هل هاجم العراق الأكراد بالأسلحة
صفحة 1 من اصل 1
هل هاجم العراق الأكراد بالأسلحة
هل هاجم العراق الأكراد بالأسلحة
الكيميائية في حلبجة عام 1988؟
30/3/2010
د"ابراهيم علوش
أثار وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول مجدداً قضية قتل الأكراد في حلبجة بالأسلحة الكيميائية بينما كان يفتتح "نصباً تذكارياً"
بحضور جلال الطالباني في صيف عام 2003
المنصرم. وما زلنا نسمع ونقرأ من يحمل العراق عرضاً مسؤولية مذبحة حلبجة، وكأن ذلك من البديهيات. ويجيء ذلك عادةً في سياق "بديهية" أخرى هي أن أمريكا سلحت العراق
في الحرب العراقية-الإيرانية الدامية خلال الثمانينات
وتأتي هذه "البديهيات" اليوم، خاصة حلبجة، تعبيراً عن حاجة قوات الاحتلال لذرائع تشرعن
عدوانها على دولة ذات سيادة. بالتحديد أكثر،
تتجلى في مذبحة حلبجة بعض أهم ذرائع الاحتلال مثل: 1) أسلحة الدمار الشامل، و2) الديكتاتورية، و3) المذابح الجماعية. ولذلك، صار لا بد من التدقيق بما جرى هناك اعتماداً
على المصادر الرسمية الأمريكية نفسها.
ويذكر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي
أن استيراد العراق للأسلحة ما بين عامي 1973 و2002 توزع إحصائياً كما يلي: 57% من روسيا والاتحاد السوفياتي السابق، 13% من فرنسا، 12% من الصين، 1% من أمريكا، وأقل من 1% من بريطانيا. فليس دقيقاً التعميم أن أمريكا سلحت العراق في الثمانينات، وليس في سجل العراق شيء مثل
فضيحة "إيران غيت" أو صفقات أسلحة
"إسرائيلية" من السوق السوداء أو غيرها، مع العلم أن مسؤولين أمريكيين شهدوا أمام الكونغرس عام 1982 أن "إسرائيل" نقلت أسلحة أمريكية لإيران وجيش لبنان الجنوبي
دون أن يتبع ذلك تحقيق بالرغم من مخالفته لنص القانون الأمريكي.
من جهة أخرى، يذكر تقرير محدود التوزيع عن حلبجة لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، اقتطفت أجزاءً منه مجلة الفيليج
فويس Village Voice الأمريكية المعروفة في عددها الصادر يوم 1 أيار/مايو 2002 :"معظم الضحايا في حلبجة تسبب بموتهم
محلول السيانوجين كلوريد كما بلغنا، ولكن هذا العامل الكيميائي لم يستخدمه العراق يوماً، بل أن إيران هي التي اهتمت به. أما قتلى غاز الخردل في البلدة فمن المرجح أنهم قضوا
بالأسلحة العراقية، لأن إيران لم يلحظ أبداً أنها استخدمته".
وفي تقرير أخر عن حلبجة عن مؤتمر دام يومين للملحقين العسكريين في السفارات
الأمريكية في "الشرق الأوسط" ومحللين
عسكريين وسياسيين من وكالة الاستخبارات
المركزية CIA ووكالة الاستخبارات العسكرية
DIA اعتمد في نتائجه على التقارير الميدانية
والمتوفرة للعموم وعلى التقاط الرسائل السلكية واللاسلكية للجيشين العراقي والإيراني من قبل
وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA ، جاء
تقييم ما حدث في حلبجة كما يلي: "على افتراض أن السيانوجين كلوريد هو المسؤول أساساً عن أسوأ حالات استخدام الكيماويات في القتل الحربي للأكراد في حلبجة، وبما أن
العراق ليس له سجل في استخدام هذين العنصرين، والإيرانيون لهم سجل من هذا النوع، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم
المسؤولون عن هذا الهجوم". ويمكن إيجاد ذلك التقرير الرسمي على الموقع التالي:
ونقلاً عن تقرير أخر لوزارة الدفاع الأمريكية، تقول صحيفة الواشنطن بوست في 3 أيار/ مايو 1990 أن مجزرة حلبجة جاءت نتيجة
القصف المتبادل بالأسلحة الكيميائية بين الجيشين العراقي والإيراني بهدف السيطرة على البلدة. ونستنتج من المصادر المختلفة في هذا السياق أن ما حدث في حلبجة هو بدء الجيش الإيراني بقصف حلبجة بالسيانوجين
كلوريد بهدف السيطرة عليها، وهو ما أدى
لوقوع القسم الأعظم من الضحايا الكردية المدنية، دون أن يكون تعمد استهدافهم هو الغرض، ولكن الجيش العراقي عاد وقصفها بغاز الخردل لتحريرها بعد أن وقعت المجزرة بالمدنيين الأكراد، ولذا فإن ضحايا الأسلحة العراقية كانت أساساً من القوات الإيرانية
المهاجمة وقوات الطالباني المتحالفة معها. فلا
يستطيعن كولن باول على الأقل اتهام العراق بذبح المدنيين في حلبجة، وإلا فليبدأ أولاً بتكذيب المصادر العسكرية الأمريكية في عهد بوش الأب الذي تقلد فيه منصباً عسكرياً رفيعاً
وعلى كل حال، ليس ثمة نفاق أكبر من إدعاء
واشنطن أنها تحرص على الأكراد وهي التي جعلت من الدولة التركية أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية في العالم عام 1994، أي العام نفسه الذي هرب فيه أكثر من مليون كردي إلى ديار
بكر هرباً من البطش الذي أنزلته القوات التركية بالريف في كردستان المحتلة في تركيا.
الكيميائية في حلبجة عام 1988؟
30/3/2010
د"ابراهيم علوش
أثار وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول مجدداً قضية قتل الأكراد في حلبجة بالأسلحة الكيميائية بينما كان يفتتح "نصباً تذكارياً"
بحضور جلال الطالباني في صيف عام 2003
المنصرم. وما زلنا نسمع ونقرأ من يحمل العراق عرضاً مسؤولية مذبحة حلبجة، وكأن ذلك من البديهيات. ويجيء ذلك عادةً في سياق "بديهية" أخرى هي أن أمريكا سلحت العراق
في الحرب العراقية-الإيرانية الدامية خلال الثمانينات
وتأتي هذه "البديهيات" اليوم، خاصة حلبجة، تعبيراً عن حاجة قوات الاحتلال لذرائع تشرعن
عدوانها على دولة ذات سيادة. بالتحديد أكثر،
تتجلى في مذبحة حلبجة بعض أهم ذرائع الاحتلال مثل: 1) أسلحة الدمار الشامل، و2) الديكتاتورية، و3) المذابح الجماعية. ولذلك، صار لا بد من التدقيق بما جرى هناك اعتماداً
على المصادر الرسمية الأمريكية نفسها.
ويذكر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي
أن استيراد العراق للأسلحة ما بين عامي 1973 و2002 توزع إحصائياً كما يلي: 57% من روسيا والاتحاد السوفياتي السابق، 13% من فرنسا، 12% من الصين، 1% من أمريكا، وأقل من 1% من بريطانيا. فليس دقيقاً التعميم أن أمريكا سلحت العراق في الثمانينات، وليس في سجل العراق شيء مثل
فضيحة "إيران غيت" أو صفقات أسلحة
"إسرائيلية" من السوق السوداء أو غيرها، مع العلم أن مسؤولين أمريكيين شهدوا أمام الكونغرس عام 1982 أن "إسرائيل" نقلت أسلحة أمريكية لإيران وجيش لبنان الجنوبي
دون أن يتبع ذلك تحقيق بالرغم من مخالفته لنص القانون الأمريكي.
من جهة أخرى، يذكر تقرير محدود التوزيع عن حلبجة لوكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، اقتطفت أجزاءً منه مجلة الفيليج
فويس Village Voice الأمريكية المعروفة في عددها الصادر يوم 1 أيار/مايو 2002 :"معظم الضحايا في حلبجة تسبب بموتهم
محلول السيانوجين كلوريد كما بلغنا، ولكن هذا العامل الكيميائي لم يستخدمه العراق يوماً، بل أن إيران هي التي اهتمت به. أما قتلى غاز الخردل في البلدة فمن المرجح أنهم قضوا
بالأسلحة العراقية، لأن إيران لم يلحظ أبداً أنها استخدمته".
وفي تقرير أخر عن حلبجة عن مؤتمر دام يومين للملحقين العسكريين في السفارات
الأمريكية في "الشرق الأوسط" ومحللين
عسكريين وسياسيين من وكالة الاستخبارات
المركزية CIA ووكالة الاستخبارات العسكرية
DIA اعتمد في نتائجه على التقارير الميدانية
والمتوفرة للعموم وعلى التقاط الرسائل السلكية واللاسلكية للجيشين العراقي والإيراني من قبل
وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA ، جاء
تقييم ما حدث في حلبجة كما يلي: "على افتراض أن السيانوجين كلوريد هو المسؤول أساساً عن أسوأ حالات استخدام الكيماويات في القتل الحربي للأكراد في حلبجة، وبما أن
العراق ليس له سجل في استخدام هذين العنصرين، والإيرانيون لهم سجل من هذا النوع، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم
المسؤولون عن هذا الهجوم". ويمكن إيجاد ذلك التقرير الرسمي على الموقع التالي:
ونقلاً عن تقرير أخر لوزارة الدفاع الأمريكية، تقول صحيفة الواشنطن بوست في 3 أيار/ مايو 1990 أن مجزرة حلبجة جاءت نتيجة
القصف المتبادل بالأسلحة الكيميائية بين الجيشين العراقي والإيراني بهدف السيطرة على البلدة. ونستنتج من المصادر المختلفة في هذا السياق أن ما حدث في حلبجة هو بدء الجيش الإيراني بقصف حلبجة بالسيانوجين
كلوريد بهدف السيطرة عليها، وهو ما أدى
لوقوع القسم الأعظم من الضحايا الكردية المدنية، دون أن يكون تعمد استهدافهم هو الغرض، ولكن الجيش العراقي عاد وقصفها بغاز الخردل لتحريرها بعد أن وقعت المجزرة بالمدنيين الأكراد، ولذا فإن ضحايا الأسلحة العراقية كانت أساساً من القوات الإيرانية
المهاجمة وقوات الطالباني المتحالفة معها. فلا
يستطيعن كولن باول على الأقل اتهام العراق بذبح المدنيين في حلبجة، وإلا فليبدأ أولاً بتكذيب المصادر العسكرية الأمريكية في عهد بوش الأب الذي تقلد فيه منصباً عسكرياً رفيعاً
وعلى كل حال، ليس ثمة نفاق أكبر من إدعاء
واشنطن أنها تحرص على الأكراد وهي التي جعلت من الدولة التركية أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية في العالم عام 1994، أي العام نفسه الذي هرب فيه أكثر من مليون كردي إلى ديار
بكر هرباً من البطش الذي أنزلته القوات التركية بالريف في كردستان المحتلة في تركيا.
بشير الغزاوي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
مواضيع مماثلة
» الأكراد والطلاق العراقي
» ائتلاف ثورة 25 شباط يدعو شباب العراق إلى تظاهرة جمعة الشهداء في أنحاء العراق
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» بمخزون مذهل من السلاح المتطور هل يضرب القذافي أوروبا بالأسلحة التي إشتراها منها؟
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
» ائتلاف ثورة 25 شباط يدعو شباب العراق إلى تظاهرة جمعة الشهداء في أنحاء العراق
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» بمخزون مذهل من السلاح المتطور هل يضرب القذافي أوروبا بالأسلحة التي إشتراها منها؟
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى