عظماء في أكاديمية الصمود مصطفى محمد أبو السعود كاتب من فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
عظماء في أكاديمية الصمود مصطفى محمد أبو السعود كاتب من فلسطين
عظماء في أكاديمية الصمود
مصطفى محمد أبو السعود
كاتب من فلسطين
الحديثُعن شئٍ بسيطٍ ، قضيةٌ بسيطة ، والحديثُ عن شئٍ ٍعظيمٍ، قضيةٌ تتطلباستعداداً تاماً لخوض غمار المعركة مع قواميس اللغة ،لأن المباني الجميلةإن لم تقابل بمعانٍ أجمل، سيُصابُ جُمهور اللغة باليأس ، وسيبحثُ المعجبونعن معشوقةٍ أخرى، وتُصبحُ أضحوكةً في صفحاتِ التاريخ. مصطفى محمد أبو السعود
كاتب من فلسطين
في غمرة المآسيالتي تحياها الأُمة، وفي غفوةٍ من الرجولةِ المُغرمةِ في حبِ الكسل،وبعدما صدأت السيوف ،وتراكم على وجهِها الغُبار، ولم تعد قادرة على السيرِإلا بإذن الخواجا، واشتداد بُكاء الأرض مِن قَسوةَ مَن سار عليها، وحَرقَأزهارها، وقَطعَ أشجارها الممتدة جذورها في الأرض وفي التاريخ ، وتَمتعَبسفكِ الدماء وتدنيس المقدسات ، والرقص على جثثِ الأبرياء، وصارَ بحكمالضعف الذي ينخر أجسادنا، المتحكم الوحيد في أنفاسنا،، تناسلت القضاياالتي تستجدي الاهتمام ، لتُجبرنا على الغوصِ في عمقِ اللغة، واستخراج أعذبالكلمات لنشكل من حروفِها وشاحاً نضعه على صدر مَن تحركت النخوة فيشرايينِه كالعاصفة ، وحملَ القضية على أكتافِه، وودعَ كل مقتنياتِ الحياةولذائذها، وتبرعَ بكل أمانيه ، وذبحَ طموحه على أعتاب قضيته العادلة ،وقررَ دون ترددٍ تسجيل اسمه بدمِه في سجلاتِ الشهداء، ولكن مشيئة الله لمتُرد أن يكون شهيداً ، فأصبح في غفلةٍ من الإنسانية ، وتغافل القانون"مُجرم" يجب محاكمته ، ولكن الأعداءَ نسوا أن وضعَ القيود في معاصمِالأُسود لن يُفقدها هيبتها، ومهما طالت مدة الاحتجاز، لن يتحولَ الأسدلحملٍ وديعٍ ، فالقيودُ لا تُميتُ قوانينَ الطبيعة التي اقتضت أن يكونالأسد أسداً مهما تآمرت الذئابُ عليه ، ففي السجنِ يجتمعُ الرجال، وتتلاقىالبطولات، وتُعبر الأماني عن رأيِها ورغبتِها برؤيِة النور، وتُجدد النفوسعهدها مع الإرادةِ على مواصلةِ الطريق ، وهدم جدران الصمت التي يختبئخلفها الضعفاء ، في السجنِ الكل يشرب كأس العذاب مبتسماً للموتِ من أجلكرامة فلسطين، في السجنِ تختلطُ القلوب ببعضها ليصبح قلبها واحداً وقبلتها واحدةً هي فلسطين.
فعندما تعلم أن أسيراً قضى ثلاثة عقودٍ منعمرِه في غياهب السجون ،لا تملِك إلا الوقوف حائراً ومدهوشاً ،ومدهوساًبقطار الصمود الذي استقله الرجال وعبروا به الطريق ، رغم حرارة النيرانالتي تنثر دخانها في كل الوجوه، وخاضوا المعركة بكل تفاصيلها، وتحملوانتائجها بشجاعة، وليست الحرائر بأقل جرأة من الرجالِ، فقد سجلن أسمائهن فيأكاديميةِ الصبر بحروفٍ من نور،ليشهد التاريخ أن الورودَ جاهزة للقتال فيوجه المعتدي.
أيتها الأسيرة أيها الأسير
لكم منا كل الشكر والوفاءوالحب، فأنتم الوقود الذي نتزودُ به في رحلةِ البحثِ عن الحرية، واعلمواأنه عندما يُراد لكم أن تموتوا، فتُفاجئوا قاتلكم بأن الحياةَ بالنسبة لكمجواز سفر إلى المجدِ وليس غاية المُنى، سيقفُ التاريخ لكم احتراماًوتقديراً، وسيضعُ على رأسِكم تاج المجد المرصع بالكرامة ، فلا تدعوا عواصفالشيطان تعبثُ بأنفسِكم ، ولا تندموا على ما فات ، بل افتخروا بأنكم كنتَمولا زلتَم تُناضلوا، وإن اختلفت ساحات النضال،أما نحن فمهما عصفت بنا رياحالأيام سنسيرُ على عهدِكم بما تيسر لنا من عزائم ، أما اللغة فتعتذر لأنهالم تتمكن من العثور على وصفٍ يليقُ بحجمِ العطاء، وقالت قولتها الجميلة إنالسلاسلَ في يد الأسيِر لن تُفك عبر الكلمات بل بالرصاص، ومن يقتنعون بغيرهذا، لهم من الله كل الخزي إلى يوم يومِ يُبعثون. mmomna@hotmail.com
مواضيع مماثلة
» المتساقطون على الطريق مصطفى محمد أبو السعود كاتب من فلسطين
» دماء في قلب الخليل - مصطفى محمد أبو السعود الخليل
» يحدث في حكومة حماس-مصطفى محمد أبو السعود كاتب من فلسطين
» الدراسة الجامعية ... لحظات ذهبية مصطفى أبو السعود كاتب من فلسطين
» اعترف بالتي هي أحسن مصطفى محمدأبوالسعود كاتب من فلسطين
» دماء في قلب الخليل - مصطفى محمد أبو السعود الخليل
» يحدث في حكومة حماس-مصطفى محمد أبو السعود كاتب من فلسطين
» الدراسة الجامعية ... لحظات ذهبية مصطفى أبو السعود كاتب من فلسطين
» اعترف بالتي هي أحسن مصطفى محمدأبوالسعود كاتب من فلسطين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى