نوري المالكي هل حقا لايعلم بجرائمه البشعة

نوري المالكي هل حقا لايعلم بجرائمه البشعة
الثلاثاء, 26 أكتوبر 2010
نوري المالكي هل حقا لايعلم بجرائمه البشعة

في الحقيقة أن كل ما جاء في تقرير ( ويكيليكس) لم يكن خافيا على الشعب العراقي وكثيرًا من التقارير كانت وخلال سنوات الاحتلال تتضمن معلومات مهمة عن الكثير من هذه الجرائم ولكن مع الأسف لم يكن هناك من يسمعها أو يعيرها أية اهتمام من قبل مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية .. وألان وبعد أن فضح هذا التقرير جرائم المحتل القبيح وتستره على جرائم النظام الإيراني بحق شعبنا المبتلى بهذه الغيمة السوداء، كيف يتعامل شعبنا ومؤسساته الدستورية مع هذه المعلومات؟؟ وهنا لابد ان يركز الجميع على نقطة واحدة الا وهي ان حكومة الاحتلال الرابعة والمنتهية دستوريا والمتمثلة حاليا بشخص نوري المالكي والمتشبث بكل الطرق من اجل ولاية ثانية ان تطالب بمحاكمة نوري المالكي، ويعتبره الشعب العراقي الوفي المظلوم والمبتلى بانه المجرم الاول في هذا الموضوع بعد الفضائح والفضائع التي نشرها موقع ويكيليكس الألكتروني عن الجرائم التي ارتكبتها ميليشياته بحق المدنيين الأبرياء، والتي يحمل غالبيتها طابعًا طائفيًا....

ولكن كما توقع العراقيون تمامًا خلال الساعات الاولى التي تلت فضيحة جرائم المالكي، أطل المتحدث الرسمي للمالكي علي الدباغ ليؤكد أن المالكي أمر بتشكيل لجنة برئاسة وزير العدل للتحقق من مدى صحة وثائق ويكيليكس!!، في حين أن المالكي بمقدوره التحقق منها بسهولة دون الحاجة لتشكيل لجنة شبيهة بعشرات اللجان التي شكلها للتحقيق في العديد من جرائم الإبادة والتعذيب والسرقة والإختلاس، كلجان التحقيق في جرائم الأحد والأربعاء الداميين وجرائم السرقة والسطو على المصارف واحدى هذه السرقات كانت من عصابة عادل عبد المهدي والمرشح من قبل حزبه الى منصب رئيس الوزراء ، وغيرها من اللجان التي لم تقدم أي نتيجة من نتائج تحقيقاتها الوهمية .. فيكفي أن يسأل المالكي قادة ميليشياته (عراقيين كانوا أم إيرانيين) قائلاً: (هل فعلنا هذا حقا؟! هل قمنا بقتل وتعذيب واغتصاب كل هؤلاء؟!) ليجد الجواب عند زمرته الإرهابية المتمرسة على سفك الدماء

وقد سمعنا وشاهدنا باعيننا تورط المالكي في عمليات التصفية الجسدية والتعذيب والإغتصاب في سجونه الخاصة، بل أن بعض شهود العيان أكدت أن المالكي قد قتل العديد من المعتقلين والمخطوفين شخصيا بإطلاق النار على رؤوسهم بمسدسه الشخصي، وهنا يتذكر الجميع من شرفاء العراق مابثته الفضائيات لعملية اقتحام مخيم أشرف في تموز من عام 2009 الذي يضم لاجئين إيرانيين هم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق المنزوعة السلاح والمعارضة للحكومة الإيرانية، لقطات دموية في غاية البشاعة أظهرت سيارات الهامفي والمدرعات العسكرية التي تقودها قوات المالكي وهي تدهس هؤلاء البشر العزل، ضباط وجنود ميليشياويون يطلقون النار على اللاجئين أو ينهالون بالضرب على رؤوسهم بهراوات ذات نهايات فولاذية مدببة حادة، شاءت الصدفة أن يتم تصوير هذا الهجوم الوحشي ليتم عرضه على الفضائيات، هذا ما شاهدناه نحن العراقيون، في حين لم يتسن لنا مشاهدة ما يحدث بحق المعتقلين العراقيين في سجون المالكي السرية التي لا يعلم بها إلا الله! إن تقديم نوري المالكي للمحاكم بات مطلبًا شعبيًا ملحًا بعد نشر موقع ويبيليكس نماذج عديدة من جرائم المالكي السادية التي عبرت عن إنحراف هذا الشخص وسلوكه المريض الموغل في العدوانية، فالعراقيون لن يتهاونوا أو يتساهلوا مع من قتل وهجر واغتصب ابنائهم بالتعاون مع الحرس الثوري وفيلق القدس التي كانتا قوتي احتلال عسكري تم تعزيزهما بمليشيات قتالية نفذت عمليات قتل وتصفية لخصوم سياسيين للاحتلال هذا كشفتهم وثائق ويكيليكس، التي تطابقت مع ما نشرته وتحدثت عنه الهيئات والمنظمات الحقوقية والمعارضة السياسية العراقية وكل مَنْ زار العراق.

