الأمة وتضامنها في وجه الخطر الصهيوني.. هذا الحزب اليوم في موضع المواجهة بحكم مسؤولياته الجهادية والنضالية والأخلاقية والفكرية والتاريخية مع مجموعة كبيرة من التحديات أهمها تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي كمرحلة أولية لتحرير كل الأمة العربية من مشاريع الهيمنة والانبطاح للامبريالية الغربية ومنها المشاريع المشبوهة للتطبيع والاستسلام وأفكار تحويل وجهة الصراع مع الصهاينة والغرب الاستعماري، ومنذ ولادته في السابع من نيسان 1947 وهو يحمل هم الجماهير العربية وآلامها ومن خلال نضاله العتيد الصلب خط آمالها وطموحاتها ولم تثنه عن ذلك وعورة الطريق أو كثرة الأعداء أو شدة أو تنوع المتآمرين والعملاء.
إن السمات الأخلاقية للبعث العظيم هي مجموعة المبادئ والقواعد التي يسترشد بها البعثي في سلوكه الخلقي وتصرفاته، و يطلق عليها الآداب الحزبية (وتشمل وجهه نظر وموقف الحزب) التي يتوجب أن يتمتع بها جميع البعثيين، فمثلما لكل حياة اجتماعية أعرافها وعاداتها المرتبطة بقيم الصدق والشرف والتكافل والنخوة والنزاهة والكرم والاحترام والشجاعة في الموقف، فإن هذه المسألة تنطبق علينا أيضاً في الحزب للتعبير عن أفكارنا ومواقفنا وقيمنا الثورية، إنها مجموعة الأخلاق الرفاقية، السياسية والفكرية والاجتماعية القائمة على مفهوم الصلابة والشرف الحزبيين من ناحية والوثيقة الصلة مع الجماهير من ناحية ثانية، مستلهمين المبادئ الأخلاقية التي جسدها مئات الآلاف من شهداء وأسرى ومناضلي حزبنا، وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله، وإن الإقتداء بهذه الأخلاق يعني بالنسبة لكل بعثي أن يتصرف على الدوام بما يتلاءم مع المتطلبات الحزبية نصاً وروحاً، والالتزام الواعي والمخلص بمبادئ وأفكار الحزب عبر ممارسة لا تلقي أي ظل من الشك على شرف الحزب، بل بالعكس تجسد مشاعر كل بعثي منا بكونه جاء باختياره الحر، لكي يكون مناضلاً في حزب عظيم من أجل أفكار عظيمة، هذه الأركان والصفات الأخلاقية التي تتجلى في سلوك االبعثي، و السمات الأخلاقية تتحدد، قبل كل شيء بمبادئ الأخلاق الثورية وقواعدها، فالسمات الأخلاقية للبعثي تتكون من تواضعه واحترامه لرفاقه انطلاقاً من قناعته السياسية والفكرية وموقفه من العمل الوطني والاجتماعي، ومعاملته مع الناس واهتمامه وعنايته بهم، وكيفية تصرفه في المجتمع والأسرة وتبرز صفات البعثي الأخلاقية بصورة جلية في الأعمال والتصرفات الوطنية والروح الجماعية والمبدئية والعدل وعدم التسامح إزاء كل ما يتنافى ونمط الحياة سواء في أوساط الحزب أو في أوساط الجماهير وفي هذا الجانب نشير إلى عدد من السمات التي تجسد السلوك الثوري
1- الاستقامة: تلعب الاستقامة دورا هاما بالنسبة لجميع أعضاء حزبنا عموما وقيادته خصوصا، لأن يكونوا مثلا أعلى وقدوة تحتذي في الأوساط الشعبية
2- المثابرة والإصرار: التميز في امتلاك روح المثابرة والإصرار ومتابعة الأمور حتى تحقيق نتيجتها.
3- الإبداع: الإبداع من المسلكيات الثورية، التي تميز الكوادر والقادة عن الأعضاء العاديين.
4- الإيثار: بمعنى إزاحة ورفض السلوك الأناني، فالعضو الأناني المحب لذاته، المفضل لمصلحته الشخصية، لن يصبح قائدا، فالمسلكيات الأنانية والخاطئة تلغي كل المسلكيات الثورية، وتفقد البعثي موقعه القيادي.
5- الهدوء والثبات: مواجهة الأزمات والمصاعب تتطلب من البعثي سلوكا ثوريا مميزا، للوصول إلى اتخاذ قرار ايجابي فاعل، وهاتان الصفتان هما من الأسس التي تقوم عليها الشخصية القيادية.
6- تربية الذات: احد جوانب مراقبة الذات. وهي تقوم في أن الإنسان يطور في نفسه، وبصورة هادفة.
7- تقييم الذات: تقييم الشخصية الأخلاقية لتصرفاتها وصفاتها وخصالها وقناعاتها ودوافعها الأخلاقية.
8- التفاني: شكل من اشكال النشاط الأخلاقي، يدل على تنفيذ المطالب الأخلاقية وعلى الصمود للصعاب والمشاق والحرمان ونكران الذات والتضحية بها.
9- الغيرية : مبدأ أخلاقي، يلزم الإنسان بقهر أنانيته الذاتية، وبالخدمة النزيهة وبالاستعداد للتضحية بالمصالح الشخصية في سبيل منفعة الآخر.
إن تطهير الحزب من الطفيليات والعوالق الانتهازية (إن وجدت)، التي لطالما استفادت من الحزب في فترة من الفترات، ((والتي انحرفت عن الخط الفكري والسياسي الثابت للحزب نتيجة لضعف الوعي وعدم الالتزام بالهوية الفكرية والبرنامج التنظيمي لدى البعض من ضعاف النفوس))، من اجل ضبط تركيبة الحزب النوعية والكمية، لتوطيد صفوفه تنظيميا وسياسيا من خلال تطهيره من العناصر الانتهازية، والوصولية، وإذ يتخلص الحزب من هذه العوالق، إنما يحسن تركيبه النوعي، ويُؤَمنّ القدرة الكفاحية العالية لصفوفه ورفع مقدرة البعثي في الاستمرار في المسيرة النضالية، ويزيد هيبته أمام أنظار الجماهير، كما ان محاربة الانتهازية، أمر ملح لابد منه، لان خطرها يكمن في التضحية بمصالح جذرية سعيا للحصول على فوائد جزئية مؤقتة.
ويجب رفض التكتلات ورموزها لان نشوء التكتلات يرتبط بوجود تيارات انتهازية في الحزب وهي تنبع من شتى أنواع الانحراف إذا لم يتم التغلب عليها في الوقت المناسب، وهي تقوم عبر عناصر أو رموز انتهازية تلجأ إلى أساليب غير تنظيمية أو تآمرية لا مبدئية، وهي باسم تحقيق أهدافها تنتهك عن وعي الانضباط الحزبي وتتخلى عن الخضوع لإرادة الأكثرية وتدوس بصورة فظة على كل مبادئ وقواعد الحياة الحزبية، بحيث تسعى إلى زرع بذور الخلافات بين أعضاء الحزب وإحداث الانشقاق في صفوفهم والى حدوث صراعات تكتلية تقوض وحدة الفكر والعمل للرفاق وتعرقل العمل الحزبي المشترك، مما يضعف الحزب بصورة كبيرة.
علينا في علاقاتنا مع الحزب أن نكون يقظين وأن لا نسمح باستغلال الحزب من أجل الصراع داخل الحزب، وإنشاء الكتل من أجل الحصول على منافع شخصية. لا ينبغي أن يكون البعث جهاز قفز من أجل الوصول إلى المناصب القيادية في الحزب، لقد رفض البعثيون دوماً الانتهازية والوصولية والعقلية التكتلية، فالبعثي الذي آمن بالبعث ووضع على عاتقه مهمة التصدي لتحقيق مبادئه وأهدافه، مطالب أن يمتلك الوعي والمعرفة، وفي مقدمة ذلك استيعاب فكر الحزب ومعرفة نظريته لتصبح دليل عمل له في ممارساته اليومية، يعمل بها وعليها، يناقش ويحلل ويطرح الآراء والتساؤلات لإغنائها بما يخدم ظروف المرحلة التي يعيش فيها، فالطليعة الواعية، يتطلب منها أن تكون واعية لقوانين التطور التاريخي، والاجتماعي، فالقدرات التي يمتلكها العضو، هي التي تمنحه القدرة على فهم طبيعة المهام المطلوبة منه، ولكن لكي نصل في الحزب إلى قواعد نوعية واعية، ينبغي أن نمتلك قيادات نوعية بدءاً من قيادات الفرق فصاعدا، فالقيادة النوعية هي من تخلق القواعد النوعية، والمشكلة الأكبر تقع عندما تتجاوز القواعد قياداتها، أو تكون القيادة عاجزة عن تطوير ذاتها وبالتالي، تطوير القاعدة، ولا ننسى أن القيادة كانت يوماً ما هي القاعدة، وانتقلت من الصف الثاني أو الثالث أو الرابع إلى الصف الأول في الحزب بعد مرحلة من العمل والصبر قد تمتد إلى سنوات امتلكت الخبرة وخاضت التجارب، ونهلت من معين الحزب الذي لا ينضب، إذاً نحن أمام دورة متكاملة يجب أن تظل مستمرة حتى نضمن الاستمرار والبقاء.
إن القاعدة البعثية المنظمة الواعية هي الضمانة الكبرى لتحقيق مبادئ الحزب، فالانتساب للحزب ليس مجرد طلب تقدم به هذا الراغب أو ذاك بالانضمام إلى صفوف الحزب، وإنما هو عمل يومي دءوب، ونضال مستمر من أجل تغيير الواقع وقلبه ومن ثم العمل دوماً على تطويره، كما هو أيضاً مسؤولية، وحس وجداني فالانتماء للبعث هو انتماء لمشروعه القومي التحرري الوحدوي، انتماء لبناء مستقبل الأمة وحماية وجودها ورسالتها الإنسانية التي لا تنتهي بزمن، لذا لابد من أن يتمتع الكادر البعثي بثقافة عالية حية ومتجددة، وعلى عاتق هذا الكادر تقع مسؤولية تطوير نظرية البعث وإغنائها وفقاً لسير حركة التاريخ وما يشهده من متغيرات ومستجدات، فالبعثي الذي عاش مرحلة الأربعينيات والخمسينيات غير البعثي اليوم في ظل ثورة المعلومات والإعلام، وهنا تتجلى مقدرة البعثي وقدرته على التكيف والتعاطي مع كل ما هو جديد، وتوظيف ذلك بما يخدم المشروع الكبير للبعث، دون الخروج عن الثوابت والمبادئ، فعلى سبيل المثال فالوحدة هي الثابت، ولكن المتغيّر هو أسلوب تحقيقها وصيغها وآليات الوصول إليها، وهنا أيضاً يأتي دور الكادر القادر على استنباط طريق الوصول إلى الوحدة.
هكذا يكون البعثي الحقيقي، نزيه في وطنيته، ليس حيال تقديره لنفسه، بل حيال موقفه من الآخرين، رافع لسلاح المقاومة والجهاد، متمسك بثوابت التحرير حتى استعادة العراق سيادته ووحدته وحريته، البعثي مناضل متجرد عن النزعات الشخصية، يعلو بعلو غيره لا بالاستغناء عنهم؛ يتقدم إلى التضحية، ويتصدر الأذى، يكبر الباقون كلما علا شأن البعثي، فتكبر وطنيتهم به، البعثي يتسم بقدرته على التطوير، تطوير ذاته و تطوير الواقع من حوله فلا يمكن للبعثي أن يقود واقعاً متغيراً باستمرار، إذا كان هو نفسه غير قادر على تطوير الفعاليات الداخلية بالشكل المناسب.
إن الإستراتيجية الداخلية للبعث تركز على بناء وتطوير العلاقات المؤسساتية الحزبية، وهذه العلاقة تقوم على التركيز على بناء شخصية البعثي القدوة، الشخصية التي تمثل في فكرها ممارساتها وحياتها كلها جوهر الحزب ورسالته في تعزيز مسارات النهضة العامة، وإذا كان نمط العلاقات بين المؤسسات أو الهيئات الحزبية محدد بوجه عام في النظام الداخلي، بحيث يمكن تقويم هذه العلاقات وفق المعايير التي تتضمنها مواد هذا النظام، إلا أن تقويم الشخصية الحزبية يكون أكثر صعوبة، من هنا فإن التأكيد على بناء الكادر النوعي، مع الحفاظ على جماهيرية العضوية الحزبية، يعتبر واحداً من مهمات الحزب الرئيسية في هذه المرحلة التي يخضع فيها كل شيء حولنا إلى إيقاع تغييري سريع، و لا بد للشخصية الحزبية من امتلاك عدد من السمات الأساسية كي تكون جديرة بحمل لواء الحزب، و خاصة في مرحلة الجهاد والتحرير، وهذه المرحلة لا يمكن أن تحقيقها النجاح إلا عبر تعزيز التزام الشخصية الحزبية بأخلاقيات السلوك الأمثل و مقوماته.
عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر
عاشت المقاومة العراقية الباسلة بجميع صنوفها وبجميع فصائلها وبجميع مسمياتها
عاش حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وعاش مناضلوه أينما وجدوا
المجد والخلود لشهداء البعث وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله
الحرية لأسرى البعث الأبطال في سجون الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي
مواضيع مماثلة
» مميزات التربية البعثية العقائدية
» لتكن ذكرى ميلاد القائد المؤسس عفلق محفزا لتعميق الاصالة البعثية
» نبيل ابراهيم - السرطان الذي يفتك بعراق ما بعد الاحتلال الجزءالثالث
» نبيل ابراهيم - السرطان الذي يفتك بعراق ما بعد الاحتلال الجزءالثاني
» دستور حزب البعث العربي الاشتراكي
» لتكن ذكرى ميلاد القائد المؤسس عفلق محفزا لتعميق الاصالة البعثية
» نبيل ابراهيم - السرطان الذي يفتك بعراق ما بعد الاحتلال الجزءالثالث
» نبيل ابراهيم - السرطان الذي يفتك بعراق ما بعد الاحتلال الجزءالثاني
» دستور حزب البعث العربي الاشتراكي
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: قسم البحوث والدراسات الحزبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى