لمصالحة الفلسطينية ووحدانية السلطة والسلاح (اشكلوت)

من طرف اشكلون الأربعاء أكتوبر 06, 2010 2:05 pm

لمصالحة الفلسطينية ووحدانية السلطة والسلاح (اشكلوت)
05/10/2010
إن المراقب لأجواء المصالحة الفلسطينية اليوم، يجد أن الأمور تسير نحو التفاؤل الحذر بقرب إنهاء ملف المصالحة. ويبدو أن فتح قد بادرت لتنازلات كبيرة في ملف المصالحة لتحقيقها بعدما توصلت لنتائج واستخلصت العبر مما حدث في غزة. فعلى حد قول رئيس المكتب السياسي لجماس، خالد مشعل، في آخر تصريحاته بهذا الخصوص ((كل ما طلبناه من وفد فتح أجابوا عليه بكلمة نعم)) .

وبقي كما يقولون ملف الأمن !!

أظن أن ملف الأمن ، وبعد ما شاهدناه في غزة من محاولة حماس لسيطرة سلاح واحد على الساحة وفرضه باسم السلطة ونزع سلاح الآخرين مهما كانت مسمياتهم ، فإن هذا يدل على سهولة ملف الأمن إذا تم الاتفاق على أن هناك سلطة واحدة وهناك سلاح واحد !!!

فحتى لو طلبت حماس بالمحاصصة في قوى الأمن العاملة في الضفة فليتفضلوا و ليدخلوا ضمن سلطة واحدة وسلاح واحد وقرار فلسطيني واحد .

وهنا يتبادر للأذهان سؤال : ماذا ستخسر فتح لو أن حماس قامت بدخول الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ؟؟

صحيح أن هناك نسبة عالية لسيطرة أجهزة الأمن في الضفة الغربية ولكن كان هذا على حساب حركة فتح، فكما كان يحدث في غزة عندما تحاول السلطة توحيد السلاح وفرض وحدانية السلطة، كان هناك من يحاول إفشالها و يتهم ويحرض ويخون ؟؟ والآن انقلبت الآية في غزة وصار من يطلق صاروخ فهو مشبوه!!

متى وصلت حماس لهذه القناعة ؟؟؟ وصلت لها عندما حملت عبء الناس وغرقت في دهاليز السياسية والسلطة وباتت تدفع الثمن أمام الشعب وأمام العالم .

هذا الدرس الصعب ، لم يستوعبه حتى الآن الفريق الحمساوي وحتى بعض الفصائل التي تصف نفسها بقوى ((الرفض)) في الضفة الغربية، والذين يلعبون خارج نطاق السلطة ويغردون وحدهم بكل راحة بلا عبء.

إن وصول هذه القناعة وفهم معنى الشراكة السياسية ووحدانية السلطة والسلاح، لن يفهمه هؤلاء الفريق حتى يجدوا أنفسهم يحملون العبء السياسي والأمني ويتحملوا تبعاته .

لقد تحملت حركة التحرير الفلسطيني بما فيه الكفاية من تبعات هذا الملف، ولم يعد يهاجمها فقط فصائل فلسطينية ولكن تألب بعض الأعراب عليها ولم نسمع هؤلاء أو أولئك يعلقون على ما يجري في غزة في الملف الأمني أو سلاح المقاومة كما يزعمون !!

إذن فحماس على استعداد أن تطبق نموذجها الأمني ووحدانية السلطة والسلاح في الضفة الغربية وبشراكة ((وشرطها الأساسي محاصصة )) مع حركة فتح في هذه الأجهزة !!
بمعنى انه لو تم الاتفاق على مهمات هذه الأجهزة ، فلن يكون هناك خلاف على آلية عملها ضمن سلطة بها شراكة سياسية .

قد يقول البعض بأن هذا بداية انقلاب أبيض في السلطة، للوصول لتجربة مريرة كما حدث في غزة .

ولكن نرد، وهل الانقلاب الأبيض لم يحدث في الضفة من أطراف أخرى ؟؟ ولماذا تحمل فتح وزر وأخطاء السلطة ؟؟ وهل كل ما يجري في الضفة الغربية هو على المزاج الفتحاوي ؟؟

بالتأكيد لا ، ونحن نعرف أن وضع الضفة الغربية ليس كما تهوى فتح ولا كل ما يجري فيها هو على النسق الفتحاوي ، ولكنه بمجمله هو تبعات التزامات لسلطة وطنية فلسطينية . وما دام الأمر كذلك فليحمل عبء التزامات السلطة جميع من يدخلونها.

وقد يسأل البعض الآخر، وهل إذا دخلت حماس أجهزة الأمن في الضفة الغربية، ستقف إسرائيل متفرجة، وهل الأوربيون والأمريكان سيتركون السلطة تفعل ذلك دون عقاب ودون محاصرة ؟؟

ونقول ، ماذا قدم لنا هؤلاء لوقف تدهور السلطة وحكومتها؟؟ وهل ستظل السلطة والتزاماتها عبء فتح وحدها؟؟ وماذا يضيرهم إن وجدوا حماس وجبهة والكل الفلسطيني الضفة بدأت تدخل للالتزام بتعهدات السلطة ومتطلباتها ؟؟ وهل النموذج الأمني في غزة على حقيقته اليوم مزعج للأمريكان أوالأوربيين أوالإسرائيليين ؟؟

وعلى الصعيد الحركي لفتح، ألن يكون هذا اكتمالا لمشهد السقوط لحماس ؟؟ وماذا يضير فتح أن تشاركها حماس هذا العبء المكروه.؟؟ وهل استطاعت حماس أن تزاوج بين السلطة والمقاومة في غزة لتعييد النموذج في الضفة ؟؟

لقد أحسنت صنعا حركة فتح عن أسقطت الذرائع من يد حماس لهروبها من المصالحة ، وعلى حركة فتح أن تبقى كذلك حتى إنجاز الملف الأمني ، ويتم سحب حماس ومعها باقي الفصائل لتندمج كليا ضمن مشروع وحدانية السلطة والسلطة والسلاح في الضفة وغزة .

فإن حدث ذلك فانه سيكون اكبر انجاز تحققه حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، على الرغم من حجم التضحية والدم الذي سبق هذا العهد الجديد.

دعونا نصل لصندوق الانتخابات، فان لهذا الصندوق ما بعده ، وستحاسب قاعدة كل فصيل قيادتها عن إخفاقاتهم، وستنهار حركات وتنشأ حركات ، وسيتغير المشهد الفلسطيني للشكل الذي هم يهربون منه الآن فلا تدعوهم يهربون !