ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في الذكرى 61 لتأسيسه أما حان الوقت لإنصاف البعث-معن بشور

اذهب الى الأسفل

في الذكرى 61 لتأسيسه أما حان الوقت لإنصاف البعث-معن بشور Empty في الذكرى 61 لتأسيسه أما حان الوقت لإنصاف البعث-معن بشور

مُساهمة من طرف admin السبت أبريل 05, 2008 11:56 pm

في الذكرى 61 لتأسيسه أما حان الوقت لإنصاف البعث
في الذكرى 61 لتأسيسه أما حان الوقت لإنصاف البعث-معن بشور Ma3n-bshor
معن بشور


سألني صديق، استمع اليّ وانا اتحدث في الذكرى الخامسة للحرب على العراق: ما بالك تنصب نفسك مدافعاً عن البعث وقد خرجت من تنظيماته قبل ثلث قرن ونيف، وحُرِمْتَ من "خيرات" سلطته في بغداد فيما كان كثيرون، من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، ومن المحيط الى الخليج يتنعمون بها.

اجبت صديقي بلهجة لا تخلو من انفعال يغلب عليها من يضطر ليكرّر نفسه: ألم ندافع بكل قوانا عن تجربة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عشية رحيله، وبعد رحيله، لأننا كنا نعتقد ان استهدافه كان استهدافاً لعروبة مصر وتحرر الامة، ألم نقف دوماً في خندق الدفاع عن الثورة الفلسطينية، والدعوة الى تفهّم ظروف رمزها وقائدها المجاهد ياسر عرفات، ألم نطالب عبر جريدة "السفير" بالافراج عن الرئيس الجزائري احمد بن بللا بعد سنوات على سجن ظالم وقع فيه، ألم نصّر في بيروت في اواخر السبعينات على احياء ذكرى اختطاف القائد المغربي الكبير المهدي بن بركة رغم اننا كنا نعيش ظروف الحرب اللعينة، ألم نبادر في الدعوة الى اضراب عام في بيروت احتجاجاً على القصف الامريكي لليبيا عام 1986، ألم نبادر قبلها الى التحرك استنكاراً لاعدام القائد الشيوعي عبد الخالق محجوب في السودان عام 1971، وبعدها لاستنكار اعدام الشيوعيين بالعراق في اواخر السبعينات، ألم ندافع عن المناضل الاسلامي عصام العريان واخوانه حين كانوا يعتقلون في مصر، وعن الزعيم الموريتاني احمد ولد داداه واخوانه حين كان يطاردهم النظام السابق لانهم رفضوا اقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، بل ألم نكن في طليعة المدافعين عن وحدة اليمن وعروبة الخليج، كما عن حق المثقفين والوطنيين في حرية التعبير في الجزيرة العربية، بل عن سجناء الرأي في غير عاصمة عربية والى اي التيارات انتموا ومن اي المشارب جاءوا.

بل ألم نكن في طليعة المتضامنين مع ثورة الشعب الايراني ضد نظام الشاه، ومع حق طهران اليوم في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية، رغم دعوتنا الدائمة لتصحيح العلاقات العربية – الايرانية من الشوائب وخصوصاً في العراق.

ألم تكن مواقفنا ثابتة دائماً في دفاعها عن حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق رافضين كل محاولات التمييز بينها أو دعم احداها وتجاهل الاخرى.

ولا اعتقد ان دفاعنا عن حق الشعب الافغاني في طرد المحتلين يجعلنا اعضاء في "طالبان" ، كما لا يجعلنا، بالطبع، رفضنا للاحتلال الاثيوبي – بالوكالة الامريكية - في الصومال اعضاء في المحاكم الاسلامية.

اما البعث، الذي اعتز بانه شكّل جزءاً غير مديد من حياتي، واغتنت معه تجربتي الشخصية والعامة، وشدتني الى العديد من اعضائه وقياداته ومؤسسيه روابط اتمسك بها، فهو حزب مهم في حياة الامة، له ما له وعليه ما عليه، ولعل صموده لاكثر من 61 عاماً مرّت على تأسيسه الرسمي في 7 نيسان عام 1947، وحوالي 70 عاماً على انطلاقته الفكرية والنضالية حين انتصر في دمشق عام 1941 لثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، هو شهادة على عراقته وعلى عمق تجذّره في الارض العربية، وهي شهادة لا تخفي ابداً حجم الاخطاء والخطايا، وبعضها كان قاسياً ودامياً، التي وقع فيها البعث او أستدرج اليها، منذ ان تماهت تجربته مع السلطة، وتاهت في خباياها وزواياها، فطغت احياناً اعتبارات الاحتفاظ بالحكم على ضرورات الحفاظ على المبادئ والاساليب السليمة.

