مجموعة الثمان لم تف بإلتزاماتها مع أفريقيا هل يؤدي الربيع العربي إلي صيف أفريقي جاف؟

مجموعة الثمان لم تف بإلتزاماتها مع أفريقيا
هل يؤدي الربيع العربي إلي صيف أفريقي جاف؟

باريس, يونيو - أعرب خبراء ومنظمات تنموية دولية عن مخاوفهم من أن تأتي حزمة المساعدات المالية التي إعتمدتها مجموعة الثمان (G8) في قمتها الأخيرة في مدينة دوفيل الفرنسية لدول شمال أفريقيا، علي حساب الموارد المالية اللازمة لبقية القارة والتي سبق وأن إلتزمت بها الدول الغنية الاعضاء في هذه المجموعة.

فقد إعتمد قادة المجموعة في قمتهم هذه، تخصيص نحو 40 مليار دولار لتونس ومصر، علي أن تستفيد أيضا دول أخري في المنطقة عندما تسير نحو الإصلاحات الديمقراطية.

كما أعلنت مجموعة الثمان عن "تجديد" شراكتها مع افريقيا، ورحبت "بنشر الديمقراطية"و"الدينامية الجديدة" في الدول الافريقية. واجتمعت مع قادة سبع دول افريقية وأصدرت بيانا مشتركا معها للمرة الأولي.

فأشادت المنظمات غير الحكومية بهذه القرارات، لكن العديد منها قالت أن ثمة حاجة لمواصلة مساعدة أكثر الأهالي فقرا في القارة الأفريقية، مشددة علي أن لا يأتي تركيز مجموعة الثمان علي المنطقة العربية الآن علي حساب الالتزامات التي سبق وأن قطعتها لأفريقيا.

وقال غيوم غروسو، المدير الفرنسي لمنظمة مكافحة الفقر،"لقد تعهدت مجموعة الثمان في قمة غلين إيغلز في عام 2005، بتوفير 25 مليار دولار لافريقيا بحلول عام 2010. ونحن الآن في 2011، ونري أن 40 في المئة من هذه المبالغ التي تعهدوا بها لم تقدم للقارة حتي الآن".

وأضاف لوكالة انتر بريس سيرفس أنه يمكن الجزم بالتالي بأن "مجموعة الثمان لم تف بإلتزاماتها، كما أنها تقدم أي إلتزامات جديدة، وهو الواقع المثير للقلق البالغ". كذلك "فلا توجد الأموال اللازمة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015".

وقال أنه في حين انه من الجيد أن تتحدث مجموعة الثمان عن "احتضان الديمقراطية والحرية"، فلا ينبغي علي زعماء العالم نسيان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. "الربيع العربي قد يعني الجفاف الصيفي في أفريقيا... ميزانيات التنمية الدولية تقع تحت ضغط شديد، وبالفعل جمدت بضعة دول (غنية) مخصصاتها أو قلصتها".

ومن جانبها، حذرت منظمة "ا ت د – العالم الرابع"، واحدة من 50 منظمة غير حكومية أُعتمدت لحضور قمة مجموعة الثمان في دوفيل، من أن الفقر المدقع لا يزال قائما مستمرا. ونبهت إلي أن "التزام مجموعة الثمان بقيم الحرية والديمقراطية سيكون ناقصا إذا إستمر الفقر المدقع في مختلف أنحاء العالم".

فعلى الرغم من النمو الإقتصادي السريع في أفريقيا، لا يزال هناك 300 مليون شخصا يعانون من الجوع في القارة، ويقاسي العديد منهم من "فقر مهين للإنسانية"، وفقا للمنظمة الأفريقية غير الربحية"المرصد الأفريقي".

وكتب مؤسسها المطران السابق لمدينة كيب تاون نجونغونكلولو ندونجان قبل قمة مجموعة الثمان، أن المهم ان تفّعل المجموعة وضيوفها الأفارقة التزاماتها. "يتوقع الأفارقة إن ينمو اقتصاداتهم، بل وأن ينمو بسرعة. لكنهن أيضا أن توفر لهم حياة بسيطة كريمة الكرامة، لا بذخ بالضرورة".

والمعروف أن33 من أصل 48 دولة مصنفة علي قائمة دول العالم الأقل نموا تقع في أفريقيا، وكثير منها هي من المستعمرات الفرنسية السابقة.( 2011)