التقدمية سبيل اتصالنا بما ضينا
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مكتبة الحزب والجبهة
صفحة 1 من اصل 1
التقدمية سبيل اتصالنا بما ضينا
بسم الله الرحمن الرحيم
التقدمية سبيل اتصالنا بما ضينا
*الرفيق القائد المؤسس/أحمد ميشيل عفلق(رحمه الله)
بين الذين يقاومون كل محاولة للتحرير والتقدم في هذه البلاد من لا يستحقون ان يسموا حتى بالرجعيين ، لان الرجعية التراثية والدينية وان تكن في حقيقتها وفي النتائج التي تؤدي اليها خيانة الامة مزدوجة في ماضيها ومستقبلها معاً فهي على كل حال ليست بالخيانه الواعية المقصودة اما الذين يتصدوا لتحرر الامة بدافع النفعية والاستغلال وبتكليف من الدول الاستعمارية فهؤلاء ليسوا الا دجالين من النوع الرخيص ومتامرين مثيرين؛ يستطيع القانون ان يطالهم بسهوله وليس هؤلاء هم موضوع كلامنا بل ذلك العدد غير القليل من ابناء البلاد الذين لم يرتفع تفكيرهم الى مستوى نواياهم الحسنه فهم يسيئون من حيث يقصدون الاحسان الى الامة التي يحبونها ويغارون عليها وهؤلاء وحدهم جديرون بان يوجه اليهم الكلام والاقناع.
ان غاية المخلصين هي في الجمله دوماً واحده فالتقدميون والتراثيون على السواء ينشدون لهذه الامة القوة والرقي والسعادة في ظل مجتمع منتج عادل سليم الاخلاق الا ان الفريقين يختلفان في فهم الوسائل والسبل المودية الى تلك الغاية والنظرة التقدمية العميقة الصحيحة التي تتصف بسلامة التفكير وتجرد النفس عن النفع والهوى؛ باتصال صادق عميق بروح الامة وتراثها وحاجاتها؛ وبالغيرة على بقائها واستمرار اجيالها؛ هذه النظرة التقدمية التي هي حب وايمان؛ وبناء وابداع وجهاد ومسئولية لتخالف بل تناقض كل ما يرمي تحت ستار هذا اللفظ الى التحلل والانحلال والهدم؛ والتقدمية بمعناها الصحيح ليست الا استئنافاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً لسير الامة في تاريخها الحي الصاعد قبل ان ينتابها الجمود والانحطاط.
وما التحرر الذي نطلبة الا تحرر من اثقال القيود والرواسب التي تراكمت على صدر الامة خلال تلك الفترة الطويله التي توقفت فيها عن السير وعن الاتصال بمعين روحها الاصيل . ومما لا شك فيه ان هذه الروح الحرة المبدعة قد هجرتها منذ زمن طويل ؛ وان استردادها لا يكون في زيادة التعلق بما نحن عليه من تأخر؛ بل في بذل جهد كبير خارق نخلق بواسطته شخصيتنا من جديد ؛ وننمي في نفوسنا بذور الحرية والابداع ؛ غير معتمدين الا على ما نملكه حق الملك من قدرة على تفهم الحياه وشروطها ؛ والاستجابة لحاجاتها ؛ حتى نصل بهذا الجهد الحر المستقل الى درجة من قوة الحيوية وصدق الشعور واستقلال الشخصية تقربنا على مستوى روحنا الاصلية وماضينا الحي ؛ وعند ذلك ترجع الصله الضايعة ويتبين لنا ان التقدم الذي كان في ظاهرة تحررا من القديم وابتعادا عنه ؛ لم يكن في الواقع الى سلوك الطريق الطبيعي الوحيد لعودتنا الى ماضينا وذواتنا .
والماضي الذي نحن اليه والذي كان السبب في قوة العرب وحريتهم ونهضتهم تاريخياً ؛ هل كان الا تقدمية صريحة جريئة بالنسبة الى ما سبقه من عقلية واوضاع ؟ لذلك قلنا في اول كلامنا عن الرجعية البريئة القصد ؛ التي تتوهم انها تغار على ذلك الماضي وتحفظ عهده ؛ انها في حقيقتها خيانه له ولمثله واعراضة .
كل ذلك يظهر واضحاً ومعقولاً اذا نحن فهمنا من الماضي انه كان قوة روحيه فحسب ؛ وان عودة اتصالنا بماضينا لا يجوز ان تعني الا بلوغنا ذلك المستوى الروحي الذي هو وحدة كفيل بان يبني لنا الحياة القوية المبدعة الراقية والمجتمع السليم الاوضاع ؛ القويم الاخلاق ؛ وبان يلهمنا استنباط الوسائل والاشكال الملائمة لعصرنا وشرائط مجتمعنا .
7 شباط 1950
التقدمية سبيل اتصالنا بما ضينا
*الرفيق القائد المؤسس/أحمد ميشيل عفلق(رحمه الله)
بين الذين يقاومون كل محاولة للتحرير والتقدم في هذه البلاد من لا يستحقون ان يسموا حتى بالرجعيين ، لان الرجعية التراثية والدينية وان تكن في حقيقتها وفي النتائج التي تؤدي اليها خيانة الامة مزدوجة في ماضيها ومستقبلها معاً فهي على كل حال ليست بالخيانه الواعية المقصودة اما الذين يتصدوا لتحرر الامة بدافع النفعية والاستغلال وبتكليف من الدول الاستعمارية فهؤلاء ليسوا الا دجالين من النوع الرخيص ومتامرين مثيرين؛ يستطيع القانون ان يطالهم بسهوله وليس هؤلاء هم موضوع كلامنا بل ذلك العدد غير القليل من ابناء البلاد الذين لم يرتفع تفكيرهم الى مستوى نواياهم الحسنه فهم يسيئون من حيث يقصدون الاحسان الى الامة التي يحبونها ويغارون عليها وهؤلاء وحدهم جديرون بان يوجه اليهم الكلام والاقناع.
ان غاية المخلصين هي في الجمله دوماً واحده فالتقدميون والتراثيون على السواء ينشدون لهذه الامة القوة والرقي والسعادة في ظل مجتمع منتج عادل سليم الاخلاق الا ان الفريقين يختلفان في فهم الوسائل والسبل المودية الى تلك الغاية والنظرة التقدمية العميقة الصحيحة التي تتصف بسلامة التفكير وتجرد النفس عن النفع والهوى؛ باتصال صادق عميق بروح الامة وتراثها وحاجاتها؛ وبالغيرة على بقائها واستمرار اجيالها؛ هذه النظرة التقدمية التي هي حب وايمان؛ وبناء وابداع وجهاد ومسئولية لتخالف بل تناقض كل ما يرمي تحت ستار هذا اللفظ الى التحلل والانحلال والهدم؛ والتقدمية بمعناها الصحيح ليست الا استئنافاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً لسير الامة في تاريخها الحي الصاعد قبل ان ينتابها الجمود والانحطاط.
وما التحرر الذي نطلبة الا تحرر من اثقال القيود والرواسب التي تراكمت على صدر الامة خلال تلك الفترة الطويله التي توقفت فيها عن السير وعن الاتصال بمعين روحها الاصيل . ومما لا شك فيه ان هذه الروح الحرة المبدعة قد هجرتها منذ زمن طويل ؛ وان استردادها لا يكون في زيادة التعلق بما نحن عليه من تأخر؛ بل في بذل جهد كبير خارق نخلق بواسطته شخصيتنا من جديد ؛ وننمي في نفوسنا بذور الحرية والابداع ؛ غير معتمدين الا على ما نملكه حق الملك من قدرة على تفهم الحياه وشروطها ؛ والاستجابة لحاجاتها ؛ حتى نصل بهذا الجهد الحر المستقل الى درجة من قوة الحيوية وصدق الشعور واستقلال الشخصية تقربنا على مستوى روحنا الاصلية وماضينا الحي ؛ وعند ذلك ترجع الصله الضايعة ويتبين لنا ان التقدم الذي كان في ظاهرة تحررا من القديم وابتعادا عنه ؛ لم يكن في الواقع الى سلوك الطريق الطبيعي الوحيد لعودتنا الى ماضينا وذواتنا .
والماضي الذي نحن اليه والذي كان السبب في قوة العرب وحريتهم ونهضتهم تاريخياً ؛ هل كان الا تقدمية صريحة جريئة بالنسبة الى ما سبقه من عقلية واوضاع ؟ لذلك قلنا في اول كلامنا عن الرجعية البريئة القصد ؛ التي تتوهم انها تغار على ذلك الماضي وتحفظ عهده ؛ انها في حقيقتها خيانه له ولمثله واعراضة .
كل ذلك يظهر واضحاً ومعقولاً اذا نحن فهمنا من الماضي انه كان قوة روحيه فحسب ؛ وان عودة اتصالنا بماضينا لا يجوز ان تعني الا بلوغنا ذلك المستوى الروحي الذي هو وحدة كفيل بان يبني لنا الحياة القوية المبدعة الراقية والمجتمع السليم الاوضاع ؛ القويم الاخلاق ؛ وبان يلهمنا استنباط الوسائل والاشكال الملائمة لعصرنا وشرائط مجتمعنا .
7 شباط 1950
مواضيع مماثلة
» وحدة النضال بين القوى التقدمية والثورية في العالم الثالث
» في سبيل البعث
» في سبيل البعث : مقتطفات من " عصر الوحدة"
» فى سبيل تفاهم أكتر مع من حولك
» في سبيل البعث: مقتطفات من " الإيمان" زيد احمد الربيعي
» في سبيل البعث
» في سبيل البعث : مقتطفات من " عصر الوحدة"
» فى سبيل تفاهم أكتر مع من حولك
» في سبيل البعث: مقتطفات من " الإيمان" زيد احمد الربيعي
ملتقى الفكر القومي :: المنتدى الفكري والثقافي ***(حزب البعث العربي الاشتراكي وجبهة التحرير العربية) :: مكتبة الحزب والجبهة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى