إسرائيل: لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا
صفحة 1 من اصل 1
إسرائيل: لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا
محاضرة وزير الأمنالإسرائيلي الأسبق (آفي
ديختر) في سنة 2008 حول الدور الإسرائيلي فيالعراق:
لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا وتوقعنا
*(إنّ
تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الصهيوني).
*(إن
العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد، وخيارنا الاستراتيجي بقاءه مجزءاً)..
*((ما
زال هدفنا الإستراتيجى هو عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربى
واقليمى).
*(ذروة
اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريبوالشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية
مستقلة فى شمال العراق تسيطرعلى نفط كركوك وكردستان).
*(ان
تحليلنا النهائى و خيارانا الاستراتيجى هو أن العراق يجب أن يبقى مجزأ ومنقسما
ومعزولا داخليا بعيدا عن البيئة الإقليمية).
* نص المحاضرة:
((ليس بوسع أحد أن ينكر
أننا حققنا الكثير من الأهداف علىهذه الساحة بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا فى هذا الخصوص. يجب استحضار
ماكنا نريد أن نفعله وننجزه
فى العراق منذ بداية تدخلنا فى الوضع العراقىمنذ بداية عقدالسبعينات
من القرن العشرين، جل وذروة هذه الأهداف هو دعمالأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن
تقرر مصيرها بالتمتعبالحرية شأنها شأن أى شعب.
فى
البداية كان المخططون فى الدولة وعلى رأسهم " أورىليبرانى " المستشار الأسبق لرئيس
الوزراء ثم سفيرنا فى تركيا وأثيوبياوإيران قد حدد إطار وفحوى الدعم الإسرائيلى
الأكراد. هذا الدعم كان فىالبداية متواضعا، دعم سياسى و إثارة قضية الأكراد وطرحها فوق المنابر.
لميكن بوسع الأكراد أن
يتولوها فى الولايات المتحدة وفى أوروبا وحتى داخلبعض دول أوروبا. كان دعم مادى أيضا ولكنه
محدود.
التحول
الهام بدأ عام 1972. هذا الدعم اتخذ أبعادا أخرىأمنية، مد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران
واستقبال مجموعات كردية لتلقىالتدريب فى إسرائيل بل وفى تركيا وإيران.
هكذا
أصبح هذا الدعم المحرك لتطور مستوى العلاقاتالاستراتيجية بين إسرائيل والأكراد، وكان من
المنتظر أن تكون له نتائجمهمة لولا أن ايران الشاه والعراق توصلا الى صفقة فى الجزائر عام 1975،هذه الصفقة وجهت ضربة
قوية الى الطموح الكردى. لكن وفق شهادات قياداتإسرائيلية ظلت على علاقة بزعيم الأكراد مصطفى
البرزانى. الأكراد لميتملكهم اليأس، على العكس ظلوا أكثر إصرارا على الإستمرار فى صراعهم
ضدالسلطة فى بغداد.
بعد
إنهيار المقاومة الكردية كنتيجة للاتفاق مع إيرانتوزعت قياداتهم على تركيا وسوريا وإسرائيل. إسرائيل
وانطلاقا من إلتزامأدبى وأخلاقى كان من واجبها أن تظل الى جانب الأكراد وتأخذ بأيديهم
الى أنيبلغوا الهدف القومى الذي
حددوه، تحقيق الحكم الذاتى فى المرحلة الأولىومرحلة الإستقلال الناجز بعد ذلك.
لن
أطيل فى حديثى عن الماضى، يجب أن ينصب حديثى على أن ما تحقق فى العراق فاق ما كان
عقلنا الاستراتيجى يتخيله.
الآن
فى العراق دولة كردية فعلا، هذه الدولة تتمتع بكلمقومات الدولة أرض شعب دولة وسلطة وجيش
واقتصاد ريعى نفطى واعد، هذهالدولة تتطلع الى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان، بل ضم شمالالعراق بأكمله، مدينةكركوك
فى المرحلة الأولى ثم الموصل وربما الى محافظة صلاح الدين الى جانب جلولاء وخانقين.
الأكراد
حسب ما لمسناه خلال لقاءات مع مسؤولين إسرائيليينلايدعون مناسبة دون أن يشيدوا بنا وذكروا
دعمنا ويثمنوا مواقفنا والإنتصارالذي حققوه فى العراق فاق قدرتهم على استيعابه.
وبالنسبة
لنا لم تكن أهدافنا تتجاوز دعم المشروع القومىالكردى لينتج كيان كردى أو دولة كردية. لم
يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعةواحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التى شنتها الولايات المتحدة وأسفرت
عناحتلاله.. العراق الذي ظل
فى منظورنا الاستراتيجى التحدى الاستراتيجىالأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة،
فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوةعسكرية بل وكبلد واحد متحد، العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد
حرباأهلية شرسة ومدمرة أودت
بحياة بضع مئات الألوف.
إذا
رصدنا الأوضاع فى العراق منذ عام 2003 فإننا سنجد أنفسنا أمام أكثر من مشهد :1. العراق منقسم على أرض
الواقع الى ثلاثة كيانات أو أقاليم رغم وجود حكومة مركزية.
2. العراق
ما زال عرضة لإندلاع جولات جديدة من الحروب والإقتتال الداخلى بين الشيعة والسنة
وبين العرب والأكراد.
3. العراق
بأوضاعه الأمنية والسياسية والاقتصادية لن يسترد وضعه ما قبل 2003.
نحن
لم نكن بعيدين عن التطورات فوق هذه المساحة منذ عام 2003، هدفنا الإستراتيجى مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى
ممارسةدور عربى وإقليمى لأننا
نحن أول المتضررين.
سيظل
صراعنا على هذه الساحة فاعلا طالما بقيت القواتالأمريكية التى توفر لنا مظلة وفرصة لكى تحبط
أية سياقات لعودة العراق الىسابق قوته ووحدته.
نحن
نستخدم كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسى والأمني.نريد
أن نخلق ضمانات وكوابح ليس فى شمال العراق بل فىالعاصمة بغداد. نحن نحاول أن ننسج علاقات مع
بعض النخب السياسيةوالإقتصادية حتى تبقى بالنسبة لنا ضمانة لبقاء العراق خارج دائرة
الدولالعربية التى هى حالة حرب
مع اسرائيل، العراق حتى عام 2003 كان فى حالةحرب مع إسرائيل.. وكان يعتبر الحرب مع
إسرائيل من أوجب واجباته.
إسرائيل
كانت تواجه تحدى استراتيجى حقيقى فى العراق، رغمحربه مع ايران لمدة ثمانية أعوام واصل العراق
تطوير وتعزيز قدراتهالتقليدية والإستراتيجية بما فيها سعيه لحيازة سلاح نووى.
هذا
الوضع لايجب أن يتكرر نحن نتفاوض مع الأمريكان من أجل ذلك، من أجل قطع الطريق أمام
عودة العراق ليكون دولة مواجهة مع اسرائيل.
الإدارة
الأمريكية حريصة على ضمان مصالحنا وعلى توفير هذه الضمانات عبر وسائل مختلفة.1. بقاء القوات الأمريكية فى
العراق لفترة لا تقل عن عقدالى عقدين حتى فى حالة فوز باراك أوباما الذي يحبذ سحب القوات
الأمريكيةحتى نهاية عام 2009.
2. الحرص
على أن تشمل الاتفاقية الأمنية بين الولاياتالمتحدة والحكومة العراقية أكثر من بند يضمن
تحييد العراق فى النزاع معإسرائيل وعدم السماح له بالإنضمام الى أية تحالفات أو منظومات أو
الإلتزامبمواثيق تتأسس على العداء ضد إسرائيل كمعاهدة الدفاع العربى المشترك
أوالإشتراك فى أى عمل عدائى
ضد إسرائيل إذا ما نشبت حرب فى المنطقة مع سورياأو لبنان أو إيران.
الى
جانب هذه الضمانات هناك أيضا جهود وخطوات نتخذها نحنبشكل منفرد لتأمين ضمانات قوية لقطع الطريق
على عودة العراق الى موقعالخصم. استمرار الوضع الحالى فى العراق ودعم الأكراد فى شمال العراق
ككيانسياسى قائم بذاته، يعطى
ضمانات قوية ومهمة للأمن القومى الإسرائيلى علىالمدى المنظور على الأقل.
نحن
نعمل على تطوير شراكة أمنية واستراتيجية مع القيادةالكردية رغم أن ذلك قد يثير غضب تركيا الدولة
الصديقة. نحن لم ندخر جهدافى سبيل إقناع الزعامة التركية وعلى الأخص رجب أردوغان وعبد الله جول
بلوالقادة العسكريين أن
دعمنا للأكراد فى العراق لا يمس وضع الأكراد فىتركيا.
أوضحنا
هذا أيضا للقيادة الكردية وحذرناها من مغبةالإحتكاك بتركيا أو دعم أكراد تركيا بأى شكل
من اشكال الدعم، أكدنا لهم أنالشراكة مع إسرائيل يجب أن لا تضر بالعلاقة مع تركيا وأن ميدان هذهالشراكة هو العراق فى
الوقت الحالى، وقد يتسع المستقبل لكن شريطة أن يتجههذا الأتساع نحو سوريا وإيران.
مواجهة
التحديات الاستراتيجية فى البيئة الإقليمية يحتمعلينا أن لا نغمض العين عن تطورات الساحة
العراقية وملاحقتها، لا بالوقوفمتفرجين بل فى المساهمة بدور كى لا تكون تفاعلاتها ضارة ومفاقمة
للتحديات.
أبونصيفـ؛- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 18
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 04/07/2009
مواضيع مماثلة
» شهداء مخيم أشرف هم شهداء العراق.. وعدو سكان أشرف هو عدو العراق / علي الساعدي
» خفايا الأيام الأخيرة في حياة أبو إياد تنشر للمرة الأولى..صدام ابلغ أبو اياد أن العراق سيرد في أول ساعة تندلع فيها الحرب الامريكية بكل ما لديه من أسلحة تدميرية على إسرائيل
» اسرائيل تحكم قبضتها علي المهاجرين أكثر من أي وقت مضي
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
» خفايا الأيام الأخيرة في حياة أبو إياد تنشر للمرة الأولى..صدام ابلغ أبو اياد أن العراق سيرد في أول ساعة تندلع فيها الحرب الامريكية بكل ما لديه من أسلحة تدميرية على إسرائيل
» اسرائيل تحكم قبضتها علي المهاجرين أكثر من أي وقت مضي
» الممثل الرسمي للبعث قي العراق: انتصار ثورة شعب مصر العظيم، يمثل انتصارا للمقاومة في العراق وفلسطين
» الممثل الرسمي للبعث في العراق : نشر هذه الوثائق يؤكد التواطؤ والتعاون بين إدارة مجرم الحرب بوش وبين النظام الإيراني في جريمتهم الكبرى بغزو العراق واحتلاله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى