حول مفهوم الوكالة في الكمبيوتر / الحقوقي د.برهان الإبراهيم العبدالله

حول مفهوم الوكالة في الكمبيوتر / الحقوقي د.برهان الإبراهيم العبدالله

مدراء المكاتب والوكلاء والسكرتيرات وظائف يشغلها الملايين من البشر.
لكن ٱخر إنجازات البرامج الحاسوبية تقول بإمكان الاستغناء عن خدماتهم.
فإن المشكلة المعلوماتية هي أنه لم ينجز حتى الٱن إلا الجزء الاول منها من ثورة المعلومات الذي يتمثل في غزارة الإنتاج وسهولة التوصل
إليها ؛أما الجزء الٱخر الذي يتعين إنجازه فهو زيادة القدرة على استخلاص مايهمنا من هذا الفيض المعلوماتي المتاح.وتعد هذه من
أهم المشكلات التي تواجه أهل حضارة الحاسوب.
هذه المشكلة التي نشأت من قصور قدرات الإنسان الإدراكية المحدودة في ملاحقة ومتابعة واستيعاب فيض المعلومات التي تحيط به أينما كان.
والحق أن ثورة المعلومات قد حققت في مرحلتها الأولى للإنسان الشيء الكثير فهي قد وفرت له غزارة الإنتاج وكماً هائلاً من البرمجيات مثل
التحليل الإحصائي والمحاكاة ومعالجة الأفكار مما يسهل للمستخدم العادي غير المختص تشغيل أعقد البرمجيات بمجرد الإشارة إلى الإيقونة التي
تمثل البرمجية على شاشة الحاسوب مع إكساب الحاسوب القدرة على فهم اللغة الطبيعية للإنسان منطوقة أم مكتوبة مما شكل فضاءً معلوماتياً
زاخراً بشتى المعلومات والمعارف.
وهكذا نشأ مفهوم الوكيل الحاسوبي الذي يقوم بكل أعمال الوكالة بالنيابة عن صاحبه الموكل كما هو الحال بالنسبة للوكلاء في دنيا الأعمال.لكن
على وكلاء دنيا الحاسوب التمتع بالعديد من الصفات أبرزها الاقتدار والمرونة والموثوقية مما يعني أن مسؤولية التواصل مع الحاسوب لم تعد ملقاة
على عاتق الإنسان بل أصبحت مسؤولية مشتركة بين الإنسان ووكيله الحاسوبي فهما يتحاوران ويتعاونان معاً على بدء التواصل واستمراره.
فالوكيل الحاسوبي ليس إلا مساعداً خصوصياً يتعاون مع الإنسان في إطار بيئة عمل مشتركة لتخفيف وطأة الحمل المعلوماتي الزائد عن صاحبه
بسرعة وكفاءة عالية.