وثائق سرية أميركية: صدام كان مشغولا بأحوال العراقيين أثناء اعتقاله
صفحة 1 من اصل 1
وثائق سرية أميركية: صدام كان مشغولا بأحوال العراقيين أثناء اعتقاله
الرئيس العراقي صدام حسين لحظة اعدامه
يكشف الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي أعدم في اول ايام عيد الاضحى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2006، في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي أول من أمس خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم وحتى اعتقاله وظروفه في السجن.
وتبين الوثائق التي تنشرها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ان صدام استفسر عن احوال العراق في غيابه في السجن وانه هاجم الرئيس المصري الراحل انور السادات في احدى جلسات التحقيق واثنى على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. والوثائق التي كشف مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي (اف بي آي) النقاب عنها هي عبارة عن محاضر 20 استجوابا رسميا وخمسة محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من "اف بي آي"، للرئيس السابق ما بين 7 فبراير (شباط) و28 يونيو (حزيران) 2004.
ويغطي صدام في أجوبته على أسئلة المحقق وصوله للسلطة والحرب مع إيران وغزو الكويت وأسلحة الدمار الشامل والمزاعم عن علاقته بـ"القاعدة". ويقول صدام إنه حرص على تعزيز الانطباع بأن لديه أسلحة دمار شامل ليردع إيران.
يسأل عن احوال العراق
وخلال حديث غير رسمي بين صدام حسين وأحد الضباط الأميركيين واسمه جورج ل بيرو سأل صدام عن الأوضاع في العراق خلال وقت اعتقاله وبعد الغزو الأميركي. فروى الضابط الأميركي الأشياء التي تحققت في العراق ومن بينها توقيع الدستور الجديد والاستعدادات لتسليم السيادة للعراقيين. وخلال الحديث تساءل صدام حول فاعلية "مجلس الحكم"، وكان من رأيه أن أعضاء مجلس الحكم يمكن أن يتفقوا في ما بينهم ليتخذوا القرارات.
كما أخبر الضابط الأميركي صدام حول الانتخابات في العراق، قائلا لصدام حسين إنها تشكل فرصة أمام العراقيين لانتخاب رئيس جديد. فرد صدام مشككا، وقال إن الشعب العراقي لن يقبل انتخاب زعيم جديد تحت الاحتلال، راجعا إلى التاريخ مستشهدا بحالة الملك فيصل الذي جاء إلى الحكم تحت الاحتلال البريطاني ولم يستمر، فرد عليه الضابط الأميركي: إن استفتاء أجرى في العراق، أشار إلى أن غالبية العراقيين يريدون أن يسيطروا على الحكومة، غير أنهم في الوقت ذاته يريدون للقوات الأميركية أن تبقى في العراق.
وعند الحديث عن مكيف الهواء الذي كان يعاد تصليحه في زنزانة صدام حسين في ذلك الوقت قال صدام حسين انه معتاد على الحياة البسيطة، وشخصيا لا يحب البذخ في الحياة. وهنا سئل صدام عن عدد القصور التي كان يمتلكها والفخامة غير العادية لهذه القصور، فرد صدام قائلا: هذه القصور ملك الشعب العراقي وليست ملك شخص واحد. وقال انه في عام 1968 كانت غالبية البيوت العراقية بدائية ومصنوعة من الطين. وانه في البلاد الغربية تطور فن العمارة عبر بناء القصور، وان المعماريين العراقيين طورا تصاميمهم وفن العمارة عبر بناء القصور في العراق، وهذا انعكس بدوره على عمارة البيوت العادية في العراق.
