جريمة آل «نورى» فى العراق
صفحة 1 من اصل 1
جريمة آل «نورى» فى العراق
جريمة آل «نورى» فى العراق
الأحد, 24 أكتوبر 2010
مؤكد أن أحدا من العقلاء لم يكن فى حاجة إلى الوقائع التى كشف عنها موقع «ويكيليكس»، لكى نوقن أن الأمريكان وعملاءهم من حكام العراق ارتكبوا أفظع جرائم إنسانية شهدها التاريخ المعاصر. لم نكن فى حاجة لوثائق دامغة على ما ارتكبته عصابة الشر فى العراق، لكن التاريخ الذى يزوّره الحكام، غالبا، كان فى حاجة ماسة ليقبض على المجرمين وهم حاضرون فى المشهد بكامل خداعهم. لم نكن فى حاجة لأن نعرف أن فرق الموت كانت تتحرك بأوامر من نورى المالكى زعيم حزب «الدعوة» الذى تخابر لصالح إيران أثناء الحرب معها فى الثمانينيات، وانتقم بنفسه من صدام حسين بمحاكمته على أحداث «الدجيل»، الخاصة بأعضاء فى حزب الدعوة، لكن الحكام العرب الذين يفتحون قصورهم لـ«نورى» كانوا فى حاجة ليعرفوا مع من من المجرمين يتعاملون. لم نكن فى حاجة لأن نعرف أن الذين قتلوا فى الفالوجة، مثلا، أضعاف ما أعلنه الجيش الأمريكى، لكن ضمير الإنسانية كان فى حاجة لأن يعرف قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
لم يكن المتابعون الشرفاء ينتظرون أن تظهر وثائق دامغة تقول إن الجيش الأمريكى قام بـ«التستر على أعمال التعذيب» التى تعرض لها سجناء عراقيون على أيدى قوات الشرطة والجيش العراقيين الخاضعين لإمرة نورى المالكى، وسابقه ورائده إبراهيم الجعفرى، وقبلهما آل الحكيم أصحاب ميليشيا جيش بدر، ومعهم عادل عبدالمهدى وأحمد الجلبى.
ولم تكن وثائق «ويكيليكس» تنقصنا لكى نتأكد أن «الولايات المتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه، لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل»، لكننا كنا ننتظر شهادة شاهد من أهلها، لأن شهادة أهلنا لا تُسمع وإن سُمعت لا تُصدق، وها هى الشهادة تأتى ساطعة كشمس صحراء العرب، وتزيد عليها بأن «مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها القوات الأمريكية، رغم أن التصريحات الرسمية الأمريكية كانت تنفى ذلك».
وتكشف الوثائق العسكرية الأمريكية لكل من ينظر إلى إيران باعتبارها دولية ثورية تنتصر للإسلام ولقضايا المسلمين، بغض النظر عن المذهب والقومية، حقيقة هذه الدولة والدور المشين الذى لعبته عن طريق تمويل وتدريب وتسليح الميليشيات الشيعية، ودعمها بعناصر إيرانية، وتحريضها على تصفية السنة وقتل مئات الآلاف منهم، وتهجير الآلاف إلى مناطق نائية أو خارج العراق، والأخطر أنها بذرت فى أرض الرافدين زرعا مرا يحصده أهل العراق وحدهم، وأشعلت نيران فتنة طائفية لا أحد يعلم متى تنطفئ..
ويكفى أنها تقاتل من أجل أن يبقى «نورى» رئيسا لحكومة العراق، وللأسف يدعمها بعض الحكام العرب، بقصد أو بحسن نية، حين يستقبلون من لطخت يداه بدماء العراقيين، دون أن تكون له ولاية رسمية فى بلاده، كما تنشر وثائق «ويكيليكس» وقائع جديدة عن ضحايا الشركة الأمنية الأمريكية الخاصة «بلاك ووتر» من المدنيين الذين كانوا بالنسبة لهذه الشركة كالطيور البرية يقتلون ببنادق هواة الصيد، ولا يحظون حتى بإكرام الموتى.
وإذا كانت هذه الوثائق الخطيرة التى تصل إلى ٤٠٠ ألف وثيقة ستضع الجيش الأمريكى فى حرج، فهل يمكن أن تحرك ساكن العرب، ليخلصوا العراق من براثن الأسد الإيرانى خصوصا بعدما قرر الأمريكان الفرار بجلدهم على أن يبقى لهم ما يكفى من قواعد وعملاء، ويقين بأن العراق فى يد أمينة ولن تقوم له قائمة؟!
جهينة الزبيدي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 117
العمر : 74
تاريخ التسجيل : 26/08/2010
مواضيع مماثلة
» العدوان على لاجئي "أشرف"... جريمة ضد الإنسانية / د ايمن الهاشمي
» ائتلاف ثورة 25 شباط يدعو شباب العراق إلى تظاهرة جمعة الشهداء في أنحاء العراق
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
» تاريخ لا ينتسى - لنتذكر جريمة المستنصرية
» ائتلاف ثورة 25 شباط يدعو شباب العراق إلى تظاهرة جمعة الشهداء في أنحاء العراق
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
» تاريخ لا ينتسى - لنتذكر جريمة المستنصرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى