ردا على تصريحات خالد مشعل :: فصائل منظمة التحرير (لأمد): نرفض البديل عن المنظمة ونعتبر الدعوة زيادة في الإنقسام الداخلي

ردا على تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
، الذي يتجول في هذه الأيام شاكرا من سماهم الذين وقفوا معه في حرب
اسرائيل على غزة ، فبعد دمشق التي إلتقى بها الرئيس بشار الأسد معبرا له
عن شكره ودوره في 'نصر' غزة والذي اعتبره 'شريكا' في هذا النصر ، سافر
مشعل الى الدوحة العاصمة القطرية والتقى بأميرها حمد بن خليفة آل ثاني ،
وتوجه بعدها الى شيرتون الدوحة أحد افخم الفنادق بالعاصمة القطرية ، كي
يحيي سهرة خاصة حول 'انتصار غزة ' وفي كلمته كشف مشعل عن نية من سماهم
بفصائل 'المقاومة' العكوف حاليا على ايجاد مرجعية داخلية وخارجية للشعب
الفلسطيني والتي ستكون بديلا لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب
الفلسطيني والمعترف بها دوليا وإقليميا وعربيا وهي عضو في الكثير من
المحافل الدولية والاسلامية والعربية ، رجع الى بعض فصائل منظمة
التحرير وحصل على موقفهم من دعوة مشعل هذه:

الأمين العام لجبهة التحرير العربية ركاد سالم أكد أن هذه
الدعوة محاولة من محاولات قديمة فشلت لإيجاد بديل عن منظمة التحرير
الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتي تستمد قرارها من
مصلحة الشعب الفلسطيني واي بديل سيفشل بمواجهة شعبنا لها ، لأن شعبنا يدرك
تماما أن بديل منظمة التحرير سيعني أن قرار فلسطين سيكون في يد جهات
إقليمية بعيدة عنه ، والمنظمة ستبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا حتى
اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، واما محاولات
ايران الصفوية والتي تمررها عبر حلفائها الفلسطينيين لن يكون لها نصيب
النجاح ، ونستغرب من مشعل هذه الدعوة في هذا الوقت الحرج بالذات ، فبدل أن
تكون الدماء الغزيرة والطاهرة التي تنزف في قطاع غزة اداة وحدة وتلاحم ،
قلبها الى وسيلة لزيادة الانقسام وترسيخ الفرقة وتمزيق الصف الوطني.
ولكننا نؤكد في الجبهة ولشعبنا أننا لن نرضخ لهذه المحاولة الرخيصة ،
وسنتشبث بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد لشعبنا '.

من جانبه نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح قال
معقبا على تصريحات مشعل :'اصدرنا اليوم بيانا ردا على دعوة خالد مشعل
وبينا فيه موقف الجبهة من هذه الدعوة والتي نعتبرها ترسيخا للانقسام
القائم وتوسيعه في وقت يواجه به شعبنا الحرب واثارها المدمرة ، ونحن في
الجبهة الشعبية نتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا
، اعترف بها العالم ودفعنا مقابل هذا الاعتراف الكثير من التضحيات
والشهداء في درب نضالي طويل ، لايمكن لأي كان أن ينكره او يتجاوزه ، كما
أننا في الجبهة نرفض أن يستحوذ فصيل بعينه او تيار ما بالقضية الفلسطينية
وحده مهما كان ثقله ووزنه ، ومن غير المعقول أن تخرج هذه الدعوة في هذا
الوقت لتستثمر دماء شعبنا في قطاع غزة بعد صموده الاسطوري ، وهذه الدعوة
لا تناسب بالمطلق تضحيات شعبنا في القطاع والتي كانت من المعقول والمبدئي
أن تكون عامل توحيد ومصالحة ، لا بدائل وزيادة انقسام' .

واضاف ملوح :' لا اعرف النوايا من وراء دعوة مشعل هذه ، هل هي ورقة ضغط على
طاولة الحوار الوطني في القاهرة ، رغم أن حركة حماس مشاركة بالحوارات ، ام
انها دعوة جادة لإيجاد بديل عن منظمة التحرير ، على أي حال هذه ليست المرة
الأولى التي يقوم البعض للاسف بمحاولات ايجاد بديل عن منظمة التحرير وكلها
فشلت بفضل صمود شعبنا وتمسكه بها كممثل شرعي ووحيد '.

اما الدكتور رمزي رباح عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية اعتبر دعوة
خالد مشعل في غير مكانها وهي دعوة مستغربة في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا
في قطاع غزة حرب مدمرة ، لم ترحم الاطفال والنساء والشيوخ ، وتعتبرها
الجبهة الديمقراطية دعوة لزيادة الإنقسام وشرذمة الصف الوطني ، كا أنها
دعوة مستغربة في وقت جميع فصائل العمل الوطني في القاهرة ترتب لحوارات
جادة ، وساعية الى انهاء الانقسام ، وانجاح المصالحة الوطنية ، رغم أن وفد
الجبهة قد التقى بوفد حركة حماس وحركة فتح ، ووجد الرغبة الجادة لإنهاء
الانقسام الوطني وتوحيد الصف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا ،
وتعتبر الجبهة الديمقراطية ، منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي
والوحيد للشعب الفلسطيني ، ولن يكون عنها بديل 'فهناك مسيرة نضال طويلة
خضناها حتى انتزعنا اعتراف العالم كله بالمنظمة كممثل شرعي لشعبنا ،
ونعتبر دهوة مشعل ذات طابع انشقاقي وانقسامي لن نسمح به ولن يمر على
شعبنا'.

يذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية ، منظمة سياسية شبه عسكرية ، معترف بها في
الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل
وخارج فلسطين. تأسست عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول
في القدس نتيجة لقرار الجامعة العربية في إجتماعها الأول بالقاهرة عام
1964 لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية وهي تضم معظم الفصائل
والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها. ويعتبر رئيس اللجنة التنفيذية فيها،
رئيسا لفلسطين و الشعب الفلسطيني في الأراضي التي تسيطر عليها السلطة
الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة بالاضافة إلى فلسطينيي الشتات.

كان الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة ، هو تحرير فلسطين عبر النضال المسلح .
إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود
فلسطين الإنتدابية ، حيث كان ذلك في عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس
الوطني الفلسطيني ، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها ، حيث شكلت
ما يعرف بجبهة الرفض.

في عام 1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين في فلسطين التاريخية ،
والعيش جنبا لجنب مع إسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال
الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة
لهم .

في عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات
بالإعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي
آنذاك إسحق رابين ، في المقابل إعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعي
وحيد للشعب الفلسطيني . نتج عن ذلك تأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة
الغربية وقطاع غزة ، والتي تُعتبر من نتائج إتفاق أوسلو بين المنظمة
وإسرائيل.(مراجع)

ويرى عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق ابو الوليد أن دعوة
ايجاد مراجع داخلية وخارجية للشعب الفلسطينية في هذا الوقت بالذات كبديل
لمنظمة التحرير الفلسطينية أمر مستهجن ، ولا تأويل له غير اعطاء قرار
فلسطين لإيران وقوى اقليمية وعربية إخرى ، بعد سفك الدم الفلسطيني في قطاع
غزة ، والتدمير الهائل الذي احدثته الآلة الاسرائيلية الغاشمة ، فبدل من
فهم الدرس وتوحيد الصف وتعزيز موقف منظمة التحرير الفلسطينية وتقويتها
بدخول حركتي الجهاد الاسلامي وحماس الى مؤسساتها ، لتوحيد الصف الوطني ،
تخرج مثل هذه الدعوات الناشذة ، ولا نرى لها أي حظ من النجاح بأذن الله
بوعي شعبنا ونضاله الطويل .

اما حركة فتح وعلى لسان ناطقها الرسمي أحمد عبد الرحمن اصدرت بيانا تعقيبا على
تصريحات خالد مشعل جاء فيه :' ان المحاولات المشبوهة التي يبشر بها خالد
مشعل لتعميق الانقسام الفلسطيني والعربي بدل العمل المخلص لاستعادة الوحدة
الوطنية وتعزيز التضامن العربي، انما تكشف عن جهله المطبق بصلابة وحدة
الشعب الفلسطيني، والتفافه الراسخ حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل
الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وان هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح وستبوء بالفشل لان الشعب الفلسطيني قد
أسقط منذ زمن بعيد، الوصاية والتبعية والاحتواء والمتاجرة بالقضية الوطنية
من قبل بعض القوى العربية والإقليمية، ولن تكون قضيتنا الوطنية وكفاحنا
الوطني ومقاومتنا ضد الاحتلال الإسرائيلي ورقة مساومة رخيصة في يد هذا
النظام أو ذاك، وقرارنا الوطني ينبع من قلب وطننا فلسطين ويجسد المصلحة
العليا لشعبنا في إنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة دولة فلسطين المستقلة
وعاصمتها القدس الشريف. وندعو الذين يتآمرون في هذه العاصمة أو تلك لسرقة
قرارنا الوطني الى أن يشمروا عن سواعدهم ويقاوموا لتحرير أرضهم المحتلة،
بدل هذا التدخل الرخيص في الشأن الوطني الفلسطيني وتشجيع بعض ضعاف النفوس
على رفض الوحدة والحوار.

فالوحدة الوطنية هي مصدر قوة شعبنا ومصدر صلابته وإيمانه الراسخ بحتمية هزيمة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي طال الزمن او قصر.

إننا ندعو إلى الوحدة والى الحوار الصادق والمخلص لإنهاء الانقسام في الساحة
الفلسطينية وندعو كذلك جميع القوى العربية والإقليمية إلى عدم التدخل في
شؤوننا الداخلية، فقرارنا الوطني المستقل لن نقبل أي مساس به، ومنظمة
التحرير الفلسطينية كانت وستبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، واليوم كما
بالأمس، فان مصير كل محاولات التدخل والوصاية هو الفشل والفشل الذريع
فشعبنا بوحدته الصلبة لا يقبل القسمة'.

و استغرب بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني تصريحات خالد مشعل حول
تشكيل منظمة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، واعتبر ذلك تصعيدا
واندفاعا من قبل مشعل، لا يتناسب مع الواقع الفلسطيني الراهن، بما في ذلك
الواقع المأساوي في قطاع غزة .

وطالب الصالحي خالد مشعل بالذهاب الفوري من اجل حوار وطني حقيقي شامل،
ينهي حالة الانقسام، ويقود الى توحيد الجهد الفلسطيني، وتغليب المصلحة
الوطنية فوق أية اعتبارات.

وقال ان تغليب الموقف التقليدي المسبق لحركة الاخوان المسلمين ضد منظمة
التحرير منذ نشأتها سابقا يغلب الآن على موقف حماس من الازمة الداخلية .