كما قال صدام حسين انه بسبب التهديدات الأميركية والإسرائيلية، خصوصا خلال السنوات العشر الماضية، فإنه يكون من الخطر على المسؤولين وقادة البلاد أن يعقدوا اجتماعاتهم في قصرين مثلا وان بناء عدد كبير من القصور كان حاجة أمنية، فمع وجود عشرين قصرا يكون من الصعب جدا تحديد أين توجد القيادة العراقية. وانه طالما أن هذه القصور ملك للشعب، فإن صدام لا يعيش في أي منها. قال صدام خلال الحديث انه يحب الحياة في بيت بسيط، وانه يأكل ما يقدم له، ولم تكن لديه مطالب كثيرة. وقال صدام انه لدى واشنطن انطباع خاطئ انه يحب الحياة المترفة والبذخ. وانه بسبب حبه للحياة البسيطة لم تتمكن أميركا من اعتقاله لفترة طويلة، موضحا أن اعتقاله جاء بسبب خيانة فردية. وقال صدام خلال الحديث أيضا إن جدول أعماله اليومي كان طويلا، غير انه كان دائما ما يجد وقتا لقراءة القصص والروايات التي يستمتع بها كثيرا.
ويوضح صدام أن يومه كان يتضمن لقاءات مع مسؤولين في حزب البعث، كما قال انه كان يلتقي مع أفراد من الشعب العراقي يوميا قائلا انه كان يجدهم أفضل مصدر للمعلومات الدقيقة. وعندما سئل كيف يمكن أن يكون العراقيون الذين كان يلتقي بهم يقولون الحقيقة في ضوء أن الكثيرين منهم يكونون في حالة خوف، قال صدام: إن هذا قد يكون الحال مع البعض لكنه تربطه علاقة طويلة مع الشعب العراقي، وان الشعب كان يعرف انه يريد الحقيقة. ثم سرد صدام حسين مثالا وهو أن عراقيا قال له إن أخ صدام غير الشقيق إبراهيم حسن المجيد كان يسير في سيارته ثم أطلق النار على إشارة مرور في الشارع.
فرفع صدام حسين التلفون وسأل شقيقه عن صحة الرواية، فاعترف المجيد أن هذا فعلا حدث. فقال له صدام أن يجمع أغراضه. ثم عرف المجيد من الإذاعة العراقية الرسمية انه قد تم طرده. وقال صدام خلال الحديث انه كان يحاسب أسرته أكثر من الآخرين. كما قال صدام انه كان مهتما بمحاولة فهم الثقافة الأميركية، وان حاول ذلك عن طريق مشاهدة الأفلام الأميركية، وطبقا لصدام فقد شاهد عددا هائلا من الأفلام الأميركية، ومن خلالها كون رأيه عن الثقافة الأميركية.
هاجم السادات
وحسب الوثائق التي وفرتها المباحث الأميركية للتحقيقات مع صدام، فإنه قال للمحققين حول جمال عبد الناصر، إنه في عام 1967 عندما خسر الحرب، كان لا يزال صدام، يكن احتراما للرئيس المصري آنذاك، ففي رأيه، ناصر "يمكنه أن يمثل العرب أمام العالم" بينما الآخرون "ضعفاء". في ذلك الوقت، ناصر كان القائد الوحيد الذي يتمتع بعلاقة قريبة من "الجماهير العربية". وعلى الرغم من خسارة الحرب، فإن ناصر لم يخسر احترام الشعب. ولكن آمال الناس كانت أعظم من النتائج التي كان بإمكان ناصر أن يحققها. خسارة الحرب، بينت حدود إمكانيات ناصر والجيش المصري.
وأشار صدام حسين إلى أن الحرب سلطت الأضواء أيضا على القضايا الداخلية في القيادة المصرية. عبد الحكيم عامر، قائد الجيش المصري، لم يسمح بـ"تدخل" ناصر في القضايا العسكرية، "على الرغم من أن ناصر كان رئيس البلاد". عندما استقال ناصر في وقت لاحق، ملايين المصريين تظاهروا لأجله لكي يكمل مهامه كرئيس للجمهورية. ورأى (صدام) حسين أن ناصر يبدو أنه اعتمد "على السياسات الدولية أكثر منها على تحضير جيشه وشعبه" قبل الحرب. رأي صدام في الحرب العربية ـ الإسرائيلية في عام 1973، أن الرئيس المصري أنور السادات الذي كان نائب الرئيس أيام ناصر، "لم يتمكن من إعادة الأمل للعرب". وبدا السادات ليست لديه قضية محددة ولا هدف معين، ولم يكن بإمكانه أن يفعل شيئا في ما خص 1948 و"اغتصاب فلسطين". ولأن السادات لم يكن "رجل قضية"، فلم يستطع أن "يوقد حماسة" الجيش المصري.
وقال (صدام) حسين: "سأناقش كل شيء إلا إذا كان يجرح شعبي، أصدقائي، والجيش". وأعطى تفاصيل حول حادث عام 1964 المتعلق بأحمد حسن البكر، الأمين العام لحزب البعث. بكر وحسين، الذي كان حينها قائد الجناح العسكري في حزب البعث، ألقي القبض عليهما بسبب تخطيطهما لانقلاب ضد الرئيس العراقي آنذاك عارف. واعترف (صدام) حسين بكامل مسؤوليته في التخطيط للانقلاب إلا أنه لم يسم أي شخص آخر متورط.
ويعتقد صدام ان السادات فقد شرفه بسبب اتفاقه مع إسرائيل، وإضافة إلى ذلك، ساء وضع الاقتصاد المصري بشكل كبير في ظل قيادته. وفي المقابل، ازدهر الاقتصاد المصري في عهد ناصر، وفتحت الأسواق المصرية على كل العالم العربي. أما بالنسبة لفشل الجيش السوري لـ"الترحيب علانية" بالقوات العراقية في عام 1973، قال حسين: "لا أحد أكرم من العراقيين". وسئل حسين عن تصريحاته حول فشل ـ رفض الجيش السوري تزويد القوات العراقية بخرائط وأدوات اتصالات وأمور أخرى ضرورية للقتال جنبا إلى جنب. ورد قائلا: "الفاشل لا يعرف أين هو رأسه وقدميه. كان الوضع صعبا". وأضاف: "لعله لم يكن بحوزة السوريين خرائط".
وقال (صدام) حسين: "دعني أسأل سؤالا مباشرا. أريد أن أسأل أين، منذ بداية هذه المقابلة حتى الآن، تذهب المعلومات؟ لكي تبقى علاقتنا واضحة، أريد أن أعرف". فرد أحد الأشخاص الذي يجري المقابلة بالقول، إنه ممثل الحكومة الأميركية، وأن تقارير المقابلة بلا شك يراجعها مسؤولون في الحكومة، وربما يكون الرئيس الأميركي من بينهم. فرد حسين قائلا، إنه ليس لديه تحفظات إذا كان آخرون يريدون الانضمام إلى "العملية" وأنه "لا يمانع" إذا تم نشر المعلومات
وعندما سئل إذا ما لجأ يوما إلى استعمال أشباه له، كما نوقش في الكثير من الكتب والمنشورات الأخرى، ضحك وقال: "هذا فيلم سحري، وليس حقيقة". وقال إنه من الصعب جدا أن يتقمص أحد شخصية شخص آخر.
وعندما سئل إذا ما كان آخرون في الحكومة العراقية، من بينهم ابنه عدي، لجأوا لاستعمال أشباه لهم، كما نشر في كتاب لرجل عراقي، نفى حسين أي معلومات لديه حول هذه التقارير.
المصدر : الحقيقة الدولية – الشرق الاوسط
يكشف الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي أعدم في اول ايام عيد الاضحى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2006، في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي أول من أمس خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم وحتى اعتقاله وظروفه في السجن.
وتبين الوثائق التي تنشرها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ان صدام استفسر عن احوال العراق في غيابه في السجن وانه هاجم الرئيس المصري الراحل انور السادات في احدى جلسات التحقيق واثنى على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. والوثائق التي كشف مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي (اف بي آي) النقاب عنها هي عبارة عن محاضر 20 استجوابا رسميا وخمسة محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من "اف بي آي"، للرئيس السابق ما بين 7 فبراير (شباط) و28 يونيو (حزيران) 2004.
ويغطي صدام في أجوبته على أسئلة المحقق وصوله للسلطة والحرب مع إيران وغزو الكويت وأسلحة الدمار الشامل والمزاعم عن علاقته بـ"القاعدة". ويقول صدام إنه حرص على تعزيز الانطباع بأن لديه أسلحة دمار شامل ليردع إيران.
يسأل عن احوال العراق
وخلال حديث غير رسمي بين صدام حسين وأحد الضباط الأميركيين واسمه جورج ل بيرو سأل صدام عن الأوضاع في العراق خلال وقت اعتقاله وبعد الغزو الأميركي. فروى الضابط الأميركي الأشياء التي تحققت في العراق ومن بينها توقيع الدستور الجديد والاستعدادات لتسليم السيادة للعراقيين. وخلال الحديث تساءل صدام حول فاعلية "مجلس الحكم"، وكان من رأيه أن أعضاء مجلس الحكم يمكن أن يتفقوا في ما بينهم ليتخذوا القرارات.
كما أخبر الضابط الأميركي صدام حول الانتخابات في العراق، قائلا لصدام حسين إنها تشكل فرصة أمام العراقيين لانتخاب رئيس جديد. فرد صدام مشككا، وقال إن الشعب العراقي لن يقبل انتخاب زعيم جديد تحت الاحتلال، راجعا إلى التاريخ مستشهدا بحالة الملك فيصل الذي جاء إلى الحكم تحت الاحتلال البريطاني ولم يستمر، فرد عليه الضابط الأميركي: إن استفتاء أجرى في العراق، أشار إلى أن غالبية العراقيين يريدون أن يسيطروا على الحكومة، غير أنهم في الوقت ذاته يريدون للقوات الأميركية أن تبقى في العراق.
وعند الحديث عن مكيف الهواء الذي كان يعاد تصليحه في زنزانة صدام حسين في ذلك الوقت قال صدام حسين انه معتاد على الحياة البسيطة، وشخصيا لا يحب البذخ في الحياة. وهنا سئل صدام عن عدد القصور التي كان يمتلكها والفخامة غير العادية لهذه القصور، فرد صدام قائلا: هذه القصور ملك الشعب العراقي وليست ملك شخص واحد. وقال انه في عام 1968 كانت غالبية البيوت العراقية بدائية ومصنوعة من الطين. وانه في البلاد الغربية تطور فن العمارة عبر بناء القصور، وان المعماريين العراقيين طورا تصاميمهم وفن العمارة عبر بناء القصور في العراق، وهذا انعكس بدوره على عمارة البيوت العادية في العراق.
كما قال صدام حسين انه بسبب التهديدات الأميركية والإسرائيلية، خصوصا خلال السنوات العشر الماضية، فإنه يكون من الخطر على المسؤولين وقادة البلاد أن يعقدوا اجتماعاتهم في قصرين مثلا وان بناء عدد كبير من القصور كان حاجة أمنية، فمع وجود عشرين قصرا يكون من الصعب جدا تحديد أين توجد القيادة العراقية. وانه طالما أن هذه القصور ملك للشعب، فإن صدام لا يعيش في أي منها. قال صدام خلال الحديث انه يحب الحياة في بيت بسيط، وانه يأكل ما يقدم له، ولم تكن لديه مطالب كثيرة. وقال صدام انه لدى واشنطن انطباع خاطئ انه يحب الحياة المترفة والبذخ. وانه بسبب حبه للحياة البسيطة لم تتمكن أميركا من اعتقاله لفترة طويلة، موضحا أن اعتقاله جاء بسبب خيانة فردية. وقال صدام خلال الحديث أيضا إن جدول أعماله اليومي كان طويلا، غير انه كان دائما ما يجد وقتا لقراءة القصص والروايات التي يستمتع بها كثيرا.
ويوضح صدام أن يومه كان يتضمن لقاءات مع مسؤولين في حزب البعث، كما قال انه كان يلتقي مع أفراد من الشعب العراقي يوميا قائلا انه كان يجدهم أفضل مصدر للمعلومات الدقيقة. وعندما سئل كيف يمكن أن يكون العراقيون الذين كان يلتقي بهم يقولون الحقيقة في ضوء أن الكثيرين منهم يكونون في حالة خوف، قال صدام: إن هذا قد يكون الحال مع البعض لكنه تربطه علاقة طويلة مع الشعب العراقي، وان الشعب كان يعرف انه يريد الحقيقة. ثم سرد صدام حسين مثالا وهو أن عراقيا قال له إن أخ صدام غير الشقيق إبراهيم حسن المجيد كان يسير في سيارته ثم أطلق النار على إشارة مرور في الشارع.
