ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الفكر القومي
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

ملتقى الفكر القومي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أمريكا والكنعانيون الحمر سيرة الإبادة (1)

اذهب الى الأسفل

أمريكا والكنعانيون الحمر سيرة الإبادة (1) Empty أمريكا والكنعانيون الحمر سيرة الإبادة (1)

مُساهمة من طرف بشير الغزاوي الأحد يونيو 06, 2010 8:36 am

أمريكا والكنعانيون الحمر سيرة الإبادة (1)
موقع:جبهةالتحريرالعربية
الرفيق:بشيرالغزاوي
يجب أن تكون "زنبورا" لتفهم هذا الهلع العصابي الذي أصاب أمريكا مع ظهور حالات الجمرة الخبيثة، فالزنبور الأمريكي يختلف عن كل زنابير البراري في الشكل واللسع والتاريخ الطبيعي والعلاقة مع الجراثيم. إنه اصطلاح مؤلف من الحروف الأربعة الأولى لأربع خصال عرقية وأخلاقية واستثنائية تميزت بها العترة الأرستقراطية "المختارة"، التي أطلقت " فكرة أمريك " وصنعت تاريخها.

في كل الطبقات الجيولوجية لذاكرة هؤلاء الزنابير " البيض، الأنكلو * سكسون، البروتستانت " مناجم غنية بمعادن موت استثنائي، بدونه لم تكن فكرة أمريكا * فكرة استبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة * ممكنة.

هناك علاقة استثنائية بين هذا التاريخ الذي يرضع منذ أكثر من أربعة قرون من نسغ الموت وبين الهلع الهستيري الذي ملأ ليل الزنابير بكوابيس "الخطيئة الأصلية" لفكرة أمريكا، واكتشف في كل ذرة من جيولوجيا الذاكرة جمرة خبيثة. ولربما كان هناك أيضا ما يشبه الاستنساخ للعقلية القيامية التي عاشها أرسطوفان في أيام سقراط، وفندها في مسرحية "الزنابير"، وفضح فيها على لسان بطله " كليون" جنون أثينا بالدينونة والمحاكمة والقتل بالسموم.

فجأة رأت ذاكرة الزنابير صورتها في المرآة: الإمبراطور عاريا تطارده أشباح 112 مليون آدم وحواء ينتمون إلي أكثر من أربعمائة شعب، كانوا يملأون " مجاهل " العالم الجديد بضحكة الحياة " لم يبق منهم في إحصاء 1900 سوي ربع مليون "، وتلوح لعيني جلالته مشاهد 93 حربا جرثومية شاملة أتت على حياة الملايين من هذه الشعوب. هذه الإبادة الجماعية الأعظم والأطول في تاريخ الإنسانية، والتي حاول التاريخ المنتصر محو ذكراها من وجه الأرض، أيقظتها حالات " الجمرة الخبيثة " بكل أهوالها في مخيلة الزنابير التي بدأت ترى مستقبلها في صورة ضحاياها الذين أبيدوا بجراثيم الجدري في خليج ماساشوستس، أو بمبيد الأعشاب البرتقالي وغاز الخردل واليورانيوم المستنفد في كوريا وفيتنام وما بين الرصافة والجسر.

لم تعترف الولايات المتحدة أبدا بعدد الهنود الذين أبيدوا منذ بداية الغزو الأبيض الذي دشنه خوان ونس دوليون باكتشاف فلوريدا في فصح 1513، فيما كان يبحث عن " ماء الشباب " الأسطورية. إن كتبها المدرسية لا تعترف بتاريخ لهذه " المجاهل" قبل كولومبس، فقد كانت شبه خاوية من البشر تنتظر من الإله الذي خلع علىه أوليفر كرومويل الجنسية الإنجليزية أن يهبط فيها آدمه ليؤنس وحشتها ويعمرها بالحياة. إن الفيلم "الوثائقي" الذي يعرض للسياح في مستعمرة ليموث " أول مستعمرة فيما صار يعرف بنيو إنكلاند " والدليل السياحي في تمثال الحرية بنيويورك كليهما يؤكد لك أن تاريخ الإنسان في مجاهل الشمال الأمريكي، لم يبدأ إلا في أواخر القرن السادس عشر. أما تلك القلة الضئيلة المشاغبة من الهنود الذين لم يتجاوز عددهم يومها المليون فقد حفروا قبورهم بأيديهم في حروب متكافئة شريفة شفافة، كانوا هم مسئولين عن إضرام نارها وحصد أضرارها، أو أنهم " ماتوا " قضاء وقدرا بالأمراض التي حملها الأوروبيون معهم دون قصد. وتمضي الكتب المدرسية فتصف هذا الموت القدري بأنه " مأساة مشئومة يؤسف لها "، " غير مقصودة "، " لا متعمدة "، " لم يكن تجنبها ممكنا" و " أضرار هامشية تواكب انتشار الحضارة وطريقة حياته "، وليس لك هنا بالتالي أن تلوم، إذا أردت أن تلوم إلا القضاء والقدر. وبانتفاء النية والقصد والمسئولية عن فناء هؤلاء " الأشقياء " يصبح الحديث عن الهولوكست الأمريكي " متحاملا "، " متهورا "، " سلبيا "، " غير مسئول "، و" ينبع من روح الكراهية " للحضارة و" طريقة حياتها ". ألا تري كيف أكرموا الهنود فرفعوا تمثال امرأة هندية فوق قبة الكاَتول، وجعلوه رمزا للحرية؟

* * *

الأرقام الرسمية التي لا تعترف بوجود أكثر من مليون أو مليوني هندي عند وصول الإنسان الأبيض إلى العالم الجديد لا تختلف عن القول، بأن عدد اليهود في أوروبا عند وصول النازيين إلي الحكم لم يكن يتجاوز مائة ألف أو مائتي ألف يهودي، ولربما أنه سيشجع على القول مستقبلا إن فلسطين عند إعلان دولة إسرائيل لم يكن في مجاهلها أكثر من عشرة آلاف متوحش. إننا لا نقف هنا أمام جهل بالحساب، أو غش في صفقة تجارية، بل أمام عدم تتطاير أشلاء الذاكرة الإنسانية في هاويته، ومعها تتطاير فرص الحياة لكثير ممن تلدهم أمهاتهم في " المجاهل ". ولأنه ليس هناك من يعرف عمق هذه الهاوية ، فإن " المأساة المشئومة " التي واكبت انتشار الحضارة في العالم الجديد تبقى مفتوحة على كل أنواع الثقافات والأعراق الإنسانية. هذا قدر أمريكا ورسالتها الخالدة التي كتبت لها السماء أن ترافق أشعة الشمس حيث دارت الشمس.

إن الأرقام الحقيقية لم تتقلص بهذه الشراسة إلا لأن حقيقتها تعري أسطورة " الأرض العذراء " التي افترعها الزنابير، أو " الأرض الفارغة " التي نسجت من خيوطها كل أكاذيب التاريخ الأمريكي ووضعت حياة إنسانيتنا باستمرار على شفا ذلك الثقب الأسود. هذا الإصرار على أن عدد الهنود لم يتجاوز المليون أو المليونين عند وصول الأوروبيين، وأنه تقلص إلي ربع مليون في عام 1900 يحيل كل قصة الإبادة إلي فيلم تسلية، ويقدم لبهلوانيي التاريخ المنتصر اللغة الأورولية المناسبة لنشاط وزارة الحب. إن بإمكانهم ابتلاع هذه الحسكة الطرية الصغيرة، ولكن كيف سيبتلعون عظام 112 مليون إنسان؟

وليس " عامل الأمراض " بأقل لؤما. هناك مئات الكتب التي وضعها التاريخ المنتصر لما أسماه بعامل الأمراض ، وهناك مئات الأبحاث والدراسات التي تسخر من فكرة إبادة سكان أمريكا بالأسلحة الجرثومية. فالجدري والتيفوئيد والخناق والحصبة وغيرها من أوبئة العالم القديم، هي التي قفزت خفية إلي سفن المستوطنين ووصلت سرا إلي شواطئ العالم الجديد، ثم تسللت إلي أرواح الهنود في قراهم ومدنهم قضاء وقدرا.

أما الهنود فلم يموتوا بسبب " احتكاكهم " بالأوروبيين أو لأن هذه الأمراض كانت سلاحا من أسلحة الإبادة بل بسبب فقرهم للمناعة الكافية، خاصة أن الإنجليز الأبرياء المسالمين في ذلك الزمان كانوا لا يعرفون شيئا عن خطر هذه الأوبئة!

* * *

بهذا المنطق يؤكد التاريخ المنتصر أن حرب الإبادة الجماعية التي أفرغت العالم الجديد من سكانها، وقضت على أكثر من أربعمائة شعب وأمة وقبيلة كانت تنتشر في الشمال الأمريكي فوق مساحة أكبر من أوروبا بنصف مليون ميل مربع، وكل ما واكب هذه الإبادة من فظائع كان مجرد " مأساة غير مقصودة حدثت برغم الرغبة الجادة والأكيدة لدي الأوروبيين في الحفاظ على حياة الهنود. إن السبب الأول لموت الهنود هو الأوبئة التي لم يكن لديهم مناعة ضدها * فالطبيعة، وليس الأذى المتعمد، هي السبب في هذا الدمار " وبالتأكيد فإن صاحب هذه التشويه التاريخي وأكثر المتعصبين حماسة لعامل الأمراض اليوم، هم أولئك الحصريون الذين يحبون أن يحتكروا فكرة الضحية لأنفسهم، ولا يريدون للذاكرة الإنسانية أن تسجل جريمة أكبر من الجريمة التي ارتكبها النازيون بحقهم وحدهم.

وبهذه العنصرية التي تسللت بكل ساديتها إلى مملكة الموت أقيم متحف الهولوكست في واشنطن، على أنقاض مدينة نكونشتناكه الهندية وفوق رمم شعب الكونوي الذي أباده الغزاة في 1623 . هنا على ضفاف نهر البوتوماك تورط المستعمرون الإنجليز تلك السنة في إحدى حروبهم الشفافة عند مفاوضاتهم مع القبائل التي كان يعيش بعضها حيث يقام متحف الهولوكست اليوم. كان الزعيم الهندي تشيسكياك يتولى المفاوضات. وقد دشنها الإنجليز بدعوته هو وكل حاشيته من الهنود لشرب الأنخاب تعبيرا عن " الصداقة الخالدة بين الأمتين ". وكانت أنخاب الصداقة * كالعادة * مسمومة طرحت الزعيم تشيسكياك صريعا تحت أقدام مفاوضيه وقتلت معه أسرته ومستشاريه ومائتين من حاشيته. ألم يكن جورج واشنطن يعلم بما يجري لشعب الكونوي ومدينته التجارية نكونشتناكه عندما أعلن أن الأرض التي اختارها لبناء عاصمته هي مجرد مستنقعات خاوية ألم يلحظ تخمة الغربان وامتلاء التماسيح؟

عبارة " العامل الطبيعي " التي يتكئ علىها محتكرو الهولوكست لتبرير انتصار الموت، ليست في الواقع إلا الترجمة الحديثة لعبارة "العناية الإلهية" التي استخدمها قبلهم أنبياء المستعمرين الإنجليز في أوائل القرن السابع عشر عندما قالوا إن هذه الأوبئة نعمة أرسلها الله لتطهير الأرض التي أعطاها لشعبه. ومنهم من اعتبرها، كما يروي تودوروف، معجزة لا تقل عن معجزة الأوبئة العشرة التي يقال إنها فتكت بالمصريين في زمن موسى. حتى قبل أن تبحر سفينة الحجاج الأولى ماي فلور من ساوث هامبتون، لم ينس الملك جيمس: أن يحمد الله على هذا " الوباء البديع الذي أزاح المتوحشين من بين أقدامنا ". وهذا ما أعاد صياغته بلغة مختلفة جون ونثروب الحاكم الأول لمستعمرة ماساشوستس في رسالة إلي ناتنيال ريش بتاريخ 22 مايو 1634، يطمئنه فيها إلى أن كل المستوطنين الأربعة آلاف في صحة جيدة: " فبفضل الله ونعمته لم يمت منهم في السنة الماضية سوي اثنين أو ثلاثة بالغين وبعض الأطفال، وكنا نادرا ما نسمع عن مرض الملاريا أو غيرها من الأوبئة.. أما السكان الأصليون فإنهم ماتوا كلهم تقريبا بالجدري، وبذلك أعطانا الله صك ملكية هذه الأراضي ".

كانت أكوام الهياكل العظمية تنتشر على طول شواطئ فرجينيا وكارولينا " الشمالية والجنوبية اليوم " في منظر ألهم المستعمرين أن يسموا البلاد بالجلجلة الجديدة، لكنها " جلجلة بهيجة أثلجت قلوب مكتشفيها لأنها آية إلهية تدل على رضا السماء عن موت الهنود وعن مواكبة العناية الإلهية لاستعمار العالم الجديد " .

وكان وليم برادفورد حاكم مستعمرة بليموث يري أن نشر هذه الأوبئة بين الهنود عمل يدخل السرور والبهجة على قلب الله، فمما يرضي الله ويفرحه أن تزور هؤلاء الهنود وأنت تحمل إليهم الأمراض والموت. هكذا يموت 950 من كل ألف منهم، وينتن بعضهم فوق الأرض دون أن يجد من يدفنه. إن على المؤمنين أن يشكروا الله على فضله هذا ونعمته. كانت هذه "المعجزات " الإلهية صورة عن رغبات المستوطنين وطموحاتهم. فلطالما توحدت القدرة الإلهية مع الشعب المختار كما يرى كوتون ماذر، أحد أبرز أنبياء الاستعمار، " فبعد أن ظن هؤلاء الشياطين " أن بعدهم عن العالم سينقذهم من الانتقام استطاع الله أن يحدد مكانهم ويكتشفه، وأرسل قديسيه الأبطال من إنجلترا، وأرسل معهم بعض الأوبئة السماوية القاتلة التي طهرت الأرض منهم. إن الله يفسح مكانا لشعبه في هذه المجاهل إذ هو يقتل الهنود بأوبئة من أنواع مدمرة لا يعرف لها البشر مثيلا إلا ما تحدثت عنه التوراة ".

وما تزال أرستقراطية الاجتياح إلي اليوم تقيم الصلوات والمهرجانات والتماثيل ابتهاجا بهذا الموت، الذي صنعته بأعمال السخرة تارة وبالتجويع تارة وبتبادل الهدايا المسمومة تارات. إنك لو زرت سان فرانسيسكو وسقت على الطريق 101 أو 280 ستري فوق رأسك تمثالا عملاقا يرتفع أكثر من عشرة أمتار في السماء ويمد سبابته المكتنزة نحو الأفق كفوهة المدفع القديم. تمثال له شكل الكاَوتشينو البارد شيد تخليدا لجونيبرو سرا مدير أحد أكبر معسكرات الموت في شمال كاليفورنيا. كان سرا يتلذذ بتعذيب ضحاياه وشنقهم بالجملة، وكان صاحب الدعوة الشهيرة إلي تفعيل " العامل الطبيعي " يذبح كل العرق الهندي ، إن معسكره ما يزال قائما إلى الآن، يحيط بفناء واسع يذكرك بضحايا فناء الكوليسيوم الروماني، وتتقدمه مقبرة كبيرة تجوس فيها أشباح الجلاد المقدس. حتى داروين نفسه في رحلته الأسطورية على متن السفينة بيجل إلى كثير من بقاع أمريكا وعدد من الجزر و" المجاهل" التي سبقته إليها سفن الغزاة، لاحظ هذا التلازم بين ظهور " العامل الطبيعي " وبين الاجتياحات الأوروبية، وكتب في مذكرات رحلت ملاحظة لا تقل أهمية عن نظريته في الانتخاب الطبيعي فقال: " إنه حيثما خطا الأوروبيون مشي الموت في ركابهم إلي أهل البلاد" "التي يجتاحونها". وكذلك لاحظ هوارد سيمبسون في مقدمة كتابه الرائع عن دور الأمراض في التاريخ الأمريكي "جيوش خفية" أن المستعمرين الإنجليز لم يجتاحوا أمريكا "بفضل عبقريتهم العسكرية، أو دوافعهم الدينية، أو طموحاتهم، أو وحشيتهم، بل بسبب حربهم الجرثومية التي لم يعرف لها تاريخ الإنسانية مثيلا".



حرب الجراثيم وأخواتها

قبل فحص وثائق هذه الحرب الجرثومية، لابد من النظر في بعض العناصر المساعدة التي رافقتها، فهناك اليوم أكثر من دليل على أن هؤلاء الذين ينشرون الأوبئة حيثما تطأ أقدامهم، كانوا يعرفون من تجاربهم السابقة أن سياسة العمل بالسخرة والتجويع الإجباري والترحيل الجماعي وتقويض معنويات الضحايا، تشحذ أنياب الأوبئة وتزيدها فتكا. إن معظم هؤلاء القديسين تمرسوا في الاجتياحات الإنجليزية لإيرلندا، أو في الحروب مع الأتراك. ومعروف أن الكابتن جون سميث مؤسس أول مستعمرة إنجليزية دائمة في العالم الجديد، بدأ نشاطه العسكري ضد الإسبان قبل أن يدرك العشرين، ونال رتبة كابتن حين تطوع في الجيش النمساوي وحارب العثمانيين الذين أسروه وباعوه عبدا لرجل تركي. وقد أمضي سنتين في العبودية قبل أن يقتل سيده ويهرب عائدا إلي إنجلترا.

وفعلا فقد كان نظام السخرة من أفتك أسلحة الأوبئة في فلوريدا وتكساس وكاليفورنيا وأريزونا ونيومكسيكو. كان الهدف المعلن هو تمدين هؤلاء المتوحشين جسديا وإنقاذ أرواحهم آخرويا. وبالطبع، كان لابد من "أضرار هامشية" ترافق انتشار الحضارة وطريقة حياتها. فحملات التمدين والتطهير الروحي لم تكن إلا مصائد خرافية لتعليب هذا السردين الآدمي. كان هناك جنود مدربون على هذا الصيد يطاردون الهنود كما يطارد رعاة البقر جواميس البراري، عبر أسوار منصوبة على شكل زاوية حادة تظل تضيق علىها وتضيق إلى أن يصبح أمام هذه البهائم الغافلة "خيار وحيد" اسمه المصيدة.

مصائد أشبه بحظائر الكلاب، لا يخرجون منها إلا للتغوط الجماعي المقنن في حفر مفتوحة، أو للعمل الإجباري في الحقول والطواحين والأعمال القذرة من الصباح إلي المساء. خلال أسابيع قليلة كان الهندي يموت من المرض والإجهاد وسوء التغذية، فقد كانت كمية الطعام التي تقدم للعبد الأسود تعادل ثمانية

بشير الغزاوي
عضو فعال
عضو فعال

عدد الرسائل : 622
العمر : 84
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى