نحو 3,5 مليون مواطن يعانون من سوء تغذية حادة

من طرف **بشير الغزاوي** الجمعة مايو 13, 2011 7:34 am

نحو 3,5 مليون مواطن يعانون من سوء تغذية حادة
كارثة مجاعة جديدة في كوريا الشمالية
منتدى"هديل صدام حسين
واشنطن, مايو حذرت الأمم المتحدة من أن شعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يقف الآن علي شفا كارثة غذائية خطيرة جديدة. وذكرت بأن المجاعة السابقة الكبري حصدت أرواح نحو مليون كوري شمالي في التسعينات وحدها.
فقد قام برنامج الأغذية العالمي في شهري فبراير ومارس الأخيرين، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" التابعتين للأمم المتحدة، بجولة مكثفة في كافة أنحاء شبه الجزيرة الكورية الشمالية، شملت 40 محافظة فى 11 مقاطعة، للتعرف علي الأوضاع المعيشية وتفقد مخازن الحبوب ودراسة معدلات التغذية.
وكشفت نتائج الجولة، التي صدرت في تقرير الأمن الغذائي السريع، عن حقائق مروعة أهمها أن 3،5 مليون مواطنا يعانون الآن من حالة سوء تغذية حادة.
وقدرت أن تتضاءل إمدادات الغذاء لتتوقف تماما قبل نهاية العام الجاري، وهو ما يحكم بالمجاعة علي أكثر من 15 في المئة من سكان كوريا الشمالية البالغ عددهم 22 مليون نسمة.
وصرح نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير العمليات التنفيذي أمير عبد الله، "إننا نواجه نافذة حرجة لتوصيل الامدادات الى داخل البلاد والوصول الى الملايين الذين يعانون بالفعل من الجوع".
ونبه إلي أن الشاغل الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي هو "أولئك الذين هم أكثر عرضة لصدمات الإمدادات الغذائية، أي الأطفال والأمهات والمسنين والعائلات الكبيرة" العدد.
كذلك فقد حذر تقرير برنامج الأغذية العالمي من أن حصص الطعام التي تمنحها الحكومة قد بلغت أدنى مستوياتها، وأصبحت توفر حاليا ما لا يزيد على نصف احتياجات الأهالي الغذائية اليومية.
وإضطرت الأسر التي تتلقى حصص غذائية -والتي تمثل 68 في المئة من مجموع السكان وفقا لبيانات بعثة تقييم الأمن الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي لعام 2010- إلي تقليص كمية الغذاء إلى أدني مستوي، ما يذكر بحملة "لنأكل وجبتين في اليوم" التي فرضتها الحكومة إثر ففيضانات التسعينات والتي خفضت الحصص الغذائية للأهالي بنسبة 50 في المئة.
كذلك فقد واجهت كوريا الشمالية أقسي فصول الشتاء في ست سنوات. وجاءت خسارة المحاصيل، وعجز الدولة عن الحصول على واردات كافية من الحبوب، وتفشي مرض الحمى القلاعية الذي أصاب حتى الآن أكثر من 10،000 رأسا من الثيران والأبقار والخنازير وفقا لوسائل الاعلام التي تديرها الدولة، جاءت كلها لتدفع شعب كوريا الشمالية نحو هاوية مأساة إنسانية أخرى.
هذا ولقد إنكمشت معونات البلدان المانحة على مدى العقود الثلاثة الماضية جراء السياسات الإنعزالية إلى حد كبير، إضافة إلي الشكوك العميقة من جانب الجهات المانحة للمعونة بأن تصل مساعداتها إلى المواطنين المعتازين.
يضاف إلي ذلك أن الولايات المتحدة كانت قبل عامين الجهة المانحة الأساسية للغذاء لكوريا الشمالية، بمجموع 170،000 طنا من الأغذية في عامي 2008 و 2009.
في تلك الفترة، كان هذا الإجمالي يقل عن تقديرات برنامج الأغذية العالمي لإحتياجات الشعب الكوري الشمالي بما لا يقل عن 305،000 طنا للحفاظ على معدلات التغذية في الحد الادنى بحلول عام 2010.
وعلي الرغم من ذلك، فقد أوقفت كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في العامين الماضيين برامجها للمعونة لشعب كوريا الشمالية، ما تسبب إلي حد كبير في تفاقم إمدادات الأغذية، فيما لا تزال الصين المانح الرئيسي للمساعدات الغذائية لكوريا الشمالية.( 2011)