الف مبروك ... لقطر العروبة

الف مبروك ... لقطر العروبة
عبد الرحيم نتيل
لم اتمالك نفسي من شدة الفرحة وانا اشاهد سيادة امير دولة قطر الحبيبة ..يقفز الي المنصة وعائلته الكريمة ليتسلم كأس العالم لمونديال 2022 ... مشهد لم أتوقعه أبداً ... نزفت دموعي من شدة الصدمة ... الا أنني بعد أن عدت الي رشدي ... كفكفت دموعي ... وقلت ما الغرابة في الأمر ... ولما لا ... فإن قطر قادرة علي توفير المليارات لاستضافة المونديال ...لديها مجموعة ملاعب خيالية صرفت عليها عشرات المليارات .. وباستطاعتها أيضاً أن توفر العديد منها... فلقد رصد أميرها المفدى أكثر من خمسين مليار دولار لإنشاء ما يليق بالزوار واللاعبين وما يشرف الشعب القطري امام الاجانب ... ولدي قطر أكبر قاعدة أمريكية في العالم ... توفر الأمن في العراق وأفغانستان للجيش الأمريكي ... فكيف لا تحمي قطر من أي عمل إرهابي ... ولدي قطر فضائية الجزيرة التي استطاعت ان تغير حدود و حكومات ... واستقطبت اليها الكثير من تجار الكلام العرب ... فجعلوها مزاراً ومنبراً لنشر الديمقراطية الأمريكية في المنطقة العربية ... واستطاعت ان تشتري ذمم الكثير من أصحاب الفتوى والتشريع ... لدرجة ان البعض اعتبرها منبراً للأخوان المسلمين ... فكيف لا تسوق الحدث اعلاميا و قد اصبحنا نعرف عن رويال مدريد وبرشلونة اكثر مما نعرف حدود وطنا العربي الجريح ..
بالنسبة لي لا أستكثر هذا علي قطر ... الدويلة الصغيرة أرضاً وشعباً .. وكثيرة الثروات ... فقد تكون أخذت العبرة من الكويت بعد أن تعرضت للاحتلال العراقي منذ عشرين عام ... فقبلت "قطر " بالحماية الأمريكية ... وان تقاسمت معهم ثرواتها ... أهون عليها من ان تصبح الدوحة في خبر كان ... وأقامت علاقات مع إسرائيل وفتحت لها ممثليات .. وتبادلوا الوفود السياحية والتجارية والسياسية معها ليس خوفاً من إسرائيل ... بقدر ما هو ارضاءاً لأمريكا و حبا في السياحة في هرتسيليا ....
وهادنت كل المنظمات الشرعية والغير شرعية ... ليس أتقاء لشرها بقدر ما هو من أجل فتح قنوات اتصال معها لخدمة المصالح الأمريكية . ولاستخدامهم وقت الحاجة... كل هذا لا يثير الدهشة لأن مصلحة قطر التي تستصغر حجمها وقدرات شعبها في محيط من الدول لها من الجيوش ما يفوق عدد سكان قطر عشرات المرات ...
لكن المدهش حقاً .. أن يتطوع كم من الأعلامين والسياسين الذين أخذوا علي عاتقهم معاداة أمريكا و الصهيونية والامبريالية ... ممن يسمون أنفسهم "حسب الظروف " ... قوميون ... وبعثيون وناصريون ... وشيوعيون ... وحتي الأخوان المسلمون ... كل هؤلاء اتخذو من قطر قبلة إعلامية ليطوفوا في فضائية الجزيرة ... ونادوا بنشر الديمقراطية وحقوق الأنسان ... ونادوا بالوحدة العربية وطالبوا بحرية الشعوب وحقها في التحرر من دكتاتورياتها ... و أن يصبح الوطن العربي قوة أقتصادية وعسكرية يحسب لها حساب في العالم ... ولم يستطع أي من هؤلاء إنتقاد تصرفات وسياسات أمراء قطر الذين قالوا رحم الله امرء عرف قدر نفسه ...
فمثلاً :-
الشيخ القرضاوي فتى في كل شئ إلا انه لم يفتي بتحليل أو تحريم تبذير أموال أمة المسلمين علي أستضافة مونديال ... وهذه الأموال تستطيع أن تقيم إمبراطورية اقتصادية لو استخدمت في بناء مصانع تستوعب الشباب العاطل عن العمل إلي أن أصبح هدفهم الهجرة من الوطن لبناء مستقبل أفضل في أوروبا وأمريكا ...
والسيد عبد الباري عطوان لم يعلق علي فضائح "ويكليكس قطر" ولا علي علاقتها بإسرائيل والتنازلات التي قدمتها مقابل أن يتم أختيارها لاستضافة المونديال وكأنه " عبد الباري عطوان " تخصص بمعاداته لمصر والسعودية والأردن وقيادة منظمة التحريرالفلسطينية وأما الدكتور المنظر عزمي بشارة .. هرب من أرض الصمود فلسطين 1948 الي دوحة الترف وبيع الكلام .. وما زال يدعو الأخرين للثورة علي أنظمتهم ...
وكثيرين يعتبرون قطر من فريق الممانعة والمقاومة " الصمود والتصدي " فأي ممناعة ومقاومة هذه و إسرائيل وأمريكا في غرف نومهم ... وأي مثقفين و أعلامين متمردين علي الواقع العربي المزري هؤلاء ... وهل يعتبرون المونديال في 2022 م " بعد عمر طويل " انتصا ر للامة العربية .؟؟؟
ان كانت قناعاتهم هكذا .. فالف مبروك لقطر .. ويحق لها ان نتغنى لانتصارها ..

مبروك عليكي يا قطر ...
قلبي انفطر ... لما رآيت ... آل ثان ...
نط يدق ناقوس الخطر ...
صوتي صرخ من جوا حنجرتي .. يقول :
هذا البطل ... والله بطل ...
..............
ال هزم جيوش الامركان ....
وزرع الخوف في كوريا .. واستراليا واليابان ....
و نعل كندرته شرف راس كل جبان ....
بانتزاع كاس العالم ... ت يجو يلعبو .. فطبول ..
في حارتنا ال ... سموها ... قطر
..............
قوم غني يا شعبان يا عبد الرحيم ....
القدس اتحررت ... بقدرة واحد احد .. قار كريم ...
و اسرائيل صارت بين أمتنا ..... يا حرام ...
زي الطفل ... اليتيم ...
و الامارات اخذت جزرها ...
و الخليج الفارسي اصبح .. عربي صميم ...
و عربستان عادت جزء من الاوطان .....
وايران فتحت للاخوان .. صدر حميم ....
و ما عاد الانفصال يهدد السودان .....
ما .. احلاك يا وطن ... و انتا كامل سليم ....
آل ثان ...
آل ثان .. خوفوا كل الجيران ....
قوم غني يا شعبان ... يا عبد الرحيم ....
ما عاد خوف ع نهرالنيل .. ..
والفرات ... و لا الوزان ....
و الاسكندرونة .. رجعت ارض الشام ...
بقدرة واحد احد ... قادر كريم ....
قوم غني ... يا شعبان عبد الرحيم ..