هذه الفظائع ارتكبتها قوات الاحتلال وقوات الحكومات العراقية التي شُكِّلت في ظل الاحتلال وفرق الموت والمليشيات التي أدخلتها إيران ومولتها وسلحتها تحت إشراف ضباط المخابرات الإيرانية من عناصر الحرس الثوري. هؤلاء الذين شخَّصت الوثائق جرائمهم، التي خلَّفت مئات الآلاف من الضحايا من القتلى المدنيين وأكثر من مليون أرملة وخمسة ملايين من الأيتام، يفترض أن يخجلوا قليلاً أو على الأقل يتواروا ويصمتوا، لا أن يقدموا تبريرات هي حقيقة الجريمة التي ارتكبت بحق العراق كدولة مستقلة لها سيادتها .. دولة شاركت في تأسيس الأمم المتحدة وكانت عضوًا بارزًا في عصبة الأمم المتحدة قبل الحرب العالمية الثانية ... والعراق دولة مؤسسة للجامعة العربية وهو العمق الاستراتيجي لأقطار المواجهة مع العدو الصهيوني ومدافعًا حقيقيًا لأمة العرب في كل أقطارها، ويمتلك ثروات طبيعية هائلة تجعله من بين أغنى دول العالم .. وكشف حقائق الجرائم التي ارتكبت بحق العراق أرضًا وشعبًا وثروات ومقدسات وثقافة وتاريخاً ..

.. وألان وبعد أن فضح هذا التقرير جرائم المحتل القبيح وتستره على جرائم النظام الإيراني بحق شعبنا المبتلى بهذه العصابة المجرمة والتي نصبت بتفاهم إيراني لتكون مهمتها تنفيذ أجندات خارجية ليس فيها ما من شأنه رعاية مصالح العراق وحقوق شعبه، كيف يتعامل شعبنا ومؤسساته الدستورية مع هذه المعلومات؟؟

كشف هذا التقرير في ظل أوضاع شاذة يمر بها هذا البلد بفضل المحتل وجارة السوء إيران بنظامها الفاشي الحالي وعدم وجود حكومة شرعية منتخبة، حيث أن كل ما موجود ألان هو حكومة منتهية ولايتها ولا تقبل التنازل عنها لحكومة منتخبة متذرعة ببنود من الدستور الذي اشرف على وضعه المحتل وكتب بأيادي إيرانية الولاء وفسروه حسب هواهم بدعم من القضاء العراقي والذي وضع تفسيرًا غريبًا عن الفقرات التي تخص الكتلة الفائزة .. مما حرم التجمع الفائز في الانتخابات من تشكيل حكومة دستورية وموجود أيضًا مجلس نواب تم انتخابه وصادقت عليه الدوائر القضائية وأصبح قائمًا ويتمتع بكافة الصلاحيات (الشرعية) ولكنه منذ حوالي الثمانية أشهر لم يجتمع تحت قبة البرلمان إلا عند ترديدهم القسم في جلسة طالت حوالي سبعة عشر دقيقة فقط ..

لا جديد في الوثائق الـ 400 الف التي نشرها "موقع ويكيليكس" حول جرائم الحرب وسجون ومعتقلات التعذيب وقتل المدنيين في الشوارع منذ غزو العراق بذرائع كاذبة. الجديد فيها انها تمثل "دلائل وقرائن" من قلب الادارة الامريكية ومن مقر البنتاغون على الجرائم المذكورة. فمن سَرّب هذه الوثائق هو جندي استخبارات كان يشرف عليها وبهذا لم يبق الا تشكيل لجان التحقيق وعقد المحاكمات, وبغير ذلك فان صفة "الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان" سَتُنزَع عن مجلس الامن وميثاق الامم المتحدة والتي تحمي المدنيين من هذه الجرائم ......حيث السبع سنوات الاخيرة , ومنذ بداية الجريمة الكبرى, جريمة غزو بلد وتدمير مؤسساته وزرع الفتنة بين ابناء شعبه وقتل وتهجير الملايين من العراقيين, كانت هناك آلاف الشهادات التي قدمها العراقيون عن حملات التعذيب والقتل والاغتيال التي يمارسها حكام المنطقة الخضراء, بعض هذه الشهادات وصل الى عدد من الفضائيات والى أعداد كبرى من الصحف ووسائل الاعلام والمنتديات وتقارير منظمات حقوق الانسان. لكن احدا في هذا العالم لم يحرك ساكنا لمواجهتها والتي تعتبر كاملة الاوصاف كجرائم حرب عليه لم تعد هناك حجة او ذريعة لأي منظمة دولية, او دولة حرة ديمقراطية في هذا العالم للسكوت على ما حدث في العراق. فالوثائق لا تتحدث عن حرب انقضت قبل عقود, ولا هي تكشف اسرار معتقلات وسجون مورس فيها التعذيب وتحولت اليوم الى متاحف, انما هي وثائق تدين احتلالا لا يزال قائما وحكاما لا يزالون يمارسون السلطة ويمسكون بيد القضاء والعدالة ويفتحون السجون ويقتلون المعتقلين بالجملة.....والان تتدخل ايران مرة اخرى من اجل اعادة قاتل ومجرم ومختصب ومزور الى منصب رئيس الوزراء ......انها فعلا مهزلة القرن الحادي والعشرون ....وسؤال اخير الى عصابة المالكي انكم. تنسون حقيقة وضعكم الدموي ومتشبثون في الكراسي من اجل النهب وسرق اموال الشعب وهنا اذكركم كم مستشفى بنيتم وكم عاطل وجدتم له عملا وكم سجين اطلقتم سراحه وكم يتيم وجدتم له ماوى وكم ارملة فقدت معيلها وكم شهيد قتل على ايديكم ولكن صح من قال اذا لم تستحي فاعمل ما تشاء....