فرفع صدام حسين التلفون وسأل شقيقه عن صحة الرواية، فاعترف المجيد أن هذا فعلا حدث. فقال له صدام أن يجمع أغراضه. ثم عرف المجيد من الإذاعة العراقية الرسمية انه قد تم طرده. وقال صدام خلال الحديث انه كان يحاسب أسرته أكثر من الآخرين. كما قال صدام انه كان مهتما بمحاولة فهم الثقافة الأميركية، وان حاول ذلك عن طريق مشاهدة الأفلام الأميركية، وطبقا لصدام فقد شاهد عددا هائلا من الأفلام الأميركية، ومن خلالها كون رأيه عن الثقافة الأميركية.
هاجم السادات
وحسب الوثائق التي وفرتها المباحث الأميركية للتحقيقات مع صدام، فإنه قال للمحققين حول جمال عبد الناصر، إنه في عام 1967 عندما خسر الحرب، كان لا يزال صدام، يكن احتراما للرئيس المصري آنذاك، ففي رأيه، ناصر "يمكنه أن يمثل العرب أمام العالم" بينما الآخرون "ضعفاء". في ذلك الوقت، ناصر كان القائد الوحيد الذي يتمتع بعلاقة قريبة من "الجماهير العربية". وعلى الرغم من خسارة الحرب، فإن ناصر لم يخسر احترام الشعب. ولكن آمال الناس كانت أعظم من النتائج التي كان بإمكان ناصر أن يحققها. خسارة الحرب، بينت حدود إمكانيات ناصر والجيش المصري.
وأشار صدام حسين إلى أن الحرب سلطت الأضواء أيضا على القضايا الداخلية في القيادة المصرية. عبد الحكيم عامر، قائد الجيش المصري، لم يسمح بـ"تدخل" ناصر في القضايا العسكرية، "على الرغم من أن ناصر كان رئيس البلاد". عندما استقال ناصر في وقت لاحق، ملايين المصريين تظاهروا لأجله لكي يكمل مهامه كرئيس للجمهورية. ورأى (صدام) حسين أن ناصر يبدو أنه اعتمد "على السياسات الدولية أكثر منها على تحضير جيشه وشعبه" قبل الحرب. رأي صدام في الحرب العربية ـ الإسرائيلية في عام 1973، أن الرئيس المصري أنور السادات الذي كان نائب الرئيس أيام ناصر، "لم يتمكن من إعادة الأمل للعرب". وبدا السادات ليست لديه قضية محددة ولا هدف معين، ولم يكن بإمكانه أن يفعل شيئا في ما خص 1948 و"اغتصاب فلسطين". ولأن السادات لم يكن "رجل قضية"، فلم يستطع أن "يوقد حماسة" الجيش المصري.
وقال (صدام) حسين: "سأناقش كل شيء إلا إذا كان يجرح شعبي، أصدقائي، والجيش". وأعطى تفاصيل حول حادث عام 1964 المتعلق بأحمد حسن البكر، الأمين العام لحزب البعث. بكر وحسين، الذي كان حينها قائد الجناح العسكري في حزب البعث، ألقي القبض عليهما بسبب تخطيطهما لانقلاب ضد الرئيس العراقي آنذاك عارف. واعترف (صدام) حسين بكامل مسؤوليته في التخطيط للانقلاب إلا أنه لم يسم أي شخص آخر متورط.
ويعتقد صدام ان السادات فقد شرفه بسبب اتفاقه مع إسرائيل، وإضافة إلى ذلك، ساء وضع الاقتصاد المصري بشكل كبير في ظل قيادته. وفي المقابل، ازدهر الاقتصاد المصري في عهد ناصر، وفتحت الأسواق المصرية على كل العالم العربي. أما بالنسبة لفشل الجيش السوري لـ"الترحيب علانية" بالقوات العراقية في عام 1973، قال حسين: "لا أحد أكرم من العراقيين". وسئل حسين عن تصريحاته حول فشل ـ رفض الجيش السوري تزويد القوات العراقية بخرائط وأدوات اتصالات وأمور أخرى ضرورية للقتال جنبا إلى جنب. ورد قائلا: "الفاشل لا يعرف أين هو رأسه وقدميه. كان الوضع صعبا". وأضاف: "لعله لم يكن بحوزة السوريين خرائط".
وقال (صدام) حسين: "دعني أسأل سؤالا مباشرا. أريد أن أسأل أين، منذ بداية هذه المقابلة حتى الآن، تذهب المعلومات؟ لكي تبقى علاقتنا واضحة، أريد أن أعرف". فرد أحد الأشخاص الذي يجري المقابلة بالقول، إنه ممثل الحكومة الأميركية، وأن تقارير المقابلة بلا شك يراجعها مسؤولون في الحكومة، وربما يكون الرئيس الأميركي من بينهم. فرد حسين قائلا، إنه ليس لديه تحفظات إذا كان آخرون يريدون الانضمام إلى "العملية" وأنه "لا يمانع" إذا تم نشر المعلومات
وعندما سئل إذا ما لجأ يوما إلى استعمال أشباه له، كما نوقش في الكثير من الكتب والمنشورات الأخرى، ضحك وقال: "هذا فيلم سحري، وليس حقيقة". وقال إنه من الصعب جدا أن يتقمص أحد شخصية شخص آخر.
وعندما سئل إذا ما كان آخرون في الحكومة العراقية، من بينهم ابنه عدي، لجأوا لاستعمال أشباه لهم، كما نشر في كتاب لرجل عراقي، نفى حسين أي معلومات لديه حول هذه التقارير.
المصدر : الحقيقة الدولية – الشرق الاوسط
أبونصيفـ؛- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 18
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
مواضيع مماثلة
» وثائق “ويكيليكس” تزيد رقعة الخلاف بين السياسيين العراقيين
» بمناسبة مرور عدة أعوام على اِغتيال الشهيد صدام حسين، رئيس جمهورية العراق، وقائد نهج المواجهة ضد الغزو والاِحتلال الأجنبي. مقالات كُتبت أثناء العدوان. وبمناسبة إقدام الأمريكيين على تغييبه بأيدي عملاء الفرس. ودلالات مبادرات سنواته الأخيرة حول خيارات المقاوم
» صدام،يبقى،رمزنا،وقائدنا بعد، صدام ، الأمة، العربية، بدون، زعامة(المصورالصحفي بشيرالغزاوي)
» الرئيس صدام حسين زار مدينة صدام( الثورة) يوم سقوط بغداد وكان ينوي حلق ذقنة يوم النصر
» مرافق صدام يروي ملابسات الايام الاولى لاختفائه وما بعدها :صدام قاد المقاومة 40 يوما في بغداد بعد سقوطها
» بمناسبة مرور عدة أعوام على اِغتيال الشهيد صدام حسين، رئيس جمهورية العراق، وقائد نهج المواجهة ضد الغزو والاِحتلال الأجنبي. مقالات كُتبت أثناء العدوان. وبمناسبة إقدام الأمريكيين على تغييبه بأيدي عملاء الفرس. ودلالات مبادرات سنواته الأخيرة حول خيارات المقاوم
» صدام،يبقى،رمزنا،وقائدنا بعد، صدام ، الأمة، العربية، بدون، زعامة(المصورالصحفي بشيرالغزاوي)
» الرئيس صدام حسين زار مدينة صدام( الثورة) يوم سقوط بغداد وكان ينوي حلق ذقنة يوم النصر
» مرافق صدام يروي ملابسات الايام الاولى لاختفائه وما بعدها :صدام قاد المقاومة 40 يوما في بغداد بعد سقوطها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى