نشاطات المخابرات الايرانية قرب مخيم أشرف أساءة الى سمعة الصحفيين الذين تورطوا في تغطيتها
صفحة 1 من اصل 1
نشاطات المخابرات الايرانية قرب مخيم أشرف أساءة الى سمعة الصحفيين الذين تورطوا في تغطيتها
نشاطات المخابرات الايرانية قرب مخيم أشرف أساءة الى سمعة الصحفيين الذين تورطوا في تغطيتها
2011-05-26
ليس غريبًا أن يمتنع صحفي عن إجراء تغطية إعلامية لحدث أو مناسبة أقيمت للنيل من جهة معينة دون أن يستمع – على الأقل – الى رأي الجهة التي يتم استهدافها بهذا النشاط .. ليس ذلك غريبًا، ولكن الغريب أن يسمح الصحفي لنفسه بإجراء تغطية إعلامية لنشاطات تحمل طابعًا عدائيًا والإكتفاء بإيصال أصوات من قاموا بهذه النشاطات دون الإكتراث لأصوات من تم استهدافهم به.
وما حدث قرب مخيم أشرف الذي يضم 3400 لاجئاً ايرانياً في محافظة ديالى شيء يندى له جبين الصحفي الغيور باعتباره انتهاكاً مشيناً لأخلاقيات مهنة الصحافة، فبعد أن كانت قوات حكومية مسلحة تابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بشن هجوم مسلح على سكان المخيم وقيامها بقتل 35 لاجئا بينهم 8 نساء بطريقة وحشية واصابة اكثر من 350 منهم بجروح في عملية تصفية حسابات سياسية، استدعت الحكومة الصحفيين للإطلاع على أوضاع المخيم وتغطية (فعالية) وصفتها قبل حدوثها بأنها (تظاهرة لعدد من المواطنين المطالبين بطرد اللاجئين الإيرانيين من مخيم أشرف)، ولدى حضور الصحفيين كان يقف قرب المخيم عدد من الرجال لايتعدى عددهم الأربعين اتضح من لهجاتهم بانهم ليسوا من محافظة ديالى، بل أقر بعضهم بأنهم تم تكليفهم بالحضور الى هنا والقيام بتظاهرة لاعلم لهم بأهدافها أو أسباب إقامتها.. فيما شوهد آخرون يحمل كل منهم ورقة صغيرة حملت شعارات ضد اللاجئين الايرانيين وكتب فيها ايضا بأن المتكلم (اي الشخص الذي سيحفظ الدور ويؤديه أمام الكاميرات) هو احد الفلاحين ويطالب اللاجئين الإيرانيين بالرحيل لانهم استحوذوا على (أرضه الزراعية!!)، وهؤلاء الذين حملوا هذه القصاصات الورقية محاولين حفظ ما كتب فيها هم من القلة القليلة التي تجيد القراءة من المجموعة التي تم استقدامها الى هذا المكان، ولكن هؤلاء المتعلمين فاتهم أن يعرفوا أن هذه الأرض التي يقيم عليها هؤلاء المعارضون الإيرانيون المنفيون كانت قبل اقامتهم فيها صحراء جرداء لاينبت فيها شيء سوى الأعشاب الشوكية، فوقع هؤلاء (المتظاهرون) في حرج شديد بعد أن عرضت بعض الفضائيات مطالبتهم باستعادة هذه الأرض التي نسبوا ملكيتها الى أنفسهم أمام وسائل الإعلام مقابل حصولهم على مبلغ 100 دولار!
وقد حاول بعض الصحفيين – ومنهم مراسل شبكة سي أن أن – اللقاء بسكان المخيم وفق مبدأ (الرأي والرأي الآخر).. الا ان القوات الحكومية التي تفرض حصارًا مشددًا على اللاجئين الإيرانيين كانت تمنع أي صحفي من التحدث اليهم وهذا ما جعل مراسل (سي أن ان) يشكو من هذا التضييق في تقريره الإخباري ويعرب عن اسفه لعدم تمكنه من تقديم تقرير مهني محايد بسبب منعه من اللقاء باللاجئين.
لقد وقع الصحفيون الذين شاركوا في تغطية الأحداث الدائرة في مخيم أشرف في ورطة حقيقية جعلت حياديتهم في نقل الحدث على المحك ووضعت سمعتهم كإعلاميين مستقلين في موضع الشبهة، بل ان البعض منهم تألموا كثيرًا وندموا على تغطيتهم لهذه الأحداث وبهذه الطريقة بسبب ما وجه اليهم من اتهامات بأنهم تلقوا مبالغ مالية كرشوة من جهاز المخابرات الإيرانية أو من السفارة الإيرانية ببغداد..
وليس من السهل على الصحفي العراقي الذي مارس مهنته النبيلة في البلد الذي يتصدر قائمة بلدان العالم التي تعرض فيها الصحفيون للقتل والخطف، ليس سهلاً عليه بعد كل تلك التضحيات أن يقع في مثل هكذا مأزق يسيء الى سمعته ويحصره في خانة التبعية للحكومة أو العمالة لدولة أجنبية.
ومن هنا فإن الإبتعاد عن تغطية مثل هكذا نشاطات سياسية مشبوهة هو إجراء سليم، إلا اذا سمحت الجهات الحكومية للإعلاميين باللقاء بالطرف الآخر (اللاجئين الإيرانيين) وسماع رأيهم ونقله الى العالم كما هو
بشير الغزاوي- عضو فعال
- عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010
مواضيع مماثلة
» شهود على المجزرة سلسلة يكتبها سكان مخيم أشرف يررون فيها سلسلة المجازر التي ارتكبتها قوات المالكي ضد اللاجئين العزل
» المخابرات الايرانية وهابليان وحارسات اشرف وحديث من القلب
» شهداء مخيم أشرف هم شهداء العراق.. وعدو سكان أشرف هو عدو العراق / علي الساعدي
» كيف تستخدم المخابرات الامريكية مجنديها من مارينز الاعلام ؟
» مخيم أشرف هو مقياس لحقوق الإنسان بالعراق
» المخابرات الايرانية وهابليان وحارسات اشرف وحديث من القلب
» شهداء مخيم أشرف هم شهداء العراق.. وعدو سكان أشرف هو عدو العراق / علي الساعدي
» كيف تستخدم المخابرات الامريكية مجنديها من مارينز الاعلام ؟
» مخيم أشرف هو مقياس لحقوق الإنسان بالعراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى