الشباب الفلسطيني أزمة فسائلية أم وطنية لا هذا ولا ذاك ما في شغل ولاعمل

الشباب الفلسطيني أزمة فسائلية أم وطنية لا هذا ولا ذاك ما في شغل ولاعمل
15/09/2010

يعاني شبابنا الفلسطيني من تدني في مستوى الاهتمام بقضاياه، وذلك من مختلف المستويات سواء كانت حكومية أو أهلية بما في ذلك ضعف اهتمام الأحزاب والفصائل السياسية بقضاياهم، فعلى سبيل المثال أخفقت جميع الحكومات الفلسطينية السابقة والحالية والتشريعي بكل هيئاته في سن قانون يراعي قضايا الشباب واهتماماتهم ومصالحهم، ويفتح الأفاق نحو تطورهم، وكذلك المؤسسات الشبابية المنتشرة على طول الوطن التي أصبح كل اهتمامها اللهاث وراء تمويل الدول المانحة من اجل تمويل مشروع هنا او هناك، بغض النظر عن مستوى خدمته لقضايا الشباب، مشاريع تكرر بعضها وأموال تنفق بلا مردود ايجابي واضح ينعكس في سلوك الشباب وتربيتهم ووعيهم، حتى وصل الحال بهذه الشريحة النظر إلى هذه المؤسسات كوسائل استكساب ونفع، فغابت قيم اصيلة كالمبادرة والتطوع والتكافل عن وعيهم وسلوكهم، وأصبحت الذاتية الفردية سيدة الموقف، حتى المشاريع التي تنفذ وتخدم واقع الشباب واحتياجاتهم، لا تتناسب مع حجم الشباب والإشكاليات التي يواجهونها .
وعلى صعيد اخر فان وزارة الشباب الفلسطينية التي هي العمود الفقري للشباب تعاني من غياب الخطط والبرامج الواضحة والعملية، وضعف في مستوى كادرها المؤهل والقادر على قيادة وتوجيه هذا القطاع بصوره صحيحة، لدرجة ان الشباب لم يعد لديهم الشعور بان هناك جهة حكومية تمثلهم .
هذا إضافة إلى ما يعانيه الشباب الفلسطيني من نسبة عالية من البطالة تنعكس سلبا على عطائهم واندماجهم في المجتمع، وفي بناء مستقبلهم الذي أصبح ضائعا، والى جانب ذلك تعاني هذه الشريحة من إحباط شديد وانعدام الثقة بالمستقبل، بسبب الحالة السياسية السيئة التي يعانيها الواقع الفلسطيني على كافة المستويات وبخاصة حالة الانقسام الداخلي الذي اضر بالمجتمع وكان ضحيته الأولى الشباب وأحلامهم، حيث بات معظم هؤلاء يفكرون بالهجرة خارج الوطن بحثا عن التعليم والعمل والاستقرار النفسي والبحث عن أمنهم الشخصي الذي أصبح مهدد كل يوم في ظل الأوضاع القائمة، ألاف الخريجين بلا عمل والكثير منهم يعيش عالة على والده او أخيه او لا يجد مصروفه الشخصي، وفي أحسن الأحوال قد يجد فرصة بطالة لفترة قصيرة، او "كوبونة" مساعدات تضيف الى معاناته بعدا جديدا بتكريس نفسية التسول لديه والإحساس بالمهانة وإهدار الكرامة .
أما فصائلنا السياسية فجميعها مقصر ويتحمل مسئولية مستقبل هذه الشريحة، فلا يوجد تنظيم إلا ويتباهى بان غالبية أعضائه من الشباب، وهنا نتسأل، الى أي مدى ساهم هذا التنظيم او ذاك في التخفيف من معاناة الشباب، او بادر لأنشطة وفعاليات للدفاع عن حقوقهم؟ والى أي مدى ساهمت قيادات هذه التنظيمات في تقديم الشباب الى مواقع قيادية ليتم تعزيز امكانياتهم وقدراتهم داخل الحزب، ليتمكنوا من تحمل المسئولية الى جانب رفاقهم من الاجيال الاخرى ؟ صحيح ان كافة برامج الاحزاب السياسية الفلسطينية تتحدث عن الشباب وقضاياهم، لكن العبرة في الافعال وليس في الاقوال، وهنا اسلط الضوء على قضية اخيرة تناولتها وسائل الاعلام بالامس المتعلقة بالمرسوم الرئاسي الخاص بتشكيل اللجنة الوطنية لمتابعة المؤتمر الشبابي في جنوب افريقيا، الغريب ان هذه اللجنة تختص بالشباب وغالبية اعضائها ليسوا شباب، اعتقد بان أي تنظيم يحترم سياسته عليه ان يجسد ذلك في مثل هذه المواقف، وإلا فلا عجب ان نجد في المستقبل قائد رجل يمثل المرأة في احد مؤتمراتها العالمية، ففي مثل أحوالنا كل شيء جائز!!
لقد ابتلى شبابنا بهذا الواقع السيئ على كافة المستويات، ولن تقوم لهم قائمة الا بتوحيد صفوفهم والنضال المشترك للدفاع عن قضاياهم ومصالحهم بعيدا عن النعرات الحزبية او المواقعية، فازمتهم سوف تزداد عمقا اذا لم يتحملوا المسئولية، ويبادروا لاقتلاع كل الأشواك التي تهدد مستقبلهم في العيش بحرية وكرامة وسلام .