لكن إنصاف البعث اليوم، بكل مدارسه وتياراته وتنظيماته، بات واجباً عربياً عاماً ينبغي ان يضطلع باعبائه كل احرار الامة، الى اي حزب انتموا، والى اي عقيدة اعتنقوا، لأن حجم التحامل على البعث بلغ حدّ شن حملة عالمية عسكرية ضخمة، وبتسهيل عربي (مع الاسف)، لاسقاطه في بغداد ومعها، وشن حملة عالمية سياسية ضخمة لمحاصرة البعث وعزله في دمشق، دون ان ننسى انه في ظل الصراع المشؤوم بين جناحي البعث في البلدين، وجدنا العديد من القوى الدولية والاقليمية والمحلية تتحالف مع جناح ضد جناح (حتى لا نقول انها كانت تحرّض بعثاً هنا على بعث هناك والعكس) غير آبهة انذاك "ببعثية" هذا الطرف او ذاك، ومن دون ان تُشهر ما تُشهره اليوم من سيف "الاجتثاث السياسي والانساني" ضده على يد الاحتلال الصهيو – امريكي في العراق، او دون ان تُشهر سيف "الاجتثاث الفكري والعقائدي" على يد بعض من حاول استثمار العدوان الاجنبي لتصفية حسابات او احياء أحقاد او تحقيق مطامع او ما شابه.

فلو كان البعث "سيئاً" الى الحد الذي يقوله البعض، وبين الكثيرين من هؤلاء من يقول ذلك عن حسن نيّة، فلماذا كان "اجتثاث البعث" مثلاً اول القرارات في "اجندة" المحافظين الجدد في واشنطن بعد احتلال العراق، جنباً الى جنب مع قرار حل الجيش العراقي، ومع اطلاق العنان لرياح المحاصصة العرقية والطائفية والمذهبية، الهادفة الى تقسيم العراق باسم "الفدرلة" او باسم غيرها، بل جاء قرار اجتثاث البعث موازياً لاصرار المحتل وادواته على سحب مصطلح "عروبة" العراق من التداول لصالح مصطلحات اخرى تعترف بكل القوميات في العراق الا القومية العربية، وبكل الديانات الا الاسلام الذي يرفض التفرقة بين عربي وكردي، بين سني وشيعي.

من حقنا هنا ان نفترض، وتسند افتراضنا هذا ادلة قوية، ان استهداف البعث كان استهدافاً لعروبة العراق، وهو الحزب ذي التاريخ الطويل في الدفاع عن هذه العروبة، وان استهدافه كان ايضاً محاولة للنيل من وحدة العراق، وهو الحزب الذي جسد هذه الوحدة منذ نشأته في بناه الداخلية وتنظيماته الممتدة في كل بلاد الرافدين.

كما ان من حقنا ايضاً ان نفترض ان التركيز على محو البعث من ذاكرة العراقيين والعرب، بعد محاولات "شيطنته"، يعود الى انه الحزب الذي ربط بين العروبة والاسلام منذ تأسيسه، فصاغ المعادلة الفكرية القادرة التي تحصّن الامة بوجه كل المحاولات الاستعمارية لضربهما، والتي بدأت في أواخر ايام السلطة العثمانية لضرب الاسلام باسم العروبة، واستمرت بعدها في زمن المد القومي والناصري لضرب العروبة باسم الاسلام، وازدهرت في زمن الحرب العراقية – الايرانية لتضرب الاثنين معاً.

ومن حقنا ايضاً ان نفترض هنا، وافتراضنا تعززه شواهد ووقائع، ان حزب البعث لم يكن مجرد حزب سلطوي يضم مجموعة من المنتفعين بمغانم السلطة، وان قادته لم يكونوا مجرد جمهرة من المتزلفين الانتهازيين للسلطة، إما انتفاعاً بخيراتها او خوفاً من بطشها او الامرين معاً.

فبعد خمس سنوات على الاحتلال والاجتثاث والاعتقال الكيفي والاغتيال الجماعي والمطاردة الدموية، لم يستطع المحتل واعوانه من تجاوز "عقدة" البعث، فتبدلت قوانين، وتغيرت خطب، وبرزت مؤشرات في الداخل والخارج تشير الى ان البعث حزب عريق يصعب تجاوزه او شطبه، وان قياداته بقيت متماسكة داخل السجن بوجه الترهيب والترغيب معاً، كما بقيت خارج السجن تواصل المقاومة بشتى اشكالها، وبكل السرية الممكنة، وان قائده واجه حبل المشنقة بشجاعة ورباطة جأش وايمان، وان مناضليه موزعون في العديد من فصائل المقاومة على امتداد العراق، وان كوادره نجحت في تشكيل اول تحالف للقوى المناهضة للاحتلال باسم "جبهة القوى الوطنية والقومية والاسلامية".

لكن الابرز في هذه المؤشرات جميعاً هو ان الخطاب البعثي الجديد بدأ ينطوي على قدر جدي من المراجعة، التي بدونها لا مستقبل للحركات والاحزاب العريقة، فمن الاعلان عن ان "غزو الكويت كان خطأ استراتيجياً" الى الحديث عن مرحلة انتقالية، اي عدم الحديث عن العودة بالاوضاع الى ما قبل 9 نيسان 2003، تضمن اقراراً مبدئياً بالتعددية وبالمشاركة وبحكم ديمقراطي يختار فيه الشعب ممثلوه.

ومن الضروري الاشارة الى ان ما تم حتى الان من مراجعات هو خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج ايضاً الى خطوات خصوصاً في مجال تجاوز الحساسيات والرواسب والعقد الماضية في علاقات داخلية وخارجية في آن.. مراجعة تعزز النهج المقاوم الذي يعتمده البعث، تماماً مثلما تعزز المقاومة روح المراجعة باعتبار ان شرف المقاومة يسمو فوق كل مكابرة أو معاندة او تناحر او استئثار.

ومثلما ندعو البعث في ذكرى تأسيسه، وفي ذكرى احتلال بغداد، بل في ذكرى انطلاق المقاومة، الى استكمال المراجعة النقدية المطلوبة لتجربته وعلاقاته وممارساته بهدف تحصين الرؤية المستقبلية لدوره في العراق والامة، فان القوى المحلية والعربية والاقليمية والدولية كافة مدعوة ايضاً الى مراجعة جريئة وجذرية ومنصفة لنظرتها الى البعث ولموقفها منه، فتتحرر تلك القوى، وفي ضوء هذه المراجعة، من اسر لحظات مريرة في تاريخ العلاقة مع البعث وتجاربه، ومن أَسر انطباعات غير دقيقة كونتها عن افكاره ومنطلقاته ومراحل نشوئه وتأسيسه.

فكلا المراجعتين، مراجعة البعث لنفسه ومراجعة الاخرين لمواقفهم منه، مدعوتان للانطلاق من فكرة بسيطة ان احداً لا يستطيع الغاء احد في واقعنا الراهن، وكما عجز البعث وهو في ذروة السلطة ان يلغي احزاباً وقوى ورموزاً عارضته، فان احداً لا يستطيع الغاء البعث لاسيّما حين يكون مقاوماً في بغداد وممانعاً في دمشق، وقومياً عربياً وحدوياً في كل اقطار الامة.

اما البعثيون، داخل تنظيمات البعث أو خارجها، فهم ايضاً مدعوون الى السير خطوات على طريق الوحدة فيما بينهم، تبدأ بالتعاون والتنسيق والتكامل والمراجعة المشتركة للتجربة، لتصل الى ابتكار الصيغ التنظيمية الملائمة لاستعادة وحدة الحزب الوحيد الذي ما زال قائماً على مستوى الامة، فتتعزز بذلك الثقة باحتمال قيام وحدة الامة نفسها، خصوصاً ان ابرز ما يأخذه ابناء الامة على البعثيين في المرحلة الماضية هو عجزهم عن تحقيق الوحدة بين قطرين متجاورين "يدعيان الانتماء الى حركة واحدة ولا تقوم بينهما وحدة"، كما قال يوماً مؤسس البعث الراحل ميشيل عفلق في مقاله الشهير "نداء المسؤولية التاريخية" في اواخر اذار/مارس عام 1971 في جريدة "الاحرار" الناطقة باسم حزب البعث في لبنان، والذي ادى الى صدور قرار باقفال الجريدة لأنها "نشرت" مقالاً لامين عام الحزب.
admin
admin
مدير عام

عدد الرسائل : 1748
العمر : 61
تاريخ التسجيل : 09/02/2008

https://arabia.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى