الشباب والوعي الإجتماعي- رؤية بعثية
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مكتبة الحزب والجبهة
صفحة 1 من اصل 1
الشباب والوعي الإجتماعي- رؤية بعثية
الشباب والوعي الإجتماعي
رؤية بعثية
في ثلاثينات القرن الماضي بدأ مشروع حركة البعث العربي بأثنين من الشباب هما ميشيل عفلق و صلاح الدين البيطار, ثم اخذ عدد الشباب يتزايد في منتصف اربعينات ذلك القرن, حتى انعقاد مؤتمره التأ سيسي في السابع من نيسان 1947 م, حيث كان جيل الشباب هو السائد في هذا المؤتمر.
ويعود انتماء الشباب لحركة البعث بخاصة الطلاب ليس الى قوة الفكرة العربية الجديدة – فكرة البعث – التي جاءت بحلول ناجحة لم شاكل الامة ومنها الشباب وتحديات مستقبلهم, فحسب, وانما لان الشباب هم جيل الامة الحيوي الذي يحمل الروح الثورية والحماسة والاندفاع, والذي يتفاعل مع حاجات وتطلعات امته, وقد تحدث مؤ سس البعث ميشيل عفلق عن هذه الروح في مقالته تحت عنوان )خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب) عام 1955 م بقوله ((ان صفات الشباب ومميزات الشباب هي وحدها المتلائمة مع حاجات امتنا المتحفزة للبعث والنهوض وبين الشباب وبين امتنا موعد وتلاق وتوافق وانسجام)) ولهذا اعطى الحزب منذ تأ سيسه دوراً تاريخياً للشباب بخاصة الطلاب بوصفهم الطليعة المؤهلة لان تفهم ضرورات الثورة قبل غيرها من فئات الشعب, ورغم ان حزبنا لم يكن حزباً خاصاً بالطلاب او العمال او اية طبقة او فئة معينة لانه اعتبر الثورة العربية ثورة الجماهير الواسعة, ثورة الجماهير الكادحة وليس ثورة طبقة او نخبة وانما هي ثورة مجموع الشعب باستثناء الفئات المريضة المستغلة والفاسدة والتي هي دوماً قلة.
ولذلك كان الوزن العددي لسن الشباب في التنظيم الحزبي هو الغالب, بوصف هذا التنظيم وسيلة ا ساسية وحيوية لتحقيق فكرة البعث.
وفي حديث للمؤ سس مع فروع الاتحاد الوطني لطلبة العراق في العام 1980 م تحدث عن الشباب بوصفهم يتقدمون الصفوف في نقل الفكر الثوري والايمان بالقضية منهم الى جماهير الشعب.
ومع ذلك فلابد من ذكر حقيقة هامة وهي انه ليس كل الشباب هم جيل الثورة العربية, لان هناك حركات رجعية اعتمدت الشباب, ولذلك فأن عد الشباب جيل الثورة العربية يكون صحيحاً حينما تقترن مؤهلاتهم الطبيعية وحيويتهم واندفاعهم بالفكر الثوري الصحيح وبالمبادئ السليمة.
وفي العام 1944 م في مقالة تحت عنوان (الجيل العربي الجديد) قال المؤسس ((لا يفهم من الجيل الجديد انه جيل الشباب, اذ ليس الشباب فكرة بل هوشرط مناسب لنموها وقد يكون من الشباب من هم اشد من الشيوخ عداوة ومناقضة للجيل الجديد, لذلك لن تتحقق الفكرة العربية الجديدة الا في نوع معين من الشباب((..
اذن سن الشباب لوحده غير كافٍ ليجعل منهم ممثلين للجيل العربي الجديد مالم يقترن ذلك بشرط اساسي لا غنى عنه لحركة البعث حدده القائد المؤسس بشرط الوعي والثقافة.
والوعي هنا عند الشباب هو وعي المكانة التاريخية والدور التاريخي لهم في الحركة الثورية, هذا الوعي الذي يجب ان يقترن بالعمل النضالي الثوري المنظم كي يجعل من الشباب أقوى عطاءً واعمق اثراً في حياة أ لامة, والثقافة هنا ليست الثقافة المجردة وإنما الثقافة الثورية التي وصفها المؤسس في عام 1956 م ((نوع من أنواع النضال, النضال مع النفس, النضال مع الفكر لكي يتعب في تحصيل المعرفة )) ؛ خاصة وان طريق البعث ليس طريقا مفروشا بالرياحين واليسر وإنما هو طريق نضال ومشقة كي يتحقق مشروعه النهضوي أ لنه يصطدم بتحديات ومعوقات هذا المشروع كالاستعمار والصهيونية والقوى ألاجنبية الطامعة بالأمة والتجزئة و ألاستغلال و ألاستلاب وبأمراض الطائفية والعشائرية والتخلف الشمولي.
وفي هذا المجال تحدث القائد المؤسس في مقالته تحت عنوان ( ألايمان( عام 1943 م )) أن طريقنا طويل وسوف يمر عليها أفراد وأجيال, لذلك يجب ان يعرف السائرون على هذا الطريق كلمة السر التي تبقي على صحة الطريق واستقامته وامانته وان ينقلها كل فرد لاخر, وكل جيل لاخر.. الروح العفوية التي تغذيها التجارب ويصقلها الفكر والبحث((..
اذن صنع المستقبل لابد ان يعتمد على الجيل العربي الجديد وفي طليعته سن الشباب, كذلك قال الرفيق الشهيد صدام حسين:
))نكسب الشباب لنضمن المستقبل)) ولهذا لابد ان يكون بناء الشباب بناءً صحيحاً كي يؤدوا هذا الدور التاريخي حينما يكون تفكيرهم بالاساس منظماً وواعياً وجمعياً وثورياُ, بعد ان يتخلصوا من امراض مجتمعهم ويؤمنوا بانفسهم بوصفهم الجيل العربي الجديد المؤمن بامته الخالدة وبقدرتها على ان تغلب انحطاطها, ولذلك قال القائد الشهيد ان الشباب هم خيرة الامة في صنع مشروعها النهضوي حينما يتم بناؤهم الجسدي والمعنوي بناءً صحيحاً وسليماً والمقترن بتسلحهم بالثقافة الثورية.
اذن السلوك الشبابي الجمعي الصحيح كي يجسد الجيل العربي الجديد فلابد ان يستند الى الرابطة القومية بوصفها الرابطة الوحيدة في دولة البعث, وهذا ما جاء في المادة ( 15 ) من دستور الحزب التي نصت على ان ((الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية التي تكفل الانسجام بين المواطنين وانصهارهم في بوتقة واحدة, وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والاقليمية((..
وعلى وفق هذا فان الشباب الذي يؤمن بفكرة البعث عليه اولاً ان يرفض نهائياً كل الافكار المناقضة والمخالفة للفكرة القومية, اي انه عرف واقتنع بان العربي الثوري لا يمكن ان يكون شيوعياً اممياً ولايمكن ان يكون قطرياً خالصاً ولايمكن ان يكون طائفياً, ولا يمكن ان يكون قومياً متعصباً.
ان طبيعة التحديات التي تواجه الامة العربية ومشروعها القومي الحضاري النهضوي تتطلب كما قال الرفيق الشهيد صدام حسين ان لا يحسب الشباب على وفق السن وانما على وفق الوعي والارادة والدور التاريخي, لان المجتمع السليم هو القادر على ان يمد في عمر الشباب كي يكون ممثلاً حقيقياً للجيل العربي الثوري الجديد, الذي هو جيل الثورة العربية القادر والمؤهل لتحقيق فكرة البعث وتحقيق المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد
مواضيع مماثلة
» الوحدة العربية وإشكالية الديمقراطية - رؤية بعثية متجدّدة
» قراءات ورؤى بعثية من وحي الانتفاضات الشعبية
» التحزب في الإسلام أو تسييس الدين رؤية تاريخية نقدية
» الشباب جيل الثورة العربية
» خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب
» قراءات ورؤى بعثية من وحي الانتفاضات الشعبية
» التحزب في الإسلام أو تسييس الدين رؤية تاريخية نقدية
» الشباب جيل الثورة العربية
» خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مكتبة الحزب والجبهة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى