تاريخ لا ينتسى - لنتذكر جريمة المستنصرية
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ لا ينتسى - لنتذكر جريمة المستنصرية
تاريخ لا ينتسى
لنتذكر جريمة المستنصرية
1/4/1980
اليوم هو الثاني من نيسان 2010.. وقبل ثلاثون عاماً من الآن والساعة العاشرة صباحاً انطلقت مسيرة تشييع شهداء الجامعة المستنصرية اللذيَن استشهدا نتيجة رمي قنبلتين يدويتين على تجمعٍ طلابي كانا فيه صباح اليوم السابق (1 نيسان 1980)، توجهَ موكب الشهيدين يسبقهما جوك موسيقى الجيش مع عددٍ من الطلائع أحد تنظيمات إتحاد الشباب.. وتوجه الموكب من بوابة الجامعة المستنصرية –حيث استُشهِدا- إلى ساحة الكشافة الواقعة في منطقة الكسرة – والتي لا تبعد سوى كيلومترين عن الجامعة-.. كُنا لا زلنا مذهولين مما حدث.. فهي المرّة الأولى التي تتعرض فيها جامعة وفي وضح النهار إلى هجوم بالأسلحة، خاصةً وأن الطلبة كانوا يحتفلون بانعقاد مؤتمر طلابي حول مسألةٍ اقتصادية.. والشهيدين كانوا طالب وطالبة.. وبسبب مقتل المجرم الذي رمى القنبلتين لم يكن أحد يعلم الفاعل أو الفاعلين، لكننا كُنا نعتقد - غير جازمين - أنها إيران.. وذلك بسبب التوتر في العلاقات بين العراق وإيران خلال تلك الفترة.. لكن لا أحد كان يعتقد ذلك بشكلٍ جازم.. لنتذكر جريمة المستنصرية
1/4/1980
وبعد أن قطع الموكب نصف المسافة إلى ساحة الكشافة.. وحينما كانت مقدمة الموكب قرب أكاديمية الفنون الجميلة سمعنا أصوات انفجارات وبدأ الموكب يندفع في شتى الاتجاهات - وكنت ومعي عدد من التدريسيين من جامعة بغداد وسط الموكب - مما جعلنا نرتطم بالمتراجعين أو المندفعين إلى الأمام .. وبعد دقائق علمنا من أحد الصحافيين أن هناك من هاجمَ موكب الجنازة عند تقاطع الوزيرية وشارع كلية الآداب.. كما أعلمنا أحد الطلبة القادمين من موقع الهجوم أن هناك عدد من الشباب قد استشهدوا وجُرِحَ عدد كبير من موكب التشييع، كما أنهُ ذكر أنّ المهاجمين يختبئون في أحد البيوت في الوزيرية وأنهم مُحاصرين الآن.
ثمّ تلا ذلك إطلاق نيران متقابل وانتهت المواجهة خلال نصف ساعة.. وبسبب ما شكلهُ ذلك الهجوم من تحدي للأعراف وعدم احترام لأبسط القواعد الدينية والاجتماعية والأخلاقية فقد قرر المشيعون استمرار الموكب –وكنا منهم - واستمر الموكب حتى انتهى إلى ساحة الكشافة وألقيت هناك كلمات تدين الجهة الفاعلة ..وبعد إلقاء الكلمة !!
قد فوجئنا حينما أعلن أحد المتكلمين أن الهجوم الأخير قد قامَ بهِ مدرسون إيرانيون من المدرسة الايرانية في الوزيرية وأنهم وُجدوا مختبئين في دارهم المجاورة للمدرسة. توجهت الى مستشفى مدينة الطب حتى اتابع الاحداث واصور الجرحى وعند وصولي للمستشفى _غرفة الطوارئ_ كانوا الأطباء يطلبون دم فقلت لهم ان دمي _أو نجاتيف_ وبدأت العملية بسحب دم مني سرعان ما بادر زميلي بتصويري أثناء عملية التبرع .
في اليوم الثاني صدرت الجريدة وفيها صوري أثناء تبرعي بالدم وكان يسعدني أن يجري دمي في شرايين الطلاب الجرحى .
في اليوم التالي – أي في 3/4/1980 أعلنت التفاصيل، والتي ذكرت أنّ من قام برمي القنابل على التجمع الطلابي في الجامعة المستنصرية هو طالب ينتمي إلى (حزب الدعوة) وهو من أصلٍ إيراني وأن اسمهُ هو (سمير نور علي غلام) وقد اعترفَ (حزب الدعوة) العميل بهذهِ العملية التي قادتها المخابرات الإيرانية ونفذها عملائهم أعضاء (حزب الدعوة).. وفيما يلي النص الذي نشرهُ (حزب الدعوة) العميل ونقل الخبر بالتفاصيل من الإذاعة الإيرانية كي يعلم القاصي والداني حقيقة هذا الحزب العميل:
"قاد عملية المستنصرية بالهجوم بالقنابل اليدوية على قادة النظام البعثي وعلى رأسهم المجرم طارق حنا عزيز والذين حضروا معه إلى الجامعة المستنصرية بتاريخ 1/4/1980م ليحتفلوا بذكرى تأسيس حزبهم المشئوم، وقد أسفرت العملية البطولية عن قتل وجرح عدد كبير من مرتزقة النظام البعثي وهم المجرم طارق حنا عزيز عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء، العميل محمد دبدب عضو قيادة فرع بغداد للحزب ورئيس المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني، العميل علك عبد عضو قيادة فرع بغداد للحزب، العميل طاهر البكاء عضو قيادة شعبة في الحزب، العميلة خولة لفته عضوة قيادة شعبة في الحزب، العميل حسن حسين رئيس اتحاد طلبة منطقة الحكم الذاتي، العميل عواد صالح محمد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد في محافظة الموصل، العميل هشام محمد ثامر. وقد سمي (سمير نور علي غلام )بالمجاهد شهيداً أثناء المواجهة الساخنة التي جرت بينه وبين جلاوزة الأمن البعثي في الجامعة المستنصرية، بعد أن أحال احتفال السلطة المجرمة إلى مأتم حقيقي"!!.
وعلى أثر هذهِ الحادثة واعتراف عملاء إيران بها وإذاعة الخبر بالتفاصيل من الإذاعة الإيرانية – وحسب مخطط المخابرات الإيرانية - فقد قامَ القائد المجاهد الشهيد صدام حسين بزيارة الجامعة المستنصرية وتحدثَ في طلبتها وأساتذتها وأقسم اليمين للأخذ بثار الشهداء.. ودعي الطلبة وأساتذتهم للاهتمام بدراستهم وتفويت الفرصة على أعداء العراق للنيل من استقرارهِ وتقدمهِ.. كل ذلك جرى ولم تكن هناك حرب أو حالة حربٍ بين العراق وإيران.وسبق أن نشرت تقريرا مفصلا في دنيا الوطن بعنوان أكاذيب تكشفه حقائق عن سمير نور علي غلام العميل لدى حزب الدعوة وحصلت أثناء وجودي في قصر شيرين 1980 بعد دخول الجيش العراقي إلى قصر شيرين وأثناء عملي عثرنا على معبد يهودي وحصلنا على ملف لحزب الدعوة داخل المعبد ووجدنا في داخل الملفات ذاتية تنظيمية لسمير نور علي غلام في المعبد اليهودي وكان لهم ارتباط في الموساد الإسرائيلي وفي ذلك الوقت سلمت الجهات المسئولة عن ملفات كانت تثبت في ذلك الوقت أن حزب الدعوة له علاقات مع الموساد الإسرائيلي وادلة كثيرة تثبت مدى خيانة حزب الدعوة الإيراني . وكما تلاحظون فإن المحاولات الإيرانية للإيذاء والضرر بالعراق لم تتوقف، وما محاولة اغتيال الرئيس المجاهد صدام حسين في مدينة بلد إلا حلقة أخرى من حلقات تلك المؤامرة التي حققت الحلم الإيراني بمشاركتهم أميركا باحتلال العراق،، 1/4/2010
المصور الصحفي:بشــــــــيرالغزاوي
مواضيع مماثلة
» خربة المستنصرية .. أول جامعة في العالم!!!!
» جريمة آل «نورى» فى العراق
» العدوان على لاجئي "أشرف"... جريمة ضد الإنسانية / د ايمن الهاشمي
» تاريخ
» الموقف الرسمي العربي الجبان من جريمة إغتيال طارق عزيز
» جريمة آل «نورى» فى العراق
» العدوان على لاجئي "أشرف"... جريمة ضد الإنسانية / د ايمن الهاشمي
» تاريخ
» الموقف الرسمي العربي الجبان من جريمة إغتيال طارق عزيز
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى